22

1K 32 19
                                    

لمحةٌ من الماضي...قبل شهر
:وش جاب ولد النعمه عندنا ؟
أوس :لي طلب عندك
:وش تبي ؟
أوس :دخل لي عجوز دار العجزه وحفظها الكلام الي بعطيك
:ياخي وش ذا الطلب الغريب ؟ أنا خابر الطلبات قتل سرقه مدري ايش بس عجوز محرفه وكلام
أوس :أمور عائليه
نظر له نظرة شامله ثم أراح ظهره على الأريكه المهترئة:وكم بتعطيني ؟
أوس :الي تحلم فيه
أخرج كيس مخدرات بكل جرأه وأكل حبة ثم مد الكيس لأوس :لك فيها ؟
أوس بخوف يخفيه تحت ستار التعجب :كيف واثق أني ما ببلغ عليك ؟
:لأني واثق أنك لو فكرت تبلغ علي بتطلع من ذا الباب وراسك بيدك
أوس :كم تبي ؟
:والله شوف ستين قبل واذا لقيت لك العجيز الي تبيها أكيد بتطلع حقها فالستين عربون والباقي بعدين
أوس :عطني حسابك بحول
ضحك بسخريه :تحول الحين بكره غداك عدس يالحبيب جبها كاش ولا توكل ودور لك واحد أمعه يقبل تحويل
قام أوس وتنهد :بكره اجيبها
قام معه أيضًا:وش يضمني برجعتك ؟
تمعن بهيئته ووجده يلعب بخاتمه :واضح انه غالي عليك عطني إياه ضمانه على رجعتك
مد له الخاتم :يسوى ستين الف؟
أوس :يسوى أكثر
...
في المساء فتحت عينيها لتجد والدها يضع الكمادات على رأسها :تبين شي؟
غاده :وين أمي؟
أبو جهاد :خليتها تنام وما ظني أنها نامت
غاده :ليه الساعه كم؟
أبو جهاد :وحده الفجر
نظرت له قليلًا ثم قالت :يبه
أبو جهاد :سمي
غاده :أنا موافقه على روّاف
التزم الصمت قليلًا ثم قال:متأكده يا بابا؟
غاده :أي
قام وغطاها باللحاف :نامي وبكره نتكلم
خرج فوجد جهاد في طريقه :لقيتك
أبو جهاد :وش فيك؟
جهاد :تعرف خالد؟
أبو جهاد :ومين ما يعرفه؟ شفيه؟
جهاد:كلمني يبي يخطب نرجس
رفع حاجبيه مستغربًا :نرجس!
جهاد :أي ،شرايك ؟
أبو جهاد :والله خالد رجال ،بس أختك سألتها؟
جهاد :أي تفكر
جلس أبو جهاد :وش هالنصيب جا لبناتي ماشاء الله
جهاد :لا تقول أنك بتزوج غاده لورع المستشفى!
أبو جهاد :والله أنه أرجل منك ،من عربان الشمال وعايش بالمدينه
جهاد :وإذا بالمدينه؟ أستغفر الله ماهو صحابي
أبو جهاد :من يومه صغير داخل حلقة تحفيظ بالحرم ،الي حافظ القرآن بيحفظ بنات الناس
جهاد :ماني مقتنع أنا
أبو جهاد :أقول رح بس تزوج وبيقطع بنصيب خواته ! البدو زمان لو يمر عليهم رجال يشوفونه شهم زوجوه على طول
جهاد :أي لأنه كانت معالم الرجوله باينه الحين صعب تعرف هو رجال ولالا
أبو جهاد :علي ماهو صعب روّاف رجال
جهاد :روّاف أجل !
أبو جهاد :هاه وش تبي أسمه عشان ترضى ؟ مطحس ؟
جهاد :طيب الحين أقول لخالد أنك موافق؟
أبو جهاد :بشوف لأختك أول
جهاد :تراها صاحيه
قام أبو جهاد ودخل عليها ليجدها تتأمل رخصتها :وش تسوين بالرخصه؟
نرجس :هاه ! يبه كم مره قلت دقوا الباب
أبو جهاد :وش فيك تطالعين بالرخصه؟
قامت تضعها في محفظتها:أشوف متى يبغى لها تجديد وكذا
أبو جهاد :كلمك جهاد؟
نرجس وهي لا تزال تعطيه ظهرها:عن وش؟
أبو جهاد :خالد
بلعت ريقها :أي
أبو جهاد :وش رايك؟
التفتت له :أنت وش رايك؟
أبو جهاد :خالد كويس ،لكن أنتِ مستعده للحياه الجديده؟
نرجس :وش جديده؟
ضحك أبو جهاد بسخريه :شكل عندك تجربه من لعبة العروس والعريس
عقدت حاجبيها مخفية حرجها :لا كانوا يخلوني السواق
أبو جهاد بذات السخريه :أجل عندك خبره بالمواتر ؟
نرجس :لا
أبو جهاد :هاه وش رايك؟
نرجس :بفكر
دخل جهاد بقوة كاد يخلع بها الباب :أقول وش تفكرين الرجال يبي يسافر يجيب أهله
نرجس :وش دخلني فيه بفكر !
أبو جهاد :خلها تفكر بكيفها
جهاد :وش تفكرين خالد ما يتفكر فيه
نرجس :بفكر جهاد ماني فاضيه بس أتزوج عندي دراسه مهندسه أنا مهندسه !
أبو جهاد :خلاص خلها تفكر وأنقلع لبيتك أنت
جهاد :غباء فيكم قسم!
أبو جهاد :ولد!
جهاد :أقصد البنات أقصد نرجس وغاده وذولي
خرج جهاد فنظرت نرجس لوالدها :يبه هو متزوج؟
أبو جهاد :مين؟
نرجس :خالد
أبو جهاد :لا ماهو متزوج مين قال لك ؟
نرجس :مدري كذا بس
...
في جلسة كان الرعب محورها والظلام فضاءها وأضواء الهواتف هي نورهم الوحيد ،كانت إبتهاج تحكي قصة :ثالث يوم بقيت بالبيت وحدها بدت تسمع أصوات من الأبواب والشبابيك وفجأه يدق الباب الرئيسي بقوه ...
أنفتح الباب قبل أن تكمل فصرخن بخوف
شغلت هيام النور:وجع ! شفيكم؟
نهى :طلعت هيام طلعت هيام
جوانا وهي تلتقط أنفاسها :ياربي خفت
إبتهاج :صدعت
هيام :جايه أدور شاحن
نهى:تفداك الشواحن بطلة رحلتنا
إبتسمت هيام :عن وش كنتوا تسولفون؟
نهى :قصه رعب
هيام :أجل أنا بقول لكم قصة رعب
إبتهاج :قولي
هيام :كان فيه بنات ثلاث مسافرين مع أخو وحده منهم لحالهم وفجأه ...
قامت وأغلقت النور :طفى النور وناموا لأن بكره عندهم طلعات
جوانا :هيام ! وش ذا الزقاقه
هيام :كم مره جيتوا لندن؟
إبتهاج :لا تُعد
هيام :شوفوا أنا عايشه بلندن ست سنوات بوديكم أماكن ما قد رحتوها بس لازم الصبح تكونون صاحين
نهى :مستحيل رحنا كل مكان!
عرضت لهم صوره في هاتفها:طيب تعرفون ذا المطعم؟
جوانا:أشوف
هيام :شوفي
إبتهاج:لا
هيام :أوكي طيب ذي المزرعه؟
نهى :أول مره أشوفه يجنن!
هيام :ترا على حظكم جيتنا بموسم الخوخ ،بكره إن صحيتم بدري نروح للمزرعه هناك وأحنا نقطف الخوخ ونسوي فيه مربى ما تنوصف من كثرة اللذاذه ! يعني تخيلوا شي أنتوا قاطفينه أنتوا مسوينه أنتوا تاكلونه
جوانا :ما أحب المربى
هيام :عندهم بقر أحلبيها وسوي لبنه
ضحكت نهى :صح
جوانا :وجع !
هيام :جربي بتعجبك
جوانا :بشوف الصبح
هرولت ساعات الليل سريعًا وأنبلج نور الفجر حاملًا معه نسائم رقيقة ترق لها القلوب وتحترك لها الخواطر ويبدأ العاشق صباحه بالعشق من جديد -إن أنتهى عشقه البارحه.
دخلت غرفته متذمرة :للحين ما صحيتوا !
فوجدتهن ينمن بسرير واحد وتنهدت :خوافات
ما لبثت حتى سبحت اللحاف
نهى :إبتهاج ! مسكين سيف إذا تزوج ما بيتلحف زين ماخذه كل اللحاف
هيام :قوموا يلا ورانا مشاوير
جلست جوانا مذعوره :ما خلوني أختبر !
هيام :قوموا أحنا بإجازه قوموا قوموا
جلست إبتهاج ومسحت عينيها بكسل :مين الي ما أختبرت؟
هيام :ترا بطلع وأخليكم يالكسولات
قامت إبتهاج على مضض ذاهبة للحمام بخطوات مثقله بنعاسها
هيام :باقي ثنتين ما ودكم تقومون يلا وراكم صلاه وطلعه جلد مارح نرجع إلا بالليل
نهى :طيب دقيقتين
هيام بحده:يلا !
جوانا وهي ترتدي خفيها:طيب ليه تصارخين الصباح؟
نهى :هربنا من صراخ خالي صقر جيتينا
هيام وهي خارجه:لأنه صادق ما ينفع معكم إلا الصراخ
نهى :وتبين هيام مع صقر ؟ يصرخون من صباح الله
جوانا :لا رح يكونون كلهم نفس النوم ومحد بيصرخ على أحد وبتشوفين ،مغير أوس بيعصبها وتصرخ عليه
نهى :لما يكون حنون معها ما تقوى تصرخ
جوانا :الحين بينهم حدود وأحترام إذا راح الاحترام بتشوفين الصراخ
نهى :ما تشوفين إلي أشوفه
جوانا وهي ذاهبه:لأني أشوف زين أنتِ عمي...
صدمت في الباب قبل أن تكمل كلامها فقالت نهى بسخريه :واضح مين العمياء
جوانا :هذا عدم أنتباه مو عمى
إبتهاج :وش؟
جوانا :هي تقول هيام وصقر بيصرخون على بعض ،ما تدري أن الزواج ألفه ومحبه
نهى :الألفه والمحبه مع أوس مو مع صقر
هيام :عن وش تتكلمون؟
جوانا :الفرق بين صقر الوسيم المرح وأوس البارد المسكين
نهى :قصدك أوس المحترم الجميل
جوانا :هيام وش رايك فيهم ؟
هيام :وش تبون برأيي فيهم ؟
جوانا :نحسم المقارنه
هيام :أحسموا الموقف وتجهزوا
جوانا :أوس قام؟
هيام :أوس راح للمعرض مدري الملتقى
في مقر الملتقى دخل باحثًا عن توق ليشكرها منحه هذه الفرصه تمعن بالحاضرين لعله يجدها رغم ذكره القليل عن شكلها ،شد نظره لوحة مختلفه لا أحد عندها سوى هي ذهب إليها بخطوات سعيده وتوقف بجانبها ينظر للوحه :ليش ذي بالضبط؟
وريد :عفوًا ؟
نظر لها فلم تكن هي :أحسبك أحد ثاني
وقبل إنهاءه كلماته أحس بيد على كتفه فالتفت مستفهمًا
ملهم :تبي شي؟
أوس :معليش شبهتها بشخص أعرفه
ملهم :أجل توكل
خرج أوس من بينهم فتنهد :ياحبي للإحراج
توق:جيت !
أوس :أي جيت وتفشلت بسببك وبغيت أنجلد
إبتسمت فلم تحدث إبتسامتها في قلبه أي وقع بل صوُر له في خياله إبتسامه هيام
توق:وش صار؟
أوس :ذيك تشبه لك من ورا رحت على أساس بشكرك إلا يطلع ذا زوجها مدري شوضعه
توق :ذيك تعرفت عليها وريد ،جراحه خياله وتحب الرسم وذا ولد عمها ملهم
أوس :طيب معلينا ،شكرًا على دعوتك لي كيف ممكن أرد الجميل؟
توق :العفو
تنهدت وأكلمت :كيف ترده ...أنك ما تعتبرني طالبه تجمع مصروف
إبتسم أوس :ولا يهمك
:توق
التفتت :طيب
نظرت له سريعًا :بروح أختي تنادي
أوس :تمام
ما إن ذهبت حتى تنهد وهو يوزع نظره على اللوحات :من وين أبدا
...
حمد :السلام عليكم أرسلتوا لي أجي؟
أصايل :أي عندك نواقص بتسجيل الخروج
حمد :وش الي ناقص؟
أصايل :لحظه بس بنادي الموظفه الي كانت معاك
حمد :ما يحتاج تجي خليها
أصايل :لا لازم هي لأننا بالنظام مسجلين اسمها
تنهد حمد :طيب
ذهبت لورد التي كانت تنتظرها :جا؟
أصايل :أي
ورد :بروح
ذهبت له فقال فور رؤيتها :وش ناقص ؟
ورد :حمد ...
