تحت المظلة في نيورورك / Under the umbrella in new york

2

كانت تنظر له بعينين مرتبكة تماما ، لكنها بدت كما لو تعرفه منذ وقت طويل

طويل قدر الازل.. طويل لدرجة انها عرفته مجددا في حياتها الاخرى

عرفته بقلبها فقط

وبينما هي متجمدة تنظر له بعينيها الداكنة ورموشها المبتلة ، وضع هو المظلة في يدها

كانت يده دافئة للغاية ، شعرت بدفئها ذلك فوق يدها المتجمدة.. وشعرت انها لا تريده ان يبعدها

لكنه ابعدها بالفعل ، ترك تلك المظلة وتلك المشاعر في جعبتها وذهب

دون ان ينبس ببنت شفة

دون ان يجيب الاسئلة التي تدور في عقلها ، اهو هدية اخرى من الحياة الام ؟ تسائلت ادريان المبتلة اسفل المظلة بينما تنظر لظله وهو يختفي

ظهر فجأة وذهب فجأة ، كان ذلك مألوفا بشكل غير مألوف

كالرغبة فقط

اخذت تسير ببطئ وهي تحمل المظلة الى ان وجدت نفسها امام فندق يبدو ارخص من سابقه بعد فترة طويلة من المشي

كفندق ثلاث نجوم او نجمتين ونصف

لتدخل وقد اصبح البلاط مبتلاً خلفها ، لتغلق المظلة القرمزية ونظرت لموظفة الاستقبال " هل هناك غرف شاغرة؟" قالت بعينين ذابلتين تنظر لها تنتظر وبشدة ان ترحمها الحياة الأم

لتومئ موظفة الاستقبال بخفة " 230 دولار لليوم" لتبتسم ادريان بضعف وادخلت يديها في الحقيبة

لكنها وللأسفل كانت قد وضعت المال في الجيب المفتوح كي يسهل الوصول اليه ، وحين اخرجت المبلغ الصغير وجدته مبتلاً ومهترأ أثر المطر

لتنظر موظفة الاستقبال للمال بخفة " اعتذر لا يمكنني قبول هذا "

" رجاء اسمحي لي باخذ غرفة هنا ليلة واحدة فقط وسأحصل على عمل واعيد لك المال لاحقا اقسم" قالت ادريان وقد نفذ صبرها لدرجة انها اضطرت للتوسل

لكن الامر لم يكن بتلك الصعوبة، يعتاد الايتام على التوسل

تجبرهم الحياة بشكل ما

لتهز موظفة الاستقبال رأسها بالنفي وهي تنظر للمبتلة امامها بأسف

لكن ما باليد حيلة فمديرها سيغضب للغاية إن علم انها فعلت ذلك

"رجاءاً.." قالت وكم شعرت بشعور سيء ، شعور الاذلال.. ان تحتاج لشيء ما لدرجة انك قد تقدم على توسل احدهم ليقدمه لك

شعور العجز.. ان لا يكون لديك حل سوى التخلي عن كرامتك ومحاولة اخذ الشفقة من شخص لا يملك حتى ما تريده لكن فقط لانه يمكنه مساعدتك

"اعتذر" قالت موظفة الاستقبال بنبرة هادئة كانها تخبرها ان لا تحاول

"حسنا اتفهم.. اعتذر على تبليل الارض" قالت ادريان بهدوء ايضا بينما خرجت من الفندق