الفصل التاني(٢)

138 3 8
                                    

بينما كان الهاتف يرن التقطت أنفاسي بصعوبه. ولكنه التقط الهاتف علي الفور تقريبا.
"مرحبا.. كنت بانتظارك"
لقد غمرني صوته بالارتياح، حاولت ان أجيبه بأي شئ، فلا اعرف هل يجدر بي ان اشعر بالارتياح، الارتباك ام كلاهما.
"سام." قلت اسمه بلا تفكير.
"لم أكن متأكداً من أنك ستعيدي الاتصال بي، ظننتك قد نسيتي"
"لم أنسي، انا فقط لم اعرف الي أين أذهب"
"وأين انتهي بكِ المطاف"
أظرت وجهي ونظرت الي الزجاج المطلي علي الباب بلا تفكير، من داخل المقهي تنعكس الحروف.    باللونين الذهبي والازرق
"صن اند مون".  *قمر وشمس
"المقهي حيث كنت أعمل؟" سألني سام، كدا أنسي ذلك، لقد مر وقت طويل مذ كنت هنا آخر مره. ظل سام هادئا للحظه واحسست بانه يستمع الي الاصوات بالخلفيه. وفجأه أصبحت منتبههه لتلك الاصوات أيضا ، صوت احتكاك الاداوت بالارضيه الخشبيه، ارتطام المعالق بالاطباق الخزفيه، همسات المحادثات عبر الغرفه "إنه المكان حيث التقيتك أول مرة، كنتي جالسة وحدك في آخر المقهي، هي تتذكرين؟"
عدت بالذاكره لذلك اليوم، مئزر أسود، دخان قهوة ساخنه، زهره الليلي الورقية علي الطاوله، أحضر لي سام مشروبي قبل أن أطلب حتي وتحدثنا حينها لساعات. لقد كان هذا تقريبا منذ ثلاث سنوات. هذه هي نفس الطاولة اليس كذلك، هذه في الخلف امام النافذه، لقد كدت لا ألاحظ ذلك.
"لقد اعتدتِ طلب قهوه اللافندر بالعسل، مازلت اتذكر. لم تعودي تطلب هذا بعد الآن علي اي حال. انتِ تشربين القهوه الآن. أو علي الأقل تحاولين" قال سام ذلك ضاحكاً
يبدو الأمر وكأننا كنا جالسين هنا سوية بالأمس، ولكن لا يمكنني التفكير بذلك الآن
"سام..." ناديته "هل تتذكرين الوقت حين طلبت اسبريسو حتي تنهي مقالك، ولكنني اخبرتك بأن الوقت متأخر جدا لذلك؟ لقد كنتِ مصرة لا صنعتها لك ع اي حال ولكنك لم تستطيعي النوم طوال الليل لا غضبتِ جدا مني..."
"لم اكن غاضبه منك. كنت فقط غريبة وغير منطقية."
"هل تتذكرين الحفله، الليله حيث حصلت ع توقيع ع جيتاري؟ انتهي بنا الأمر بالمقهي أيضا، اليس كذلك؟ وتشاركنا كعكات القمر.. هل تعرفينها تلك المغطاة بالسكر الابيض؟ هذه التي قلت عنها لا تشبه القمر علي الاطلاق؟ هل تذكرتها؟"
بالطبع أذكرها. تلك الذكري لازالت تبدو طازجه في ذهني وتبعث بالفراشات في قلبي. لقد كنت ارتدي سترته القطنيه، تلك التي رميتها صباحا. لقد كنا مبللين تماما بالمطر تماماً كما أنا الآن. تلك الذكري تجعل قلبي ينبض بقوه. لم يذكرني بتلك الاشياء الآن؟ لا اعتقد ان بامكاني الاستماع للمزيد من هذا "لمَ تفعل هذا؟"
"ماذا تعنين؟"
"لم تذكرني بكل هذا؟"
"هل هذا شئ سئ؟"
"سام.."
لقد قاطعني شئ ما. لقد ظهر احدهم مرتديا ستره سوداء وجلس ع الطاوله خلفي وفي نفس اللحظه فُتح الباب ودخل زوجان آخران تحت مظله واحدة. لقد بدأ المكان يكتظ بالناس، فاستدرت تجاه النافذه وخفضت صوتي "آمل لو بإمكانك اخباري بما يحدث، كيف اعرف ان هذا حقيقي؟"
"لأن هذا حقيقي، انا حقيقي، چولي. عليك تصديقي"
"كيف تتوقع مني أن أفعل؟" أشعر بأنني أُجنّ"
"لستِ مجنونة حسناً؟"
"إذن كيف يمكنني التحدث إليك الآن؟"
"لقد اتصلتِ بي چولي، وانا التقطت الهاتف كما أفعل دوما" انه نفس ما قد قال من قبل، ولكن هذا ليس كافيا.
"لم اتوقع ان تجيب، لم اتوقع ان اسمع صوتك مجددا"
"هل احبطم ذلك؟"
لقد فاجئني سؤاله، لست واثقه بم يجب ان أجيبه
"ليس هذا ما عنيته، كل ما عنيته ..." لست أعرف ما يحب أن أقول فلا استطيع التركيز، لقد اوقع احدهم ملعقه فاحدث ذلك صديً ف الغرفه، ثم سمعت ضحكات قادمه من طاوله أخري. لقد دخل مزيد من الناس المقهي واحسست ان المقهي يتقلص وبأنني أعصر بداخله.
"چولي.." اعادني صوت سام من جديد؛ فهو الشي الوحيد الذي يبقيني متماسكه الآن. "أعرف بأن لا شئ يبدو منطقيا الآن، ان نستطيع كلانا التحدث مجدداً، اسف لانني لا املك كل الاجوبه لأسألتك، اتمني لو كنت أفعل. آمل لو كانت هناك طريقه لأثبت ذلك، عليك فقط تصديقي حسنا؟"
"لم أعد اعرف ما علي تصديقه بعد الآن"
امتلأت الغرفه بالمزيد من الناس، واقترب وقع اصوات الأقدام. الحبيبان اللذات دخلا مؤخرا حاملَين مشروبات ساخنه وجلسا علي الطاوله المقابله لي. لقد حاولت خطف نظره بطرف عينيّ دون أن يلاحظا وما إن تعرفت علي صوت ما حتي وقع قلبي.

you've reached sam مترجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن