20

1.1K 34 11
                                    


لمحةٌ من الماضي ...
قبل أربع سنوات
غاده :بعدين جلست جنب بنت خالتي
ملاذ :ربى؟
غاده :أي كانت تتكلم عن أخوها هادي
إبتهاج :اللي تحبينه
غطت غاده فمها :كلي تبن
وسن :وش قالت
غاده :قاعده تلمح كنهم بيخطبوني ،تقول هادي توظف ونبي نزوجه وما ودنا نطلع عن الاقارب وبدت توصفني
ملاذ :كلام فاضي
غاده :والله والله توصفني قالت شخصيتي وكل شي معد باقي الا تقول أنتِ وبعدين هي عينها كانت علي طول السهره
أم جهاد :اثرك هنا وأنا أدورك
غاده :وش تبين؟
أم جهاد :بكلمك قومي
دخلت معها فتنهدت :انقطع نفسي وانا ادور
غاده :وش ؟
أم جهاد:خالتك أم هادي
غاده بترقب:اي...
أم جهاد :تخطبك لولدها هادي
صرخت غاده وعانقت أمها :موافقه
أم جهاد :ماشاء الله عليك
غاده :متى يجون ؟
أم جهاد :بالويكند ،باقي بيكلم أبوك لا تعلمين أحد بموافقتك إلا بعد ما يوافق أبوك
غاده :واذا ما وافق
أم جهاد :خلاص مافيه نصيب
غاده :يمه تعرفينه هادي محترم وخلوق خليه يوافق
أم جهاد :طيب وراك مخفوفه عليه؟
غاده :ما بكذب ولا بتصنع الثقل من يومنا صغار أحبه وسمعتك أنتِ وخالتي يوم تقولون إذا كبرنا بتزوجونا
أم جهاد :ومن ذاك الوقت وأنتِ بانيه أحلامك عليه؟
غاده :أي
أم جهاد :أحساسي يقول فيه شي غلط لكن فظني هذي وساوس
غاده :صح وساوس هادي أكثر إنسان مناسب لي
أم جهاد :روحي نادي خواتك بس وناموا
غاده :أبشري
ذهبت إليهم بإبتسامه واسعه:خطبني
وسن :ماشاء الله يالسرعه
غاده :ودي نسولف أكثر بس أمي قالت ننام أمشوا نرجس وأبتهاج
بعد وقت قضته تتقلب في الفراش فتحت أمها الباب :ما نمتِ؟
غاده :ما جاني نوم
أم جهاد :الله يصلحك بس
...
هيام :ورد مستعده أقابل أمك
ورد :منجد؟
هيام :أي
ورد :طيب خلينا نروح
هيام :أتصلي فيها
ورد :لا ودي افاجئها
هيام:طيب
بعد وقت عند بيت ورد وقفت هيام :هذا بيت عمتي
بلعت ريقها ففتحت ورد الباب :ماما
دخلتا فأشارت لهيام :أجلسي بالصاله بشوف لها
جلست هيام بتوتر شديد ومررت نظرها حول البيت وبداخلها حديث نفسٍ يجول :بيت عمتي عمتي أخت أبوي
خرجت ورد بذعر :ماهي هنا
هيام :طيب دقي عليها
أتصلت مرارًا فلم ترد :ماهي هنا أمي !
هيام:يمكن ...يمكن طلعت مع أحد؟
ورد :ما تطلع لين تقول لي
هيام:أو ...تكذبين علي صح؟ أنتِ مو بنت عمتي وكله كذب
ورد : هيام ما أكذب وبوريك صوره أمك وأبوك الي قلتها
بحثت عنها في الأدراج فلم تجدها :كانت هنا ! الصبح وأمي مطلعتها
تنهدت هيام وأمسكت كتفي ورد :كأن عندك هلوسه زايده ،لمصلحتك لا أكثر روحي دكتور نفسي
ورد :بس ...