حمد :أخلصوا علي
ورد :معاملات بنكيه عشان ما نسحب منك على التسجيل وأنت مو مسجل
حمد :طيب عطيني أكمل
ورد :صبر
حمد :يلا
نظرت له قليلًا ثم أغلقت الحاسوب :ما فيه شي ناقص
حمد :أجل ليه ذا الإزعاج؟
كان سيذهب لكنها وقفت بطريقه :بنتكلم
حمد :أعذريني ما أكلم كذابين
ورد :بس دقيقتين لو شفتني كذابه روح
حمد:ما أقتنعت يمكن تكذبين علي أنك بتاخذين دقيقتين بس
ورد :حمد ...صبر بس صبر
أخذت هاتفها وفتحت المؤقت :بحط مؤقت
حمد :وش دراني أنه مافيه شي من اشياءك الغريبه ؟
ورد:طيب أنت حط مؤقت
أخرج هاتفه وتنهد :يلا دقيقتين
ورد :بدأ؟
حمد :أي
ورد بسرعه :صح أنا كذبت عليك والحين ما أكذب يوم أقول أني كنت أكرهك وأخذتك وسيله بس عشان أوصل لهدفي الي هو فلوس هيام بس بعدين أنا حبيتك وندمت وكنت دايم أفكر كيف أقول لك بس مدري مين قال لك قبلي وكرهتني والحين أبي أعتذر منك بس أنت تهرب مني وتجرحني بكلامك ومستعده أسوي أي شي عشان تسامحني وتصدق أني تغيرت عشانك
رن المنبه فنظرت له  بترقب وهي تلتقط أنفاسها بينما هو نظر بصمت قليلًا ثم قال :تبيني أسامحك؟
هزت رأسها بالموافقه :أي وتحبني
حمد :قولي لهم الحقيقه وبسامحك
تجمعت الدموع في محاجرها وقالت بتحشرج:حمد أنت صادق؟
حمد :أي ،صعبه عليك؟
ورد وهي تمسح دموعها:لا مو صعبه ،لأني أحبك
رأت في وجهه طيف إبتسامه فذهب قبل أن تتأكد من ذلك
مسحت دموعها خلفه ثم أخذت نفسًا عميقًا ونظرت حولها فإذ بصقر يقوم ببعض الأعمال :وين هيام؟
صقر :هيام؟
ورد :أي بقول لها شي مهم
صقر :تزوجت
ورد :تمزح
صقر :ما أمزح ماخذه أجازه الحين مع زوجها
ورد :وين طيب؟
صقر :بتلحقين عليها؟
ورد :لا بس...لازم أكلمها شي ضروري
صقر :راحت مع أوس بريطانيا مارح ترجع
ورد :أوس!
قالها بصعوبه :أي ...أوس زوجها
ورد :طيب شي ضروري بقوله لها
صقر :تقدرين تقولينه لي
ورد :لا بقوله لها هي
صقر :أجل جربي دقي عليها ما ظنتي ترد
فتحت هاتفها وأتصلت عليها فلم ترد
صقر :مشغوله قايل لك
ورد :طيب متى ترجع ؟
هز كتفين بلا أدري :مدري
تأفتت وذهبت لتتركه مع أفكاره وحيدًا :هي ليه ما ردت !
بحث عن هاتفه في جيوبه حتى وجده وأتصل عليها :نعم؟
صقر :وش تسوين ؟
هيام :أحلب
صقر بسخريه :صدقت
هيام :والله والله جوانا أمسكي صوريني
فتحت جوانا الكميرا وصورتها وهي تحلب البقره فأبتسم لرؤيتها ثم تلفت حوله وتنحنح :تراها تشبهك
جوانا :أنا !
صقر :هيام
جوانا :تراها ما سمعت أسحب كلامك
صقر :علميها
جوانا :هيام صقر يقول شكلك حلو
صقر بحده :ما قلت !
أخذت الهاتف من يد جوانا :تدري فيه شخص كل ما أشوفه هنا أتذكرك
صقر :مين ؟
قلبت الكميرا على حمار :ذا
صقر :قدها يا هيام !
هيام :قدها وما بحضر إجتماعك
صقر :خلاص معليش
قلبت الكميرا عليها وأبتسمت :خلك كذا
بلع ريقه :طيب بقفل
هيام :طيب
نهى :شفتوا جوالي ؟ إبتهاج دقي عليه
أتصلت إبتهاج على هاتفها فرن خلفها ونظرت له لتجد أنها تسجلها بأسم "زوجة أخوي"
فنظرت لها بحده
نهى :جيبيه
إبتهاج :فسري الأسم
نهى :الأسم !
إبتهاج :شوفي
نهى :زوجة ...شوفي إبتهاجي قصدي لو كان عندي أخ بعمرك زوجتكم بس سيف كبير عمره ٢٣ كم الفرق بينكم خمس سنوات سيوفي ما يقبل بذا الفرق ورح نزوجه أخت رتيل أسمها رتاج وعمرها ٢٢ بينهم سنه بس وفوق ذا نفس تخصصه
أمالت فمها ثم قالت وهي ذاهبه:ما أهتم
شهقت نهى وهمست :وش سويت !
ركضت لجوانا :يالعدو
جوانا :خير !
نهى :جبت العيد قلت لإبتهاج أننا رح نزوج سيف لرتاج أخت رتيل وأن سيف ما يعجبه فرق خمس سنوات وفوق وهي وياه بينهم خمس سنوات بس رتاج اصغر منه بسنه ونفس تخصصه
جوانا :يالحيوانه ! وش قالت؟
نهى :قالت ما أهتم
جوانا :أساسًا ليه تقولين لها كذا؟
نهى :لأن ضيعت جوالي وقلت لها تدق علي ويوم دقت شافت أني مسميتها زوجه أخوي قمت رقعتها كذا
جوانا :برافو برافو برافو مدري أصفق لك ولا أصفقك
نهى :الحين وش أقول لسيف !
جوانا :لا تقولين له
نهى :لازم أقول له
جوانا :لا مو لازم يمكن هي ما صدقتك تخلينه يتضايق على الفاضي؟
نهى :بس ...
جوانا :معليك خليك ساكته ولا تدرين بشيء
...
مهيار :أونو
يزيد :وش ذا الغش رابع مره تفوزين !
مهيار بتباهي :أنا عندي أستراتيجيات ما تعرفها
يزيد وهو ينظر لأسفل قدمها :تجلسين على الورق؟
زحفت قليلًا:شوف مافيه ورق ، أنا فنانه كنت العب مع عمر دايم
رمى كل أوراقه :لابوك لابو عمر كل شي عمر عمر
مهيار :يزيد ! تراه أخوي تعرف عليه زين وبتحبه متأكده
يزيد :ما أطيقه ياخي سبحان الله القبول من الله
مهيار :المفروض من محبتي تحب الي أحبهم
يزيد :أحبك وأحب أمك الباقين ما علي منهم
مهيار :هو بس عمر نقص من الحسبه
يزيد :ما فرقت معاي وجوده من عدمه
قام وتثاءب :بروح أنام
أنحنى وقبل رأسها بينما هي لا تزال تجلس :تصبحين على خير
إبتسمت :وأنت بخير
في صباح اليوم التالي أستيقظ على همساتها بأذنه :يزيد ،يزيد حبيبي قوم
يزيد :شوي بس ترا اليوم سبت
مهيار :قوم عندي مفاجأه لك
فتح عينيه فرأى أنها متزينه ووضع يده على ظهرها وأبتسم:عساه خير ؟
هزت رأسها بإبتسامه :أي خير ،فيه ضيف مميز رح يزورنا اليوم
يزيد :الحين !
مهيار :على الغدا
يزيد :الساعه كم الحين؟
مهيار :الساعه ١١
قامت وسحبته من يديه :ليجلس :يلا قوم بسرعه تروش وتكشخ وأنا بسوي لك بخور
يزيد :مين الي رح يجي؟
خرجت ثم طلت من الباب :مفاجأه
إبتسم وهو يمسح عينيه :يمكن عزمت أهل راجح
بعد وقت خرج من الحمام وذهب نحوها في المطبخ لتمد له المبخره :ذا بخور الأعياد مره مميز ذا الشخص؟
مهيار :مميز لأبعد حد
دق الباب فأخذت المبخرة من يده :روح أفتح الباب ، برطب يديني وأجي
ذهب بحماس وفتح الباب فأختفت إبتسامته فور رؤيته الطارق :عمر !
