الفصل الثالث عشر " جنين؟!"

172 28 115
                                    

‏"ملمس يداك لازال عالقًا في كفّي،
كيف ينزع المَرء أثر الحُب من الحواس؟"

_ لقائلها
_____________________

كانت الاثنتان جالستين بإحدى المحاضرات الخاصة بالكلية، زفرت " مريم" بملل من الكلية ومن المحاضرات الخاصة بها، هى لم تحضر هى و"رُسل" إلى الكلية منذ فترة لا بأس بها، التفتت تجاه صديقتها التي تُسند رأسها على المقعد أمامها قائلة:

_ "رُسل"، أنا زهقت بجد، تعالي نحول من الكلية دي....."رُسل" مبترديش ليه؟

_ ايه دا انتِ نمتي؟!

تفوهت بهذه الكلمات بتعجب عندما حركت رأسها أكثر من مرة، لكن لا حياة لمن تنادي!
فالأخرى لم تتحرك من مكانها حتى، مما زاد من حنقها تجاه صديقتها، هزّتها مرة أخرى على أمل افاقتها وبالفعل بدأت بالإستيقاظ من نومها مما جعل " مريم" تضع يدها على رأسها متمتمة بيأس من صديقتها التي تنام بأي وقت وبأي مكان، غير مبالية بأي شيء.

ظلت شاردة تتابع "رُسل" التي بدأت تتثاءب وهى تحرك ذارعيها حتى فوجئت بالدكتور أمامها، ينظر لها بحاجب مرفوع ثم يسألها وهو يقوم بتعديل نظاراته:

_ تقدرب تقولي ليا يا آنسه أنا كنت بقول ايه دلوقتي؟

حسنًا، لقد وقعنا في ورطة!
هذا ما قالته داخل نفسها عندما بدأت بإستيعاب أين تكون بالضبط، ابتلعت لعابها بتوتر وهى تعدل من حجابها الأزرق تنظر لذلك الكهل العجوز الذي يتوجب عليها أن تجيبه عن سؤاله الذي ألقاه عليها.

في الواقع، هى لا تعلم ماذا يدرسها؛ كي تخبره بما كان يقوله منذ قليل!

ارتبكت تجيبه متلعثمة بعدما انتظرت برهة من الزمن:

_حضرتك..ااا..حضرتك مش بتقول غير كل خير طبعًا، وو...

_ عندك إجابة ولا هتطلعي برا بكرامتك؟

تسببت اجابتها في قهقهة البعض، التفت لها زميل يحدثها بلغة الإشارة، عقدت حاجبيها وهى تنظر تجاهه بغباء، حاولت الإستيعاب وهى تدقق في يد زميلها الذي يحرك يداه كـ أجنحة الطائر وهو يهمس ببضع حروف، فهمته "مريم" التي حركت بيدها بنفس الحركة، مما جعلها تقول بتخمين للدكتور الذي ملَّ منها:

_ لا متقولش، حضرتك كنت بتحكي عن السفرية بتاع ايطاليا اللي حضرتك سافرتها قبل كده وازاي الكل انبهر بيك وكانوا عايزينك تفضل هناك، بس انت شوحت بايدك كدا وقولت لااا بلدي؟!

لم تجد منه سوى الصمت لبعض الوقت لذا همست بصوت خفيض وصل لأسماع صديقتها، التي كانت تتابعها بضحكة مكتومة:

_شكلي عكيتها، أنا هطلع بكرامتي برا احسن.

حملت حقبيتها الفارغة من كل شيء سوى من الطعام حرفيًا، ثم استقامت من محلها ناظرة للدكتور بيأس فرمقها بحده وهو يقول بصوت مرتفع تسبب في افزاع " مريم":

فراندا Where stories live. Discover now