هيام وهي خارجه :هو أحتمالين يا كذابه أو مهووسه
ورد :صدقيني هيام فيه غلط بالموضوع
قبل ساعات في نفس المنزل ،دق الباب
أم ورد :مين؟
مصلح: أنا
فتحت الباب وبقيت خلفه :هلا؟
مصلح :بسأل عن حالك ناقصكم شي؟
أم ورد :بخير الحمدلله
مصلح :جعله دوم ،دخلت بحول لك بالبنك لقيت الحساب متعطل
أم ورد :وش تحول ؟
مصلح :حقكم معروف ، إذا ودك باخذك للبنك تفعلينه
أم ورد :بنتظر ولدي إذا جا
مصلح :كل ما تأخرتي جت عليك غرامه ،وبعدين بنتي بالسياره محرم لك لا تخافين
أم ورد :أجل دخلها على بال ما أخذ عبايتي
مصلح :نيفاء تعالي
دخلت فسلمت أم ورد عليها :حياك تفضلي
نيفاء :شلونك؟
أم ورد :بخير الحمدلله
نيفاء :عساه دوم
أم ورد :تبين شي مويا عصير ؟
نيفاء :لا سلامتك
أم ورد :أجل بتجهز وأجي ،ولا عليك أمر شنطتي الي معلقه ورا الباب حطي فيها جوالي
نيفاء :أبشري
دخلت لتجلب عباءتها فقامت نيفاء وفعلت ما طلبته ثم فتحت الدرج وأخذت الصورة منه ووضعتها في ذات الحقيبه
أم ورد :جيت
نيفاء :تفضلي
أم ورد :تسلمين
في طريقها للسياره أرسلت لوالدها :حليت موضوع الصوره بعد
رد عليها:كويس
أم ورد :وأنتِ موظفه بالبنك؟
نيفاء :أي يا خاله بساعدك الموضوع بسيط ما ياخذ وقت ...
هيام :حتى موضوع الإبتزاز كذب صح؟
ورد ببكاء :والله ما أكذب هيام
هيام :طيب أثبتي لي ! ما بكذب عيوني وأصدقك أثبتي لي جيبي دليل على صدق قولك
مسحت دموعها وتلفتت حولها ثم سحبت يد هيام
هيام :وين ؟
ورد :برا
خرجت بها :البيت مراقب صدقيني
تنهدت هيام وأمسكت يديها :ورد وش رايك أحجز لك عند دكتور نفسي؟
ورد :هيام ! ماني مريضه والله ،البيت مراقب آل محسن يراقبونه
هيام :مستحيل ما يقد...
قاطعتها ورد :يقدرون آل محسن يسوون أي شي عشان فلوسهم ولا ما جابوك من ميونخ ،ولا يعلمونك عن أهلك ويقولون ما قدرنا نجيبهم كذابين شلون جابوك من هناك ؟ من أقصى الأرض يجيبونك ولا يجيبون أهلك
سكتت هيام قليلًا وكأنها أقتنعت ثم هزت رأسها :أنا شفت منهم الي يكفل أيتام والي يساعدني من عيونه ،ما يسوونها ورد ما يعشقون الفلوس كذا
ورد :كله كذب كله مسرحيه وصدقها عقلك الصغير
هيام :عقلي ماهو صغير ! أنا عشت الي ما عشتيه لو أنتِ بنت عمتي ليه ما تجون قبل ؟ ليه ما تحاولون تلقوني كل ذيك السنين مثل ماهم حاولوا ؟
ورد :حاولنا بس هم منعونا
هيام :ليه يمنعونكم وهم كانوا لي أهل كل ذيك السنين ؟
ورد :لأنك تملكين نص أملاكهم
تنهدت هيام :رجعنا لنفس الموضوع ! ما أبي أشوف وجهك إلا بدليل على كلامك
ورد :طيب بس لو سووا لك شي أنا هنا بيتي وعرفتيه ،تلقين لك عمة بريحة أبوك تضمك
تجاهلت هيام كلامها وذهبت وفي عقلها ضجيج لا يشبه ذهابها الهادئ
...
دخلت أمها لتطمئن عليها :نمتِ؟
غاده :ما جاني نوم
نفس الحوار تكرر ! ما بين فرح و خذلان دارت لها نفس الأحداث وهذا ما يؤلمها في كل نفس ذكرى لأملها المخنوق ...
جلست بجانبها ومسحت على رأسها :بسم الله عليك من كل هم
غاده دون أن ترفع رأسها عن الوساده :كلمه أبوي؟
أم جهاد :كلمه
غاده :وش قال؟
أم جهاد :تعذر منه وقال ...الولد طلع مريض وأنا أمك ما يقدر يشيل روحه كيف بيشيل بيت وزوجه
مسحت عينيها :قلت لكم
أم جهاد:خيره وأنا أمك ،بيكتب لك الله الي أحسن منه
غاده :ما بتزوج خلاص عفت البشر وعفت النوم
أم جهاد :تبين أسوي لك يانسون ؟
جلست وأخذت لحافًا :بطلع الحوش أتمشى
أم جهاد :إذا تقدرين تغيبين بكره ...
غاده :مقدر عندي مراجعين جايين من بعيد
خرجت للفناء فوجدت أشواق وعمتها يضحكون :وش فيكم؟
ساره وهي تمسح عينيها :نتذكر يوم كنا طايرين من الفرحه للزواج
ضحكت أشواق وعينيها تدمع:أخرتها طلاق
غاده :على الأقل عشتوا عمر متزوجين أنا فسخت الخطوبه
أشواق :أيش؟
غاده ووجهها بدأ بالإحمرار :هادي ما يبي يكمل
مدت لها عمتها مناديلًا :الله يعوضك باللي أحسن منه
مسحت دموعها :ما بتزوج خلاص
ساره بضحك :براحتك
ضحكت غاده :كيف تضحكين كذا ؟
ساره :نفس ضحكتك ذي
توقفت عن الضحك :وراها دموع
نرجس :شفيكم تبكون ؟
ساره:مطلقتين ومضربه عن الزواج نشكي همومنا
نرجس :دام كذا ...
جلست معهم وأخذت منديلً تأهبًا للبكاء :أنا أحب متزوج
توقفت غاده عن البكاء:أيش؟
ساره :مين ؟
نرجس :خوي جهاد
أشواق :يا ويلك من الله يا نرجس لا تخربين بيت ناس عمروه بالحب !
ضحكت بسوداويه :نفس بيتي خربته وحده كذا
نرجس بذات الضحكه:أساسًا راح ...
تحول ضحكها لبكاء :بدون ما يودعني
غاده ببكاء:أحسن على الأقل ما يقول لك مكتئب ما بظلمك معاي
أشواق :وأحسن من أنك تسمعينه بحوش بيتكم يكلم حبيبته
ساره :ما تلاحظون شي ؟
نرجس :الحب زق وأكبر مخرب للحياه ؟
ساره :لا كلنا حبينا من غير آل محسن وكسروا قلوبنا ،بينما أمهاتكم من يوم تزوجوا ماقد صارت مشكله توصل للطلاق ولا خيانات ولا شي ،
أشواق :ووسن وسهام ورتيل الله يهنيهم ،أزواجهم طايرين فيهم
غاده :ويتزوجون بسرعه ،وسن بأسبوع خطبت وتزوجت
نرجس :وش نسوي يعني خلصوا آل محسن !
ضحكت :ما خلصوا فيه صقر وأوس وحده تاخذ صقر وحده أوس
نظرت لأشواق :وأنتِ ياخذك جهاد ضره على سهام
ضحكت أشواق من تفاهه الفكره :فرق العمر وين
غاده بضحك :وأنتِ يا عمه؟
ساره :أنا أرقص بأعراسكم وخلاص
نرجس :أساسًا صقر وأوس أكبر مني بكثير عمري ١٩ وهم بالثلاثينات شكلهم
غاده :والي حبيتيه؟
نرجس ببكاء :مدري
أشواق بذات البكاء :أنا وسعيد كان بيننا سنه
غاده بنفس حالهم :هادي بنفس عمري بيننا شهرين بس
ساره :خلاص يا بنات لا تحرقون قلوبكم بالبكى بنات آل محسن ما يهزمهم رجال غبي ،عيشوا عشان أنفسكم أنتِ توك صغيره بالجامعه وأنتِ متوظفه وأنتِ ...كملي دراسه وتوظفي ولا تبون مثلي نرتاح بالبيت وكل ما طفشنا نسافر
غاده :يبي لنا سفرة حزن
ساره :لالالا مافيه حزن يلا انقلعوا على غرفكم ناموا بكل هدوء وسلام غاده وراك دوام
بكت غاده :هدوء ...يعني هادي
ساره :لا حول ولا قوة إلا بالله ،يلا قوموا وكل وحده تشيل مناديلها يلا
نرجس :عادي أخذ العلبه بكمل بكاء ،من زمان كابته
ساره :لا أرمي الي معاك وروحي حطي لك ماسك ولا سوي أظافرك وانخمدي
نرجس ببكاء:ذكرتيني أظافري ،خلاني أشيل التضليل فيهم وقال...
مدت لها غاده منديلًا :زيدي منديل
أخذت المنديل وأكملت :قال إذا صرتي زوجتي دفعت على أظافرش
ساره :جنوبي بعد ! الله يسلط عليه جنوبيه تدعي
أشواق :لا خلوه مع زوجته لا تدخلون بينهم
ساره :يلا روحوا غرفكم
في الأعلى
رتيل :أجيب لك شي قبل أنام؟
ثنيان :لا
رتيل :ياربي ذي ثالث بجامه ريحتها ما تعجبني
ثنيان :ليه وش فيها ؟
رتيل :ريحة المنظف فيها تلوع الكبد ،حتى ملابسك
شم ملابسه :حلوه ريحته
رتيل :ماني متقبلته
إبتسمت قليلًا ثم ضحكت بسعاده وهي تنظر له :شكله وحام
بادلها الضحك :تتوحمين ؟
جلست بجانبه وهي تمسك بطنها :أي
حضنها وتنهد :الحمدلله شفت ذي الأيام
أبتعدت عنه وغرقت في عينيه :يعني تعترف أنك كنت تتمنى ذا الشي؟
ثنيان وهو يداعب شعرها :تمنيته أكيد بس مو من غيرك ،لأن غيرك ممكن يعطيني الولد بس ما بيعطيني الحب
حضنته وهي مبتسمه :الحمدلله عليك وعلى روح أحملها منك
مسح على ظهرها :وعلى حامل الروح أحمد الله أكثر
ضحك وقال :أم رغد
ابتعدت عنه رتيل :ممكن أعرف ليش أخترت رغد؟
ثنيان بسخريه :على حبيبتي
رتيل :صدقت
ثنيان:أسم آل محسن كبير ،كثير ناس يشوفونه الغنى والسعاده ويمكن يفكرون أنه أحنا برغبتنا كل ذي السنوات ما جبنا أطفال وعايشين بنعيم بدونهم وبرغد عظيم بس بالحقيقه رغدنا ناقص ولا تكمله الفلوس ولا الأملاك ...جا ببالي أسم رغد عشان لما يقولون لي أبو رغد أذكر أنه رغدي العظيم بالناس الي أحبهم مو بغيره
(*ملاحظة،معنى أسم رغد: هو طيب العيش)
إبتسمت رتيل ومسحت على خده :يعني كان مشغلك الموضوع أكثر مني وكنت تكتم؟
ثنيان :أي
رتيل :لو كنت فضفضت لي وش بيجيك ؟
ثنيان :ما بغيت أثقل عليك
دمعت عيناها فمسحتها :عدينا ذيك الفتره بفضل الله ،لو كان ولد وش بتسميه؟
ثنيان :على أبوي ،مالي خلق أفكر
عقدت حاجبيها بإستغراب :متحيز للبنات أنت
إبتسم ثنيان :وليه ما أتحيز لهم وهم جنه الدنيا ومفاتيح جنه الأخره
رتيل بنفس إبتسامته :من يوم تزوجنا وأنا أفكر وش سويت ويرزقني ربي فيك
ثنيان :العكس صحيح
رتيل :بكره مراجعتك صح؟
ثنيان :اي
رتيل :وأمك بتسوي عزيمه على سلامتك ،مدري وش ألبس
ثنيان :وش يلبسون الحوامل؟
رتيل :ملابس عادي
ثنيان :يعني ما يتغير شي بلبسك؟
رتيل :خلال الشهور الأولى لا
تنهد ثنيان بإبتسامه :وش يصبرني تسعه شهور
رتيل :ما ودي أستعجل أبي أعيش الحمل بكل تفاصيله
ثنيان :مثل ما أنا أعيش بتفاصيلك؟
إبتسمت وهي تنظر لعينيه:بالضبط
...
