رازكيل

188 79 18
                                    


____________________________

" ألا تزالين متشبثة بدعمك للملكة؟ "

كان هذا والد ديمونيا الذي سأل زوجته بتهكم... لتكتفي بالصمت فقط.. سابقا كانت تدافع عنها لكن الآن ليس لديها أي شيء لتقوله.

كانت جالسة أمامه في غرفة المعيشة وبين يديها صحيفة تقرأ أحد المقالات التي تناقش شائعة جنون الملكة وكونها فاقدة للعقل.. بينما زوجها يعبث بسكاكينه ويضيف لها بعض التفاصيل الأنيقة... فهذا ماكان يفعله في وقت فراغه بصفته حدادا وصانعا للسيوف.

" إنها فقط تقرر بلا تفكير... ويبدو أن تهورها هذه المرة سيقودها إلى حتفها." أضاف وشبح إبتسامة على وجهه...

" انا واثقة أنها ستفوز!!"

نطقت ديمونيا بعد ان خرجت من العدم لتجعل والدها يقضب حاحبه باستنكار وهو يدير راسه إليها.

" ديمونيا أخبرتك أن تتوقفي عن قراءة الروايات"

" أبي ! ثق بحدسي! أشعر أن الملكة ستفوز! "
عارضت بقوة وهي تتخذ مكانا بجانب والدتها لتجلس.

" عزيزتي عالمنا ليس قصة تنتهي بفوز الخير وخسارة الشر.... هذا إن افترضنا ان الملكة طيبة. "
أنهى كلامه بجملة ساخرة وهو يعيد تركيزه لعمله.

عضت زوجته شفتها لتمنع ضحكتها وهي تغطي وجهها بالجريدة... بينما عبست ديمونيا بطفولية.

" حسنا سنرى!"

نهضت مجددا وأرادت العودة إلى غرفتها وفي اللحظة التي استدارت فيها إصدمت فجأة بكتف رجل ما لتتسع أعينها برعب تحولت إلى عدم تصديق اثناء تحديقها في الرجل أمامها

" ااا ـ اخييييي؟ هـ هذا أنت!! "

صاحت بفرحة وهي ترتمي بين أحضانه..

" مستحيل يا إلهي لقد كبرت!!"

إبتسم بحنان وهو يبادل أخته العناق لينظر من فوق كتفها لأمه التي تمسك دموعها بدرامية...

" إبنييي!! رازكيل! "

اتجهت نحوه لتنضم الى العناق الجماعي وتنفجر بالبكاء..

نقل رازكيل بصره عند والده الذي حدق فيه بنوع من الافتخار والتقدير لما أصبح عليه... جسده المعضل الذي كان سابقا هيكلا عظميا، وقدرته على اخفاء طاقته ورائحته عنهم.

" وانت أبي ؟" تحدث رازكيل لوالده يدعوه للإنضمام للعناق.

" لا أحب الأحضان."

حسنا هذا منطقي... والده شيطان كامل بينما هو واخته هجينان وأمه جنية.

مرت خمس سنوات منذ التحاقه ببرج السحر الذي بنته الملكة وقد تغير كثيرا من جميع النواحي..

روى لهم الكثير من مغامراته على مائدة العشاء والجميع استمع إليه بشغف.. في مشهد دافئ نادر في العالم السفلي تغمره السعادة الخالصة!

𝔗𝔥𝔢 𝔡𝔦𝔳𝔢𝔩𝔰 𝔡𝔬𝔫'𝔱 𝔠𝔯𝔶♕♡//الشياطين لا تبكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن