الفصل الثاني عشر : الماضي الدَّموي

29 2 0
                                    

وقف فالساي ينظر نحو تيما بنظرات غريبة و قال :

لم تذكري لي اية رواية رومنسية تحبينها ، ربما سنجدها في أحد الرفوف هنا

تيما بخجل : لا تهتم ، لنبحث عن ما تحبه فقط

مشا فالساي متجاهلا كلام تيما وهو يقول بجدية :

لست انانيا كما تعتقدين .

شعرت تيما بالذنب فجأة و جرت نحوه قائلة :

اه-اه لم أقل هذاا ! .. حسنا حسنا دعنا نجلس هنا و نتكلم قليلا

كان هناك كرسي بمقعدين فنظر نحوه ببرود ، فمر عليه وميض من الذكريات حين كان يمشي أمام الحديقة وحده و يفكر كيف ستكون أول رحلته ، فقرر أن يتخذ نفس القرار الذي اتخذه آنذاك ، فجلس ممددا يديه قائلا :

آآه هذا يذكرني بيوم تعيس

جلست أمامه و تنهدت هي كذلك قائلة :

ان كنت مهتما سأعطيك رأيي حول رواية معروفة

فتح عينيه مركزا بما ستقوله ، و أكملت :

رواية «أنت لي» .. (و نظرت نحو سقف المكتبة الزجاجي ، حيث كانت تظهر النجوم الوهاجة من خلاله) ثم أكملت :

أشهر رواية رومنسية بنهاية حزينة ، لا أظن أنك لا تعرفها ، حسنا حسنا أعلم أنك لا تهتم لأمور الحب ، لكنها رواية حقا تستحق العناء.

....

لا أعلم ما أقول عنها ، لكن من رأيي الشخصي فقد عشت معها وقتا طويلا نوعا ما ، و قد استمتعت بقرائتها و حزنت على توديعها ، لن أذكر كل التفاصيل لأنها رواية اعترفت بكثرة صفحاتها و طول أحداثها بين شخصيات كثيرة ، و اهمهم : الاولى رغد ، و الثاني (ابتسمت بخجل) .. الثاني اسمه وليد .

كان وليد يتميز بقوة شخصيته و اخلاصه النادر لحبيبته ، و كان الأكثر تضحية و تألما ، إن الكاتبة ابهرتني بذكر مواصفات رجل أحلامي فيه ، أما بالنسبة لرغد فقد كانت طفلة يتيمة و مدللة و لم تحمل المسؤولية ، كانت تخاف الغرباء و من العالم الخارجي بسبب فقدانها لوالديها مثلي تماما .

فتح فالساي عينيه متعجبا ثم سأل ببرود :

مثلك ؟ هل تقصدين انك يتيمة الأب و الأم ؟

أجل بالضبط يا فال ، و فوق ذلك فقد تم اختطاف اختي الكبيرة كذلك

زادت صدمته ثم أكملت :

رغد تشبهني كثيرا لكني مختلفة عنها في أشياء كثيرة ، لطالما حملت في نفسي رغبة قوية في تغيير بأسي إلى فرح ، رغبة في التطور ، رغبة في تحمل مسؤولية قراراتي ، رغبة في إثبات لنفسي و لوالدي أنني أستطيع أن أحقق الأفضل لحياتي. (انزلت رأسها و بدأ يخرج صوت منها كأنه شهيق بكاء) .

الرحلة المنتظرةWhere stories live. Discover now