مهيار :وش تسوي؟
يزيد :أطحن البُن
فتحت الثلاجه:بعدين نظف وراك نفسيتي بخشمي مالي خلق نتهاوش بعد
يزيد :فاضيه بكره ؟
إبتسمت بخفاء :أي ليه؟
يزيد :عزيمه
أخذت علبه الحلوى:لازم أسجل خروج من حياة المتزوجات وش ذا !
أعادها يزيد ووضع بيدها صندوق الفراوله:وتتركيني؟
مهيار :ماهو مبقيني فيها إلا أنت ولا على سالفة العزايم كان تركتها من زمان ،وش فرقت يعني إذا أنا متزوجه ولا عازبه تعزموني !
تنهدت وهي تغسل الفراوله:عند مين؟
يزيد :أهل راجح
مهيار :وش المناسبه؟
يزيد :سلامه ثنيان
أشارت بالسكين بغضب:يارب تكون أخر عزيمه وبعدها الناس يعتزلون العزايم
يزيد :أو أحنا نعتزل الناس
لا زالت تشير بالسكين بحده:وين نروح منهم مره أهلك مره أهلي مره الجيران معد باقي أحد بالرياض إلا عزمنا !
أخذ السكين منها وبدأ في التقطيع عوضًا عنها :عارف أنك متوتره لأنه قرب دوامك الأول بوظيفتك
مهيار وهي تبحث في الخزائن عما تأكله :لا مو متوتره
أعترض طريقها :متوتره ونص وعشان كذا قررت
مهيار :وش؟
يزيد :خذي نفس عميق
مهيار :يزيد ! بتقول لي أحنا بنعزم الناس ببكي
يزيد :لا لا خذي نفس صدق كذا عشان تتلقين الخبر براحه
أغلقت عينيها وأخذت نفسًا ثم زفرته :وش؟
يزيد :خليك مغمضه وتنفسي كذا
مهيار :صاير تنرفزني ترا !
يزيد :مهيار أسمعي كلامي وصدقيني بترتاحين
فعلت ما قاله مرارًا وتكرارًا فقال :وش تحسين؟
مهيار :أكتشفت أن خشمي مقفل
يزيد :خربتي رومنسيتي! دايم تخربينها ما تستمتعين باللي أقوله
فتحت عينيها ورفعت حاجبيها :وش ذا الرومنسيه البايخه !
ذهبت نحو الثلاجه:لو مخليني أكل النوتيلا أحسن لي يغمى علي ولا أشوفها
وضع الفراوله بفمها:كنت بقول لك قررت أنك لازم تاخذين نفس ذي الأنفاس بمكان طبيعه تستجمين فيه قبل ما تبدين حياتك الجديده
مهيار وهي تأكل :منجد يزيد؟
فتح هاتفه وعرض لها تذاكر الطائره :تذكرتين بعد بكره لمتزوجين من ثمان شهور ما طلعوا شهر عسلهم للأسف
حضنته دون مقدمات :أحب أنك تفهمني
قبل كتفها :وأنا أحبك
أبتعدت عنه :وين بنروح؟
يزيد :بالي ،جزيره كذا حلوه رايقه
مهيار :قد سافرت للخارج قبل؟
يزيد :صراحه لا وطلعت جواز السفر عشانك بس
مهيار :أنا كنت أروح بعض الأحيان الإمارات مع عمر
تنهد يزيد :يا عمر ذا
مهيار :لا تقول لي باقي تغار!
سكت يزيد ففهمت سكوته :مستحيل ! تراه أخوي
يزيد :عارف بس نظره أخذتها عنه مقدر أنساها
مهيار:والله لو تعرفه من قريب...
يزيد :عندي مبدأ أنه كل إنسان فيه من أبوه لازم ،عمر نسخة أبوه مصغره خليه يوصل لعمره بس
مهيار :ماله دخل يزيد أبد ماله دخل ! كل إنسان يمثل نفسه بس محد يمثل أبوه
دمعت عينيها وجلست على الكرسي :خصوصًا الناس الي ما يدرون عنهم اباءهم
جلس مقابلها وأمسك يدها:آسف لو فتحت موضوع يزعلك
مسحت دموعها:لازم ينفتح ذا الموضوع من الحين أفضل
بلعت ريقها وأخذت نفسًا عميقًا:أبوي ماهو ميت ولا هو حي أنا أساسًا مدري وينه لأنه بليلة أول يوم مدرسه...
مهيار :أخيرًا جيت ،تأخرت كثير اليوم
إبتسم بشكل شاحب :كان عندي شغل
مهيار :شوف أنا وأمي جهزنا الشنطه والمريول للمدرسه
مسح على شعرها :مسرع كبرتي ، ومتى بتنامين إن شاء الله ؟
مهيار :ما أقدر أنام فرحانه
أم مهيار :وين كنت ؟
أبو مهيار :عند عبد العزيز
أم مهيار :وشلونه ؟
أبو مهيار :بالعنايه
أم مهيار :يارب الطف بحاله
مهيار :وش بيكون أسم صديقاتي؟
أم مهيار :مدري بكره نشوف ،روحي أنفضي فراشك وأنسدحي نامي
مهيار :يمه !
أبو مهيار :يمكن تبيني أكمل لها القصه صح؟
مهيار :أي
أبو مهيار :أسبقيني للغرفه شوي وأجيك
تنهدت أم مهيار :إذا قام بالسلامه إن شاء الله أطلب منه السماح لا يطول الخلاف أكثر
أبو مهيار :هو الغلطان ...
أم مهيار :طارق ! الرجال بالعنايه وهو الغلطان باقي ؟ أصلحوا بينكم لوجه الله
رن هاتفه فقام يتحدث ثم ذهب للباب لينتعل حذائه
أم مهيار :بترجع للدوام !
أبو مهيار :خذي مهيار وروحي لأخوك
أم مهيار :ليه وش فيه؟
أبو مهيار وهو يربط خيط الحذاء :أنتِ طالق
أم مهيار :بسم الله الرحمن الرحيم وش جاك؟
أبو مهيار :معد أبيكم
أم مهيار :وش قصرت فيه
أبو مهيار بحده :ما أبيكم وخلاص !
أم مهيار بغصه:ومهيار ؟
أبو مهيار وهو خارج:دامها معاك ما عليها خوف
مهيار :وين أبوي ؟ ما كملنا القصه
مسحت دموعها والتفتت لمهيار :راح للشغل
مهيار :طيب متى يرجع؟
أم مهيار :مدري
مهيار :مين رح يوديني للمدرسه ؟
أم مهيار :بنروح عند خالك
مهيار :عند عمر؟
أم مهيار :أي
مهيار :نروح للمدرسه مع بعض؟
أم مهيار :أي
مهيار :وبعدين مين بياخذنا من المدرسه ؟ أبوي ولا خالي ؟
أم مهيار :مهيار ليه أنتِ كذا زنانه ؟ بنروح عندهم وخلاص

كُن بقربي فإن الروح هائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن