ما اجمل الخطأ🪄

122 1 0
                                    

قد تتضور جوعا  و يسقط منك بعض البسكوت في النهر فتتحسر لبشاعة خطأك و تتفاجئ بجماله لما ترى العشرات من الاسماك يتقاتلون على اكله فتغدو بالكاد تستطيع انهاء اكل الاسماك و تردد قائلا <ما اجمل الخطأ!>.

في احد ايام البرد  و الصقيع صب الثلج في مدينة ساحلية بالجزائر و لندرة هذا الخبر كانت والدة اندريلا تراقب جمال الثلج من  نافذة بيتها الا ان تتفاجئ بأن وقت ولادتها قد حان فهرولت مسرعة لمشفى مع زوجها و اولادها و حين ولدت اندريلا تفاجئ الاطباء لبياضها و حسنها سائلين هل انعم الله لنا ببياض الثلج حقيقتا و قد تلقت اندريلا في صغرها طفولة رائعة خصوصا مع صديق طفولتها اياد الذي حملها فور رؤيتها له و اعتبرها اخت صغيرة لشبهها له و كانهما توأمان بلونان مختلفان لهما نفس شكل العين و الراس و الانف الا انه كان ابيض البشرة و اخضر العينين و اشقر  الشعر الناعم و طويل قليلا بينما كانت اندريلا بيضاء البشرة و بنية العينين و شعرها  اسود اقصر من شعر الاولاد بعمرها فقد كانت تكره الشعر الطويل
  و هنا يعود الزمان الى اليوم الثامن من جويلية و بعد ولادة اندريلا با 6اشهر مرض كل افراد عائلتها بوباء خطير الذي استوجب عليهم معالجة في الخارج كانت ام اندريلا حزينة جدا لفراق ابنتها و لخوفها عليها و حمايتها ارشدتها صديقتها  نيكول بمربية تسكن في حي الكازوجي و لما كانت تحدثها با لهاتف كان ينقطع الخط و كانت مع زوجها الانجليزي و قالت لها turn left aa no no turn right لكن ام اندريلا لا تتحدث الانجليزية و لما سألت سياح قالوا ان right تعني صحيح او يمنى و منه ظنت ام اندريلا انها قصدت اليسرى لما قالت كلا صحيح لذا ذهبت و فعلا وجدت مربية و سئلتها عن حالتها قالت انها  تتمنى لو كان لديها ابنة لان كل اولادها 3 ذكور و قد  رحبت بها و استحبت تربية ابنتها الى حين تعود
قائلة بفرح < و كأنك انبت الزهور في منزلي القاحل فوالله تمنيت لو كانت لي فتاة و اعدك وعدا افي به حياتي كلها انني سأربي اندريلا احسن تربية و احميها من كل سقم و لتكن كل مافي ثلاجتي حلالا لها و ان كان لي قطعة خبز فلها نصفها و ان كان لي نصفها فليأتي عزرائيل ياخذ روحي من الجوع و اتركها لها .

اطمأنت ام اندريلا من حديث المربية و شكرتها جزيل الشكر ثم قبلت اندريلا قبلة الوداع قائلة يا بيضائي والله فراقك اصعب من فراق الروح من الجسد ثم خرجت و دموع على خدها اما المرضعة فقامت مسرعة تأخذ اندريلا لاولادها ٣ الذين انذهلوا من جمال البنت و ناظروا امهم بغرابة ثم نطق الاخ الاكبر دانيال :< امي من هذه ؟>
قالت الام :< هذه يا بني اختكم الجديدة لقد اتت بها سيدة مريضة و طلبت مني تربيتها الى حين عودتها من السفر >.
فنطق الابن الاوسط اكسل :<لطالما اردت ان تكون لي اخت يا امي و لكن بالكاد نملئ بطوننا كيف سنعيشها ؟> قالت الام :< لقد تركت لي امها نقودا تكفينا و تكفي ابنتها با لضعف و طلبت مني ان اقرض  من صديقتها نيكول ان احتجت .>
فرح الاخ الاصغر لؤي قائلا : اذا فلنغتنم الفرصة يا امي لنطلب المزيد من الاموال و نصبح اثرياء !.
ضرب دانيال لؤي في رأسه قائلا : لا تكن ساقطا يا اخي > قال لؤي بشمئزاز : لو تحملت مسؤليتك انت و ابي و عملتم لما وصلنا الى هذا اليوم .
