Chapter 2

37 7 2
                                    

فتح عينيه ببطء يرمق جدران الغرفه البيضاء تلك لتثواني، قبل ان يتذكر ما حدث ليله امس، لينتفض من مكانه ينظر للمكان حوله بشك يحاول ان يعثر بنظره علي ذلك الشخص، قبل ان يعلو صوت باب الغرفه ليدخل منه احد الاطباء و هو يبتسم بهدوء:

" صباح الخير سيد آريان، كيف حالك؟ "

ضيق آريان عينه وهو يخرج صوتاً متهكماً بعض الشئ:

" اين أدم؟ "

صدح صوت الطبيب مطمأناً اياه وهو يمسك ب مرفقه يرفعه قليلاً ليتأكد من سلامته:

" لا تقلق، صديقك بخير فقط سيحتاج لأخذ قسط من الراحه لفتره "

تنهد آريان بهدوء قبل ان يعلو صوته مجدداً قائلاً بتردد:

" هل دخل احد غرفتي امبارحه؟ "

رمقه الطبيب وهي يرفع حاجبه متعجباً سؤاله ذاك:

" لا سيد آريان، لم يدخل احد "

زفر براحه وهو يخبر نفسه انه كان محق وانه لم يكن الا مجرد وهم من صنع عقله، رمق الطبيب بأبتسامه متهكمه قائلاً:

" حسناً اذا.. شكرا لك "

ابتسم الطبيب له بهدوء وهو يخفض رأسه قليلاً يستأذن للخروج قبل ان يسمح له آريان بالانصراف، عاد برأسه للخلف يخرج نفساً عميقاً وهو مغمض العينين قبل ان يعلو ذلك الصوت المزعج في الارجاء، جاعلاً اياه يفتح عينيه بأنزعاج ينظر امامه ل يجد ذلك الشخص يقبع بجانبه مجدداً ممسكاً بين يديه تلك الرقائق المملحه يأكلها بشراهه، قبل ان يرمقه بأعين زائغه قائلاً:

" تاخد واحده؟ "

لم يكلف نفسه عناء انزال عينيه من عليه بل ظل متصنماً مكانه يرمق وجهه كما لو انه يري شبحاً، قبل ان يقرر واخيراً التفوه بكلمه:

" اعوذ بالله من الشيطان الرجيم "

ضيق آيان ما بين حاجبيه متعجباً حديثه ذاك، ل يردف بأستغراب:

" انت شوفت شيطان ولا اي؟ مالك كده يا قلب امك وشك مخطوف "

اخرجت آريان كلماته بحركه واهنه لا يعي ما يحدث:
" انت مين يا عم انت؟ "

تنحنح آيان وهو يعتدل في جلسته، قائلاً بجديه:

" زي ما قولت قبل كده، انا نصك التاني "

حرك آريان مرفقه وهو يرفعه بهدوء، يضع كفه بالكامل علي منتصف وجهه:

" انت حقيقي؟ "

ابعد آيان يده بحنق قائلاً من بين اسنانه:

" وانت لازم عشان تتأكد تحط ايدك في وشي متيجي تسكعني بالقلم عشان تتأكد "

ولم ينهي كلمته حتي وجد يد آريان تسقط علي وجهه، صافعاً اياه بحده:

" انت طلعت حقيقي فعلا"

اعاد آيان بنظره اليه يرمقه بنظره هادئه ، جعلت آريان يتعجب ذلك الشخص ل يردف وهو يقترب منه انشات صغيره:

" انت طبيعي؟ مهو مستحيل تكون طبيعي، انا بحلم انا بحلم "

رمقه آيان وهو يلوي شفتيه بملل، قبل ان ينهض بحماس جاعلاً آريان يتراجع للخلف بخوف:

" جتلي فكره جاااامده اوي "

لم يهتم آريان بما يقوله علي الاقل بس بقي صامتاً يحدق به فحسب، ليكمل آيان بحماس وهو يحرك يديه في الهواء:

" هاعيش مكاانك ل حد ما تخرج من هنا "

كان يتحدث بحماس كبير، يصفق بيديه بسعاده و هو يتحرك للخارج تاركاً آريان يرمقه بصدمه، ل يعلو صوته قائلاً بعجله:

" انت اتجننت؟؟؟؟؟ تاخد مكان مين ، انت مين اصلا يا..... "

لم ينتظر ان يكمل جملته علي الاقل بل اندفع للخارج، يتحرك بحماس وتيه جعل قلب ذلك المسكين الذي يتوسط الفراش ينتفض رعباً..
____________________
يتحرك في ممرات المشفي بسعاده كبيره وهو يحرك زراعيه في الهواء بحركات غير منمقه متجاهلاً تماماً نظرات الجميع حوله، ف بحق الله كيف ل آريان المنشاوي ان يتصرف علي هذا النحو؟، توقف لوهله و قد استوعب للتو ان جميع الانظار موجه نحوه وخصوصاً ذلك الطبيب المسؤول عن رعايه حالته، يرمقه بهدوء وملامح الصدمه تعلو وجهه، دار بأعين زائغه يبصر ملامح الصدمه التي تمواجت علي اسطح الوجوه حوله ف يبدو ان الجميع يرمقه بهذا الشكل
عاد خطوات صغيره الي الخلف يبتسم بغباء:

" ازيكوا يا جماعه في اي مالكوا مبحلقين فيا كده ليه، في لبانه لازقه في شعري ولا اي ؟ "

لم يصل له رد سوي تلك النظرات التي يعلوها علامات استفهام ل يتحرك بهدوء للخارج تاركاً الجميع في حاله الصدمه تلك، يرفع يده مجدداً وهو يكمل غناءه بسعاده..
__________________
يتوسط ذلك الفراش و هو في حاله من الا وعي، لا يصدق ما حدث منذ قليل يشعر انه علي وشك ان يفقد عقله ، قاطع حبل افكاره صوت باب الغرفه وهو يفتح بعنف، ل يدخل منه ذلك الطبيب مجدداً وهو يتمتم بحنق، قبل ان يتوقف لوهله وهي يرمقه بنظرات اضحت مخيفه بعض الشئ و وجهه اصبح ابيض اللون، مرت ثواني بالفعل وهو مازال يحدق في وجهه، قبل ان يعلو صوته في الارجاء وهو يركض للخارج برعب، يخبر الجميع بأن يتوجهوا الي الخارج صارخاً:

" الي الخاااارج جميعاً، شبحححح "

هرول الجميع الي الخارج و صوت صرخاتهم تتعالي شئ ف شئ، عدا ذلك المسطح علي الفراش يراقب الجميع بتعجب قبل ان يعلو صوت هاتفه معلناً تلقيه اشعاراً ل يتلطقفه بتهكم يرمق شاشه الهاتف بأعين متسعه:

" شاهد آريان المنشاوي وهو يرتدي ملابس سباحه؟ "

My other side Where stories live. Discover now