4

41 5 0
                                    

تسابقت دقات قلب لومينا حين وقفت وجهًا لوجه أمام المخلوق في الزنزانة.

ملامحه الشيطانية أرعبتها، لكنها جمعت الشجاعة للتحدث.

"من أنت؟ وماذا تريد؟"

ظل المخلوق صامتًا، عينيه الحمراوين تخترق روح لومينا.

بعد ما يشبه الأبد، قام ببطء بمد جناحيه المظلمين والمرعبين، ثم غطى جسده بهما مثل الدرع.

زاد خوف لومينا، مع عدم تأكدها من نوايا المخلوق.

دون كلمة، إستأنف المخلوق سباته في الظلال، تاركًا لومينا واقفة هناك، مليئة بالارتباك والخوف.

أدركت لومينا أن وضعها إتخذ منعطفًا مرعبًا، وأنها بحاجة لإيجاد طريقة للخروج.

جابت الزنزانة بحذر، و ثقل التعب يضغط عليها. تشتاق للحظة راحة.

بعد الشعور باليأس إقتربت من المخرج المغلق و جلست، وعقلها مليء بالأسئ.

بعد تفكير طويل، غلبها التعب وإنزلقت إلى الأرض الباردة والرطبة.

النوم أَسَرَهَا، ممنحًا لها قسطًا مؤقتًا من الراحة من عذاب واقعها.

في الصباح الموالي.

أيقظ صوت صرير الباب لومينا.

شعرت بتيارات الهواء الباردة وهي تتسلل من الباب المفتوح.

فجأة وقفت أمامها، مارو، ترتدي تعبيرًا صارمًا يرعب لومينا.

نظرة مظلمة من مارو إخترقت روح لومينا.

تحدثت مارو و صوتها مليء بالتهديد.

"إذا جربتي أن تسرقي الأضواء مني مرة أخرى أو تتحدي سلطتي، ستكون عقوبتك أشد بكثير."

كانت كلمات مارو تجرح لومينا مثل السيف، آمالها في التوفيق تتبدد.

إرتعش صوتها و هي تترجى صديقتها.

"مارو، لماذا تفعلين هذا؟ كنا أصدقاء. أرجوك، قولي لي لماذا."

ركلت مارو لومينا، تذكيرًا قاسيًا بأن صداقتهما قد إنتهت.

و صرخت.

"لا تلمسني! أنت قذرة."

بنقرة سريعة لإصبعها، استدعت مارو خادمة قامت برمي دلو وقطعة قماش بجوار قدمي لومينا.

شاهدت لومينا، و الدموع تنهمر من عينيها، بينما تعلمها مارو بعقوبتها.

"ابتداءً من اليوم، ستنظفي هذه الزنزانة بدقة، وستنامي هنا حتى تكتمل عقوبتك."

مُغلقة ومُنعزلة، تردد صراخ لومينا في الزنزانة الفارغة، لكنها كانت غير مسموعة.

ثقل اليأس إستقر على لومينا وهي تفرك أرضية الحجر الباردة والقاسية بينما يديها تتورم وتؤلم.

كل ضربة للقماش كانت تشبه تذكيرًا بأحلامها المحطمة وثقتها المهدورة.

تحولت الأيام إلى أسابيع، وضعفت روحها تحت عذاب عقوبتها التي لا تنتهي.

مجروحة ومتكسرة، حشدت القوة للمضي قدمًا، ووجدت الراحة في ذكريات زاهية لأوقات ماضية.

لكن غطت تلك الذكريات آلام الخيانة والتسلط.

ومع ذلك، رغم قسوة الظروف، تنبتت داخل لومينا شرارة الصمود.


يتبع~

FAKE | زائفWhere stories live. Discover now