٢- إنها أنا!

466 35 19
                                    

|الأقصر|

شخصتْ عيناها وهي تطالع المرآة الخاوية واقتربتْ ولمستها لكن ما من شيء لا تزال خاوية! سرعان ما تناولتْ المنشفة ومسحت المرآة لتظهر صورتُها لكنها كانت جالسةً على الأريكة المقابلة للمرآة.

نظرتْ خلفها سريعًا وقلبها يكاد يتوقف عن الخفقان فوجدتْ نفس الفتاة التي اصطدمتْ بها في المعبد تطالعها بذات البرود والغموض، لتتراجع حتى التصق ظهرها بالحائط وقالت متلعثمةً:
_من تكونين؟ هل أنتِ من الجان؟

اقتربتْ منها بهدوء ووقفتْ قبالتها لثوانٍ دون أي كلمة ثم أردفتْ:
_قابليني الليلة في المعبد عند البحيرة المقدسة.

التفتْ لتذهب بينما الأخرى ترتجف خوفًا، حاولتْ استجماع شتاتها وهتفتْ:
_كيف!

توقفتْ الأخرى ولمْ تلتفتْ كانت تفهم مقصدها لكنها تصنعتْ الغباء وقالت:
_في الخامسة والنصف يُغلق المعبد؛ لذا عليكِ أن تكوني هناكَ قبلها واختبئي جيدًا حتى آتي إليك، يمكنكِ الاختباء في معبد خونسو.

ألقتْ كلماتها وخرجتْ سريعًا من الغرفة بينما الأخرى تشجعتْ قليلًا وتبعتْها حتى تفهم ما يحدث، لتُصدم عندما خرجتْ ولمْ تجد أحدًا، اختفتْ تمامًا كما حدث في المعبد، هل تتبخر هذه الفتاة؟!

_ماذا بكِ تقفين هكذا؟

كان هذا صوت والدتها لكنها لمْ تنتبه لها فوضعتْ والدتها الأطباق على المنضدة ثم اتجهتْ لها ورفعتْ فكها المتدلي قائلةً بضيق:
_أغلقي فاهكِ هذا، وأجيبي!

فزعتْ حالما رأتْ والدتها بهذا القرب المفاجئ فأفلتتْ منها صرخة فزعة؛ لتصفعها والدتها بحركةٍ عفوية وتصرخ بدورها، تملكها الغيظ ووضعتْ يدها على صدرها قائلةً:
_ماذا؟ هل جُننتِ!

تنفستْ "منار" بعنف وقالت بضيق:
_يا الله! ماذا فعلتُ لتصفعيني يا أمي؟

تنهدتْ بضيق وتابعتْ هامسةً لنفسها:
_ألا يكفي ما أنا فيه!

أتى والدها سريعًا والذي خرج من المرحاض لتوه ينظر عن يمينه وشماله قائلًا:
_ماذا حدث؟

أجابته زوجته التي عادتْ للمطبخ بصوتٍ مغتاظ:
_ابنتك فقدتْ عقلها.

أبعد "عمرو" وجهه عن باب المطبخ ونظر لابنته وأردف بهدوء باسمًا:
_ماذا حدث يا وردتي؟

قصّتْ "منار" على والدها ما حدث بهدوء ثم قالت:
_هل الشرود جريمة؟ أنا فقط فزعتُ.

خرجتْ والدتها من المطبخ ووضعتْ الطبق الأخير على الطاولة ثم وضعتْ يديها في خصرها قائلةً:
_أفزعتني أنتِ الأخرى!

أيام الثأر الدامية✓Where stories live. Discover now