فصرخت الام كفاكما شجارا  و انت تعلم كيف تحدث اخوك الاكبر !>
ثم انفجرت اندريلا با البكاء فقالت الام لابد انها جائعة سأرضعها ...
و لما ذهبت لرضاعتها نهض لؤي قائلا سأطبخ لها حساء لذيذا و قال اكسل و انا ساذهب لشراء بعض الملابس لها هل تسمحين لي يا امي ؟
اومئت الام برأسها قائلة نعم يا بني خذ 3 دولارات و اشتري لها 😄
نهض دانيال و انا سأبحث  جاهدا على عمل انا خارج الآن و لما كان يرتدي حذاءه اوقفه اخوه و امسك بمعصمه و قال بندامة  له :< اسف يا اخي لم اقصد ان اجرحك ابدا >
. فجلس دانيال على ركبتيه و وضع يده على راس اخيه و قال مبتسما :< لا بأس يا اخي انا اسامحك فلتعلم انني ساعمل جاهدا لكي اشتري لي لعبة سبايدرمان .
فنظر لؤي لأخيه  بتفاجئ و قال :< حقا يا اخي ستشتري لعبة سبايدرمان هل ساصبح مثله و انقذ العالم  >.  ضحك الاخ و قال : < ستقتلني يوما بخيالك با لتأكيد ستصبح افضل منه .> ثم نظر اليه لؤي بدموع على عينيه و قال :< شكرا لك يا اخي شكرا و انا ايضا لما اصبح سبايدرمان سأحضر لك سارات جميلة لأنني سانقذ العالم و سيصبح كل للناس يحبوننا و يعطون لي اموال كثيرة >. كانت الام تراقب ابنائها من بعيد و قالت :< حفظكم الله و لكنك تأخرت يا دانيال نهض الاخ و قال صحيح اراكما لاحقا .
ابتسم الاخ و قال وداعا يا اخي 😁
و ما هي لحظات حتى شم لؤي رائحة الحريق فهرول مسرعا للمطبخ و قال الخضر الخضر
فقالت الام يالك من ساذج 🤦‍♀️
اعاد لؤي طهي الحساء بحب و عنان و لما انهاه ذهب بحماس ليطعم اندريلا و ما ان اقرب يديه لحملها تمسكة به بشدة فذاب لؤي من براءة و جمال اندريلا خصوصا لما فتحت عينيها العسلتين الصغيرتين و قال :< كم انت جميلة انا محظوظ لامتلاكي اخت مثلك و حملها على كتفه و قام  بنفخ في حسائها قبل إطعامها و ما ان حملها حتى تقيأت كل الحساء في وجهه .
لؤي : ياويلي ماهذا اهكذا تشكرينني و ذهب مسرعا لغسل وجهه فبدأت لندريلا بضحك على شكله
لؤي : اتضحكين علي تعالي الى هنا و قام بدغدغتها
لقد تربت اندريلا وسط اخوتها ٣ بحنان و اهتمام و كانوا يتشاركون طعامهم دائما و ان لم يكن لهم نصيب من الطعام يستمتعون برؤيتها تأكل و يشبعون كأنهم يأكلون في مكانها و حتى الام لم تقصر يوما في حقها عاشوا بسعادة على الرغم من فقرهم الا ان قناعتهم و حبهم اعمى تعاستهم  و قامت امهم بتسميتها بيلا لجمالها و حسنها فقد كانت كأميرة في نظرهم .
الا ان اتى اليوم المشؤوم الذي اتت فيه عائلة اندريلا لأخذ ابنتها و حزن الإخوة كثيرا على فقدان اختهم للتي كانت مصدر حب و راحة لهم و ما ان اوشكوا على ذهاب الى ان انفجر لؤي باكيا :< كلا لن يأخذ احد اختي مني تكلم يا أخي لا تسمح لهم  ثم قالت له امه :< بني اعلم مدى حبك و قربك لأندريلا و لكن في النهاية هي لديها علئلتها الخاصة و التي سوف يعتنون بها رعاية رائعة تعلم الا تستهل اختك الجميلة ان تعيش في بيئة من الراحة و الاهتمام .
لؤي : و لكن يا امي...
الام : تعلم احيانا لم نجد ما نأكلها و لكن مع عائلتها سوف يطعمونها و يلبسونها احسن الثياب و الأكل .
فستسلم الابن الاوسط لأمر امه اما اكسل لم يستطع حتى رفع رأسه لرؤيتها آخر مرة و الأخوة الاخرون ودعوها و قبلوها لكنها بقيت تنظر لأكسل و تبكي حتى قالت له ام اندريلا لابد انها ستشتاق لك فلتودعها لكي لا تكن أخر مرة تراها حزينة 
قالت ام اندريلا و لكن هل تعلمون لم توصيني صديقتي على هذا البيت لقد اخطئت لأنني لا اجيد الإنجليزية قال دانيال: حقا ما اجمل الخطأ
نهض اكسال و لم يرفع راسه من الارض و اعطاها رسمة جميلة لفتاة شابة و كتب عليها بيلا بخط انجليزي جميل و قال بصوت خافت و غامض لقد انهيت رسمها حديثا ارجو منك ان تحافظي عليها الى حين ان تكبر و لما امد يده لإعطائها تشبتن بها اندريلا و ابتسمت فنظر اليها اكسل و بكى و ذهب مسرعا دون ان يقول كلمة اخرى
شعرت الام بحزن كبير و قالت :< مارأيكم لن نلتقط لكم صورة جماعية لتتركوها كتذكار فأتي اكسال و قال انا من يلتقطها لطالما ارظت ان اكون مصورا
فنظرت له ام اندريلا بغرابة و قالت الم تكن تبكي الان ؟
خجل اكسل فقالت له الأم كلا انت ستكون مع عائلتك و انا من سيلتقط لكم صورة
اكسل حسنا
لؤي ابتسم يا اخي لتكن ذكرة سعيدة
الام لقد التقطتها ي هذا لطف منك
الام لا بأس هذا اقل ما يمكنني فعله وداعا
اكسل :سيدتي هل يمكنك...؟
الام : نعم يا بني؟
اكسل : هل يمكنك ان تجلبي لنا بيلا احيانا ؟
الام : اكيد هذا وعد مني
لؤي : حقا شكرا لك😁
الام : فليحفظكم الله يا اولادي وداعا
الاخوة: سلمت
مرت ايام و شهور عدة و الإخوة  ينتظرون اباهم الذي وعدهم با لعودة من السفر و شراء منزل جديد حتى سمعوا دق الباب و لما فتح دانيال الباب صرخ بصوت عال : ابي ابي لقد عدت
فأتى كل الاخوة مسرعين لملاقاة والدهم و  معانقته لتخفيف لشوق
فقال الاب عدت يا اولادي و بوعدي وفيت وضبوا اغراضكم لنخرج من هذا البيت المكحوس و نذهب لبيت جديد
قال لؤي مستحيل يا ابي ماذا عن بيلا؟
قال الاب :بيلا ، من بيلا؟ اا اتقصد الفتاة ابنة الاغنياء في الحقيقة لقد كبرت و لم تعد تهتم لنا قالت انها لا تحبك
لؤي : مستحيل يا ابي مستحيل بيلا اختي و هي تحبني جدا
الاب : اه يا ولدي لو تعلم كيف يتغير البشر لما احببت يوما.. لكن لا تخف انا و ولادتك لم و لن نتغير يوما عنك
حزن لؤي كثيرا و ذهب ليوضب اغراضه نظر  الأب لإبنه اكسال الذي كان و مزال كئيبا منذ مغادرة اندريلا و قال لا تحزن يا ولدي فهي مازالت تحبك نظر اكسل لأبيه ببرود و قال : تعلم انني لست بحماقة لؤي لأصدقك هي حتى لا تستطيع التحدث
الاب من يحدثك يا  ولدي يظن ان الطفل الذي بداخلك هرب منذ وقت طويل و حل محله رجل بالغ يحكم عقلك
اكسل و من يحدثك يا ابي يظن ان ذالك الطفل هرب اليك
الاب : ايها الولد المشاكس اهكذا نكلم ابانا
دانيال ابي لقظ انتهينا توظيب اغراضنا ووضعها في السيارة مازالت اغراضك فقط يا اكسال
لما ذهب اكسال لغرفته لوضبها وجد رسومات كثيرة لأندريلا وو جد اخوه يراها و هو يبكي و يقول لقد تقيأت على وجهي و لنا الذي طهوت طعامك و اطعمتك و رغما عن هذا لم اوبخك و لعبت معك شعر اكسال بالسوء فجلس الى جانب اخيه و قال : هل اخبرك سرا؟
لؤي : نعم
اكسال : ابي كان يكذب عليك لم تقل بيلا هكذا
لؤي : حقا و ما ادراك
اكسال : هي لا تستطيع التحدث حتى من المستحيل ان تقول هذا كما و انها تحبك كثيرا اتذكر كانت تقضي اليل تبكي رغما اننا كنا بجانبها كلنا لكنها  لم تستطع النوم الا و هي بجانبك
لؤي : صحيح هي تحبني و لكن ماذ اذا لم نستطع رؤيتها مجددا
اكسال يأترك رسوماتي هنا و سأكتب عنوان حينا الجديد و اذا اتت امها الى هنا ستعرف الي اين رحلنا
لؤي انت ذكي جدا و لكن هل يمكنني الاحتفاظ بواحدة لأزيل الشوق
اكسال : اكيد
مرت ايام و شهور و كبرت اندريلا و في  لحضانة تلقت حبا و اهتماما كبيرا من عائلة اياد خصوصا امه نيكول  التي كانت صديقة امها منذ صغرها و قد تزوجا بنفس اليوم و انجبا طفلهما الاول بنفس العام و منه قدر الله ان تمرض نيكول بسرطان في الرئتين و لكن لم تخف يوما على نفسها بقدر خوفها على ابنها اياد الذي كان اقرب اليها و اعز الى قلبها من نفسها و بعد مرور شهران من مرضها و قدوم اجلها نادت نيكول ابنها اياد لتخبرها و هي تئن قائلة <بني ما اجمل الحياة و ما اقصرها فولله لو عشت العمر كله و انت بجانبي لما طفشت يوما و اتمنى ان تعيش معي ما بعد الموت و لكنك يا بني مازال لك طريق طويل ستتعلم عبرا عن جمال خطأك ستحب و تفرح و ياليتك لا تحزن يوما و لكن ما ادراني بما سياتي بعدي بني اقم الصلاة و كن شجاعا لا تحن رأسك لاي كان و ان كان لك من دنيا نصيب فخير لو كان اندريلا بني احكم القران و اوعيه في صدرك > قال اياد لك سمع و طاعة يا امي و لكن لما تحديثيني و كأنني لن اراك بعد اليوم ابدا ؟> قالت:< نعيش ما كتبه الله لنا و ان كان فلتعلم اني معك دوما كالوشم الذي بذارعك و لكن فليكن مكاني في قلبك لاسمع دقاته كا نغم في اذني > قال : < بل انك  قلبي كله  الذي يضح دم السعادة يا امي > و ما هي لحظات الا ان دخلت اندريلا مع امها و هي تبكي بشهقة و الم لفقدان صديقة الطفولة و قد استغربت اندريلا لبكائها و نظرت لإياد و جدت ابتسامته الحزينة التي يبتسمها ان علم ان اندريلا اخذت شوكولاطة الخاصة به و لكنه لم يوبخها كالمعتاد اما نيكول فكانت هي الاخرى تبكي ممسكة يد صديقتها فنطقت اندريلا بكل براءة  :< ما كل هذا الحزن انا لم اكل اي شوكولاطة اقسم > فتحول الجو لضحك على عفويتها و سذاجتها فحمرت وجنتها خجلا و هي تقول :<كفاكم سخرية مني لو انني تركتكم تبكون افضل> فاجابت نيكول < لا نسخر منك يا بنيتي بل نضحك لعشقك لشوكولاطة و كأنها كل همك > فضحكت اندريلا 😅 ثم قالت مستغربة :<و لكن ان لم تكن الشوكولاطة لما تبكون ؟> نظر اياد لامه و قد نفت له بوجهها لكي لا يخبرها فقال:<اليوم الذكرى ٢٥ لوفاة كلبهما المشترك > فقالت اندريلا بحزن : اسفة جدا لسماع هذا > ثم مر جو من السكوت حتى صرخت اندريلا اتسخرون مني و انت ما ادراك بكلبهما لما انت حزين؟ قال : ايتها الحمقاء انا اكبر منك ب 4 سنوات لقد توفي قبل ولادتك بيومين . قالت اندريلا يا للاسف تمنيت لو استطعت رؤيته فاجابها عكسك فهو محظوظ على الاقل نجى من غبائك فردت اندريلا تتحدث و كانك لم تخطئ في حياتك قال : لم اقل هذا و لكن على الاقل لا اسرق الشوكولاطة من بيوت الناس . فقالت ام اندريلا كفاكما شجارا قالوا بوقت واحد هو_ هي  من بدأ(ت) فنفجرت نيكول من ضحك و خجل الطفلان من بعضهما و بدؤا بالضحك ايضا حتى سمعنا صوت دق الجرس فتح اياد الباب وجد صديق والده و معه صندوق مغلق قال اعط هذا لامك فشكره و ذهب و عندما راته نيكول قالت نعم هذا هو فتحت الصندوق فوجدت قلادتان من ذهب باسم اندريلا و الاخرى بإياد و اهدتهما اياها قالت اندريلا واو يا لجمالها شكرا لك و ارتدتها و هي مبتسمة اما اياد فبات ينظر اليها بحزن و قد علم انه ذكرى من والدته قبل موتها قالت ام اندريلا شكرا جزيلا لك هذا لطف منك ثم نظرت الى اياد و قالت مابك يا بني لكنه لم يجبها و ذهب ففهمت الأم حزن ابنها و نظرت الى اندريلا بابتسامة مزيفة و قالت:عديني انك لن تنزعيها . نظرت اليها اندريلا ببراءة و ابتسمت بعفوية ثم قالت : اعدك انا لست كذلك المتكبر . تذكرت نيكول ابنها و حاولت النهوض لتحدثه فلم تستطع و اوقفتها اندريلا قائلة : لا تقلقي يا خالة انا سوف اجبره على ارتدائها هو يتدلل فقط و ما هي لحظات الا ان سمعت الام فيديو لها و هي تغني لإبنها في عيد ميلاد الذي لم يمر عليه سوى بضعة ايام فرحت اندريلا قائلة اتذكرين يا خالة  كانت حفلة رائ.. لم تكمل حديثها لتسمع اندريلا شهيق و بكاء اياد الحاد فتفاجئت فهي لم تره يبكي يوما في حياتها و شعرت بضيق في صدرها و علمت انهم يخفون شيئا عنها و لكنها لم ترد ان تسأل و قبل ان تنهض اندريلا لمواساة اياد قالت لها نيكول عزيزتي < فلتعلمي ان اياد يحبك حبا كبيرا ارجوك اهتمي به و لا تتركيه > قالت < و انا احبه يا خالة على رغم من اننا نتشاجر اكثر من  ان نتفاهم و لكنني احب الشجار معه فالحق يعود لي و ان كنت مخطئة و دائما ما يواسيني و ان حزن هو > ابتسمت لها نيكول و قالت اذا فلتقلبي الأدوار اليوم😊
ذهبت اندريلا بخطوات هادئة وراء اياد و لما اقتربت صرخت بوو لم يكن لإياد مزاج للمزاح معها و تظاهر كأنه لم يسمعها كالمعتاد حزنت اندريلا و قالت بصوت خافت و حزين: مابك؟
اياد : ...
اندريلا : انا اسفة...
اياد : لما؟
اندريلا : لأنك حزين
اياد : ليس خطئك
بدأت اندريلا بالبكاء فنظر اليها اياد مباشرة و قالت
اشعر اني فاشلة صحيح لست المخطئة لكنك دائما ما تصلحني و تشعرني با لسعادة
اياد : توقفي عن البكاء فإن بكائك اضيق بقلبي من همي
اندريلا: ولكن انت دائما تساعدني و لو انك لم تعلم مشكلتي و لكنني لا اعرف كيف اساعدك لذا ابكي
اياد: انا اعرف همك دون ان تقولي لان همومك بسيطة كا شوكولاطة او قلة الاهتمام كما...
