الرحلة المنتظرة

الفصل الخامس عشر : الأجنحة المتناقضة

على الرابعة صباحا :

ضوء القمر المكتمل براق مع صوت البوم ، إن الهدوء يعج في أرجاء الفندق ، فُتحت نافذة غرفة فالساي من تلقاء نفسها فدخل منها ريح خفيف حرك الستائر الحمراء ، تحرك الفتى في مكانه و استدار يمينا حتى أيقظه الريح فجأة ، ثم فتح عينيه بصعوبة منزعجا و قال : 

ما هذا الآن ؟

نظر صوب النافذة فوجدها مفتوحة ، فنهض يغلقها و لما انتهى من ذلك و استدار عائدا لينام و فجأة..

صادف سيلفستر واقفا فوق دخان اسود من تحته ، فصرخ فالساي و قفز فوق سريره ، و ما إن حك عينيه ليرى بوضوح تأكد من أنه المخلوق الغريب بحد ذاته الذي ظهر آخر مرة ، بدا مستغربا حتى تكلم المخلوق بصوته المخيف متسائلا :

لما تبدو خائفا كأنك تراني لأول مرة !؟

لست خائفا ، أنا فقط متسائل لظهورك من العدم في وقت متأخر و بشكل مخيف ايضا .

نظر سيلفستر نحوه بنظرة شيطانية و قال بغضب : 

هل تستهزء بشكلي !؟

لا ، و لكن لم أتعود عن الأمر فقط 

أراك أصبحت ناضجا بعض الشيء 

النضج صفتي منذ أن كنت صغيرا 

رأيت ذلك بوضوح 

فالساي بقي صامتا ولم يرد عليه بل قابله سوى بنظرة النعاس ، ثم قال في نفسه : 

ما الذي يفعله هنا يا ترى ؟ 

حسنا سأجيبك 

انصدم فالساي و قال في نفسه : 

تبا نسيت أنه يسمع كل شيء 

نعم هذا صحيح 

رد فالساي صارخا :

هاااااا ، ألا أملك أي خصوصية هنا !؟

للأسف ، لا

سححقاااا 

مجيئي إلى هنا كان بسببك 

كيف ذلك ؟ 

لقد قمت باستدعائي 

هل تقصد نظام اللاوعي الذي ينشط بمجرد أن يغيب العقل، لا أظن ذلك ؟

بلى هو كذلك

رد فالساي بفضول :

كيف ؟

فلتعلم أني أتحكم في كل ما تخفيه داخلك سواء في اللاشعور أو اللاوعي ، بالتالي حين تكون غائبا عن وعيك أصبح أنا المتحكم الرئيسي لجسدك ، و طبعا سيحدث هذا كله حين تكون أنت غير قادر على إشباع فضولك الذي يرسل لقلبك رسالات يترجمها العقل على شكل حماس ، وفي بعض الأحيان على شكل غضب تجعل الدم يُضخ بسرعة ، فأظهر أنا بطريقتي الخاصة .