𝔗𝔥𝔢 𝔡𝔦𝔳𝔢𝔩𝔰 𝔡𝔬𝔫'𝔱 𝔠𝔯𝔶♕♡//الشياطين لا تبكي

قصة مجهولة

الرسم هو لغة القلب...
وانت الإلهام الذي يجعلني اعبر عن حبك بالألوان والخطوط...

__________________________

انتشر قرار الملكة كالنار في الهشيم ، مثيرا جدلا كبيرا وبلبلة واسعة في مملكة الشياطين... وعموما كانت الأجواء يسودها التوتر مع الترقّب لسير مجرى الأحداث القادمة وماينتظرهم من مفاجٱت أخرى..

الحكماء من عامة الشعب أدركوا فورا الخطورة الكبيرة وراء هذا القرار وماهو المغزى منه ...وكيف سيؤدي مجددا الى نشوب النزاعات التي قد تتطور لتصبح حربا مدمرة.

بينما باقي الشعب من الشياطين البسطاء رأوا هذا القرار تواضعا وكرما من الملكة التي تسعى دائما لتحقيق العدل والمساواة بينهم وبين النبلاء.. كانوا مرحبين بهذا التغيير الايجابي الذي يطرأ على نظام الحكم بعد سنوات طويلة من الظلام والإضطهاد الذي عاشوه تحت رحمة الملك السابق.. والذي يرقد الٱن تحت التراب .

مصير المملكة الذي تتلاعب به الملكة بدون اهتمام اصبح قاتما وضبابيا مثل هذا اليوم الغائم الذي تغطي سحبه ضوء الشمس..

--------

كانت جالسة عند طاولة الطعام ، وفي الجهة المقابلة لها يجلس والدها.. ترسم اثناء انتظار تجهيز امها العشاء

كآخر لمسة في اللوحة أخرجت من جيب فستانها الرثّ زجاجة صغيرة مملوءة بسائل وردي خافت اللون.. فتحتها بعناية كأنها مياه مقدّسة لتلفح انفها رائحتها العبقة تجعل خديها يتوردان بخجل وهي تستعيد ذكريات ذاك اليوم..

وبحركة حذرة وضعت قطرات صغيرة على تلك الوردة المرسومة على اللوحة... كإضافة فنية لتخليذ الذكرى..الذكرى المحفورة في قلبها قبل عقلها.

رفعت اللوحة امام عينيها الزمردتين لترتسم ابتسامة راضية على وجهها... وفجأة قطع عليها والدها الأجواء الشاعرية التي كانت تعيشها معيدا اياها الى الواقع عند قال بإنفعال.

" ولكن النظام السابق كان يحقق استقرارًا في أمن المملكة! لماذا تواصل هذه الملكة العبث بالقوانين!نحن لسنا ألعابا في متناول يديها! "

كان كلامه موجّها إلى أمها التي تخالفه الرأي تماما...منذ فترة ليست بالقصيرة وهما يتناقشان ويبدو أن الغضب بدأ يسيطر عليه..حرارة دماء شياطين الغرب تسري في عروقه..

" مع ذلك لايمكن إنكار فضلها العظيم علينا وعلى المملكة! اتتدكر عندما خفّضت نصف قيمة الضرائب التي كنا ندفعها وأنقذتنا من الغرق في الديون؟.. انسيت انه بفضلها ابننا حقق حلمه بتعلم السحر وتطوير موهبته؟! او انه يجب علي تذكيرك!"

تكلمت والدتها تضع طبق الحساء الكبير على الطاولة محدثة صوتا مرتفع.. لتسحب الكرسي تجلس عليه..سارعت ديمونيا تخفي اللوحة بجانب قدم الطاولة والتي لم ينتبه لها والديها بسبب إنشغالهما بالعراك .