جرائم الآثام

٨ | العقاب الأبدي

لا توجد نهاية إلا عندما تقرر كسر الحلقة.

•••

كيف يكون شعورك عندما تقوم بفعل شيء واحد طوال حياتك؟

حمل صخرة على سبيل المثال، والصعود بها إلى قمة جبل وفي كل مرة تتهاوى لترجع للأسفل و تصعد بها من جديد وتظل مستمر في تنفيذ هذه الحلقة بشكل أبدي لا نهاية له.

يبدو كشيء عديم الجدوى، مرهق، خيالي، ومجحف بكل تأكيد!

لكنها بالفعل الطريقة التي عوقب بها سيزيف ليصبح في يومنا هذا مثالًا للا منطقية ولا عقلانية حياة الإنسانية حيث أشار ألبير كامو في كتابه الذي يحكي به عن اسطورة سيزيف إلى أن "ليس هناك عقاب أفظع من عمل متعب لا أمل فيه ولا طائل منه"، وختم حديثه بأنه لابد للمرء أن يتخيل سيزيف سعيدًا ومسرورًا، بالرغم من كل شيء حيث أن النضال و الصراع والكفاح ذاته نحو الأعالى والمرتفعات كاف و كفيل بملء فؤاد الإنسان.

من سيزيف؟ ولما عوقب؟

أعتقد أن هذان السؤالان يدورا بذهنكم الآن، ولأختصر عليكم الحديث، سيزيف من وجهة نظري يعبر عن التمرد فكما ذكرت في حديث سابق أنه...مطلع الحكاية.

سيزيف من عبث مع الآلهة، تمرد وجعل العالم السفلي يعيث بالفساد. قتل البشر، وأفشى أسرارًا خطيرة، وأفسد الحروب.

لا ألقي بالًا بالعقاب بقدر اهتمامي بمطلع الحكاية. بالأسباب التي لم تُذكر بالاسطورة، ومن باب الفضول استمررت بالبحث حتى عثرت على سيزيف، سيزيف آخر ترك اسبابه مخلده فوق اجساد ضحاياه، من سوف يخبرنا الأسباب الحقيقة بالنهاية. لذا هل انتم متشوقون لأكتشافه.

-

"آيدن؟" أردفت دوروثي بتساؤل وشبح ابتسامة ترتسم فوق ثغرها "مر زمن، وهذا لا يبدو أفضل مكان للم الشمل" استرسلت تقهقه في بداية كلامها ثم تحولت نبرتها للتوتر وهي تستقيم، ترتب شعرها كأنها تحاول أستعادت ثباتها بهذا الفعل.

"إيريك قم بإيصال الآنسة غراي إلى المركز" أردف آيدن بعد أن تحكم في دهشته يرجع ملامحه الهادئة، ولا يلقي بالًا لتعبير إيريك المصدوم بسخافة أو بتقليب دوروثي أعينها كأنها حفظت تصرفاته ترد عليه بطبيعتها القديمة تلوح بيديها " حسنًا، مدمن عمل كالعادة سأنتظرك بالمركز ريثما تنهي تحقيقاتك".

آيدن رمقها بنظرة 'هل انتِ جادة' بينما هي اكتفت برفع حجابها له تسحب إيريك المتسمر مكانه تثرثر فوق أذنه وأخر شيء وصل لأذنه وهما يغادران من أمامه "أذن أنت مساعد مدمن العمل الممل ذاك-" الآن تأكد أنه فعل الشيء الصحيح عند أرسلها مع إيريك حتى يتفحص المنزل بهدوء دون أزعاج أحد.