5

41 5 0
                                    

كل يوم في السجن كان يتحول إلى دورة مملة بالنسبة
لـ لومينا.

ينبض الصباح بفتح الباب الثقيل، من قبل خادمة.

لتقوم هذه الأخيرة بإلقاء قطعة قديمة من الخبز عند قدمي لومينا قبل أن تختفي، تاركة إياها وحدها مع أفكارها.

كان ظمأ لومينا يُرْوَى من الحوض الصدئة في الزاوية.

أين تملأ الدلو المستخدم للتنظيف.

كان الماء غير منعش، لكنه قام بتوفير بعض الراحة لحلقها الجاف.

كانت تتذوق القليل من الطعام وتستعد ليومٍ آخر من العمل المرهق.

بينما تفرك لومينا الزنزانة بلا كلل،

وجدت عزاءً في المحادثات العابرة التي تبدأها مع المخلوق الشيطاني المقيد في الزنزانة المجاورة.

كانت وحدتها تدفعها للتواصل حتى ولو بأضعف اتصال.

ومع ذلك، ظل المخلوق منعزلًا، بصره متجهًا نحو الظلام، كما لو أن العالم خارج الزنزانة لا يثير اهتمامه.

تحولت الأيام إلى أسابيع، وتدهورت حالة لومينا.

كان جسدها يئن من الألم، و طاقتها تنخفض.

وتهدد اليأس بابتلاعها.

يبدو أن الوساخة المستمرة في الزنزانة ليس لهاحدود.

شعرت بأنها محاصرة في دوامة لا نهاية لها من القذارة والعزلة.

في إحدى الليالي، بينما جلست لومينا في ضوء خافت يسيطر على الزنزانة.

تولد لها فكرة يائسة لتغيير يومها الروتيني.

قررت تنظيف زنزانة المخلوق، على أمل أن يتحدث المخلوق لها.

بعزم، تفحصت محيطها بحثًا عن أي دليل على وجود مفتاح.

تجوب عيناها السجن المظلم، تفتش في كل زاوية.

تقلب الحطام والقمامة بين أصابعها، لكنها لا تجد أي شيء.

تسلل اليأس إلى قلبها و شعرت بالإحباط. يبدو أن كل محاولاتها قد باءت بالفشل.

ومع ذلك، في اللحظة التي بدأت تستسلم فيها، لمحت شيئا يلمع في الأفق.



يتبع~

FAKE | زائفWhere stories live. Discover now