9

504 29 4
                                    

آيدن


تقف امامي أرى صراعها الداخلي ومحاولاتها في البقاء هادئه، داخلها حربا كي تهدئ نفسها وداخلي حربا كي امنع نفسي من الابتسام واظهار استمتاعي بما يجري الأن.

رفعت رأسها للسقف تمسح على وجهها بيديها تحاول تهدئه اعصابها، سحبت ابريق الماء لأسكب لها كوبَ منه واضعه أمامها، عادت عقدة حاجبيها تناظر الكوب تارة وتانظرني تارة لتبتسم بسخريه عندما فقدت السيطره على عيناي واظهر بهما استمتاعي بالوضع من خلال تقويسهم وكأنني ابتسم.

نظرت مطولًا لكأس الماء لاخمن حركتها وامسك به اولا "إن كنتِ ستسكبين علي الماء فدعيني انزع سترتي اولا رجاءا"، طفح كيلي من اخفاء ابتسامتي لأظهرها اخيرا، اعدت كأس الماء امامها انزع سترتي واضعها عالمكتب بجانبي.

اخذت الكأس ترتشف منه القليل بينما لازال تواصلنا البصري قائم، فاجأتني بحركتها حيث بدلا من سكب الماء علي سكبته على سترتي تحديدا.

حسنا انزعجت هذه سترتي المفضله ولكن لابأس..

" كل شيء بهذه العقود ستتغير و إن لم تفعل فلن تملك القدرة على إيجادي والزواج بي! "، تحدثت بحده وغضب ممزوجين بنبرتها تشير إلي بإصبعها الجميل والصغير.

" لا داعي للتهديد يا صغيره هناك ما يسمى بالنقاش خلال توقيع العقود"، ضحكت بسخريه على جملتي تجلس مجددا تريح جسدها على الكرسي قائله بسخريه، "هل سمعت للتو عن هذا الشيء المسمى بالنقاش بعد ان طبعت تلك الاوراق؟"، نهضت من مكاني اجلس بالكرسي امامها،
"لا تظني بأني سأسلمك شركتي بكل سهوله دون شروط".

" توقعتُ شروطًَ منطقيه من رجل بالغ، وليس شروطًَ طفوليه كهذه! ".

إعتدلت اخيرا بجلستي أُواجهِهَا، " سأشرح لكِ اسباب وضعي لكل تلك الشروط و لاحقا عندما ألبي دعوه والدك بالقدوم إليكم للعشاء سوف أحضر معي الاوراق وعليها ما اتفقنا عليه اليوم ما رأيك؟ "، ظهرت عليها ملامح الحيره تفكر ثم نبست بهدوء، "من قال بأن والدي سيدعوك الى منزلنا للعشاء؟"، اوه صحيح هي لا تعلم..

" عزيزتي الا تعلمين بأننا سنسافر خلال اسبوع؟ حسب موعد توقيع ميثاق الزواج، سأزوركم للعشاء وبعدها سنبدء بتوقيع كل اوراق الزواج وتصبحين زوجتي"، انهيت جملتي بإبتسامه واسعه اسعى الى استفزازها مجددا، يبدو ان والدها يخفي الكثير حقا كي يمنعها من افساد الأمر بأي طريقه، تنهدت تبعد عيناها عني تناظر الفراغ بشرود قليلا ثم قالت، "حسنا لنفعل ذلك، ابدا شرحك الأن".

ارخت نفسها على الكرسي لأفعل المثل،
" اولا لنبدأ بأمر الشركه" أومأت لي لأكمل،
" انا ابقي كل شيء يخصني سرا لسببٍ ما، لست في موقف حيث اشرح لكِ هذا السبب ولكني استطيع اخبارك بأن من خلال إعطائك الشركه وقيامك بعلاقات و روابط مع رجال الاعمال وغيرهم من مجال الاعمال في اسبانيا سيضع كل شيء حاربت لأبقيه سرا في خطر وانا لست مستعد للمخاطره بتعب اعوام".

نظرت الي قليلا تفكر، "حسنا اوافق على هذا سأجعل هويتي سريه ايضا" .

نهضت لأقوم بسكب القليل من النبيذ لي واشرت لها لتومئ الي بالموجب، أسكب لكلينا بينما اكمل كلامي،
"الأمر ذاته بأخذك لرجالي كحراس عندما تذهبين الى الشركه والتجول بأسبانيا، سيبعدونك عن اي خطر محتمل، سيطيعونك كسيدتهم ويصبحون رجالك كما هم رجالي، ليست مراقبه او شيء من هذا القبيل بل هي شيء اساسي ان رغبتي بالتجول براحه في اسبانيا"، سلمتها كأس النبيذ لأجلس مرة اخرى امامها وعندما نظرت عليها لاحظت التساؤل بعينيها عن كلماتي لأجيب تساؤلها،

" على عكس برطانيا لا يوجد حدود للعالم السفلي بأسبانيا.. جميع رجال الدوله والاعمال يملكون جانب مظلم ويعتبرون اجزاء من كل شيء غير شرعي وغير قانوني بالعالم السفلي وبالاخص المزادات... رجال الطبقه المخمليه في اسبانيا مهووسون بتلك الاشياء، يتاجرون بكل ما يخطر على بالك وهم اشبه بالمرضى المجانين إن جاز التعبير، فإن علم احدهم هويتك و رأى قطعه الملابس تلك"، أشير على قميصها الاسود، "لن يترددو في سرقته وعرضه في المزاد وسيكون هناك من يتهافت عليه بالفعل".

ظهرت ملامح الصدمه على وجهها لثوانٍ ثم اختفت، الأمور جنونيه بالعالم السفلي، كل شيء هناك غير منطقي وغير طبيعي، فإن كنت تظن بأن هوس الاشخاص برومانيا في رؤيه معارك دمويه ومصارعات حره بين انسان و حيوان او انسان و انسان،'إقتل أو تقتل' شيئا قد انقرض، فلا، كل ذلك مسمتر بالعالم السفلي، هم لا يترددون ابدا بخطف الاطفال وتربيتهم على تلك المصارعات الدمويه، حتى العبوديه لم تنقرض بل لازالت مستمره..

تلك العادات بالحضارات القديمه لازالت مستمره ولكن بالخفاء.. فحتى المرتزقه لازالو موجودين في هذا العالم. لا يهم كم التطور الذي حط بالعالم، البشر لازالو بشرا وإن ابرعو في شيء فسيكون التظاهر بلا جدال.

" بخصوص العقارات؟ "، سألت بينما ترتشف من النبيذ وعيوني تتابع حركتها بشكل دقيق، وهي بالفعل تلاحظ هذا وتبادلني نفس النظرات العميقه، تعمدت جعلها تشعر بجديتي وجديه الموقف لبعض الوقت ثم ابتسمت، " كنت اعبث فقط"... صمتت قليلا، ثم صدمتني بسكب النبيذ على سترتي بينما تبتسم نفس ابتسامتي، وهنا تعكرت كل ملامحي، لم اهتم عندما سكبت الماء لأنه مجرد ماء وسيجف ولكن النبيذ؟

"كنت اعبث فقط" ، قالتها بنفس نبرتي تنهض من مكانها تغادر المكتب دون أن تنبس بحرف أخر.





____________

Don't forget to vote ★؛)

heartless. Where stories live. Discover now