اندريلا : ماذا تقصد بالبساطة كل فتاة تحتاج الشوكولاطة هي تساعد على تحسين المزاج
اياد : صحيح ولكن مرضك باسكري يعكر المزاج اليس كذلك؟ يجب ان تأكليها بشكل متوازن
اندريلا: حتى في اصعب اوقاتك تفكر بي
اياد : نعم... و امت حتى ان لم تعلمي همي فإنك تحزنين معي
اندريلا : هل كان لك شك في انني سأتركك وحدك
اياد : شكرا و لكن احتاج الى البقاء لمفردي قليلا
اندريلا : حسنا و لكن ارتد هذه القلادة اولا
نظر اياد للقلادة فتذكر امه و انه لم يتبقى على وفاتها سوى بضع اشهر فأخذت الدموع تنهمر على وجهه
نهضت اندريلا مسرعة و قالت فهمت
و ذهبت بكل ثقة لأمه و قالت : خالتي هناك سحر في القلادة لهذا كلما يراها اياد يبكي
اياد: عجبا أخلقت هذه الفتاة لتنقل لي غبائها

_____صوت دق الباب____
اندريلا: همم انا سأفتح .من في الباب
..:قفي الى الامام در
اندريلا: جدييي
فتحت اندريلا الباب لتجد جدها فعانقته بكل حب و حنان
الجد: ياليتني اعيش الدهر كله لأعانقك يا عزيزتي . هل انت مستعدة
اندريلا: لما؟
الجد : لكرة السلة
لندريلا بحزن: في الحقيقة لقد ذهبت مع امي و لم يسمحوا لي قالوا انهم كلهم ذكور و انا مزلت صغيرة على تلقي الضربات
الجد: ان اعاد لك احد هذا الكلام ارفعي اصبعك الاوسط و اهربي
ام اندريلا : ماهذا يا ابي لا تعلم البنت مازالت صغيرة
الجد : انظر من يتكلم كانوا ينادونها مصارعة الحي
ام اندريلا : ابيي
الجد: بالمناسبة اين اياد سمعت ان امه مريضة جئت للإطمئنان
اندريلا : جدي اياد وقع ضحية سحر في القلادة كلما رأها بكى
الجد : حقا لمن تلك القلادة؟
اندريلا : لأمه هو حتى لم يشكرها
نظر الجد بيأس و قال: اين هي؟
ذهب الجد لزيارة نيكول و انذهل قائلا في نفسه اين ابنتي  صاحبة الاعين الخضراء مال عينيها شاحبتين و اين وجهها الابيض المنور كالقمر ماله صار اصفر جلس و قال بشفاء ان شاء الله
فبتسمت له و شكرته و ذهب الجد الى اياد و غلق الباب
بني هذه سنة الحياة فلتكن قويا لا تنسى ان مسابقة السباحة قريبة الا تريد ان تفرح امك في ايامها اخيرة
اياد : لا طاقة لي من دون امي
فأشع نحوه الجد و ابتسم  : بل و لك طاقة يخشع لها الاقوياء ان فالسقوط لا يهزمك بل يقويك لتنهض بقوة  و تجعل والدتك فخورة بك
شعر اياد بإطمئنان من حديث الجد و قال له: و كأن جملك تعيد بناء الطاقة في قلبي كاجبال
الجد : فلنذهب اذا لتسجيل اندريلا في كرة السلة
قبل اياد رأس امه و ذهب مع بيلا
و لما وصلوا اخفقت اندريلا في كثير من المباريات و لقد اتت احدى القنوات التلفزيونية لتسأل اللاعبين عن شعورهم كلاعبي كرة القدم و انهم ربما سيمثلون الجزائر مستقبلا .
اخذ الجد الميكرفون و قال: اسمعوا و ان فشلت حفيدتي  اليوم فهي لن تستسلم سترون انها ستصبح افضل لاعبة و ستشارك في العديد من المسابقات و ستندمون لأنكم لم تشجعوها
رآت اندريلا حب و تشجيع جدها لها رغم فشلها فتشجعت و مسحت دموعها و قالت انا لها و بعد ان تم تهديء الجد
و في طريق عودته للمنزل توقف و نظر الى عيني بيلا بجدية و قال: اتعديني انك ستحصلين على المرتبة الأولى و تنجحين في رياضتك ان سجلتك
اندريلا : اعدك.. و هل تعدني انك ستكون معي حين احصل عليها و تشجعني
الجد : اعدك
عانق الجد حفيدته و نظر اليهم اياد بحب و قال لتدوموا لبعضكم
الجد: مالذي تقوله تعالى الى حضن جدك
و كان اجمل  عناق جماعي لهم في غروب الشمس امام البحر و قال الجد اتذكر يوم ارسلني صديقي للمسبح لأعلم ابنه السباحة و اخطأت بينك و بينه و جلست اعلمك من صباح الى غروب شمس كهذه
اياد : نعم
الجد : كان اجمل خطأ 

ما اجمل الخطأ🪄Kde žijí příběhy. Začni objevovat