إبتسم عمر ومد يده ليصافح يزيد :السلام عليكم
تصنم بصدمه لثوانٍ ثم صافحه :وعليكم السلام تفضل حياك
دخل خلفه وأنظاره كانت تدور بالمنزل :ماشاء الله كبيره الشقه
أشار له يزيد على الأريكه :تفضل أجلس
خرجت مهيار من غرفتهم قبل أن يجلس وصرخت بترحيب :أهلاً أهلًا
إبتسم عمر وفتح يديه لتعانقه تحت أنظار يزيد المعاتبه :يا مرحبا والله بمهياري
إبتعدت عنه :أشتقت لك عمر !
وضع شعرها خلف أذنها :وأنا أشتقت لك يالقاطعه من العيد معد جيتي !
يزيد بحده:أجلسوا أحسن
مهيار :أي أي أجلس أرتاح بجيب القهوه
جلس يزيد مقابله يطقطق أصابعه :وش تخصصك؟
عمر :تصميم جرافيك
يزيد :ماشاء الله حلو
عمر :أي حلو
يزيد :بروح أساعد مهيار ،خذ راحتك البيت ...بيتي
عمر :أي تفضل
دخل يزيد فالتفتت لتخرج :كان ما جيت خلصت
وضع يده أمامها :أصبري بنتكلم
وضعت الصينيه على المطبخ :وش؟
يزيد :فسري ذا ؟
مهيار :وش أفسر عمر قرر يجي اليوم
يزيد :مهيار! قسمًا بالله ...
قاطعته مهيار :رح تحبه متأكده يشجع نفس فريقك الي تحبه هذاك الي أحمر وأسود
يزيد :أي سي ميلان ،عز الله معد بشجعه
حملت الصينيه وتنهدت :خل ضيفنا يروح بسلام بعدين نتكلم
يزيد :طيب
أخذ الصينيه من يدها :أمشي وراي
مهيار :يزيد !
يزيد :قلت أمشي وراي وأجلسي جنبي بعد
تجاهلته ومشت أمامه ثم جلست بجانب عمر فوضع الصينيه على الطاوله وصب له القهوه :تبين؟
مهيار :أي
نظر لها بتوعد وهو يصب الفنجان حتى فاض على يده وأحترق فشهقت مهيار :أنتبه !
أخذت الدله والفنجان منه :أجلس وبجيب الكريم حق الحروق
إبتسم عمر بسخريه :شكلك أحول
يزيد :ماني أحول لأن تخصصي مو بالحاسب
عادت مهيار وبيدها المرهم فجلست بجانبه وأخذت يده تعالجها :يحرق؟
يزيد :شوي
وضعت المرهم على يده فنزل شعرها على وجهها وحاولت إبعاده :افف ،أبعد شعري يدي فيها كريم
أبعده يزيد بيده الأخرى وهو ينظر لعمر  بطرف عين
مهيار :خلصت
أخذ يدها وقبلها :تسلمين
قامت مهيار :بروح أغسل
عمر :بعدين أجلسي ريحي نفسك
ضحكت مهيار :إن شاء الله
يزيد :تراها معززه مكرمه بهالبيت بس الحين متحمسه لأنك جيت
إبتسم عمر :أعرف محبتها لي
بعد وقت خرج عمر فأغلق يزيد الباب خلفه بقوه :جعله ما يرجع
مهيار :يزيد ! قول لي الحين وش الغلط الي شفته منه وش؟
يزيد :والله مدري من وين أبدا من كثر حركاته المريبه
مهيار :لا والله يزيد حركات عاديه بس أنت غيور بزياده !
يزيد :مهيار ! وش غيور بزياده ذا الحيوان ...
مهيار بحده :قول ملاحظاتك بدون سب
تنهد يزيد :ينافسني عليك ينافسني بشكل ! ما كنه أخ
مهيار :لا ما ينافس معروفه الحدود الي بيننا
يزيد :وش حدوده مهيار ؟ يحضنك بكل وقاحه قدامي !
مهيار :عادي يزيد أنت تحضن أخواتك ولالا ؟
يزيد :أحضن بس مو زيه ! يلعب بشعرك ليه ؟ ذي الحركه المفروض بس أنا أسويها
وضعت مهيار شعرها خلف أذنها بنفس الطريقه فقال بحده :حتى أنتِ المفروض ما تسوينها
مهيار :يزيد ! شعري أنا ذا وأنا أقرر مين يمسكه ومين لا ،صدق أنك مجنون غيره
يزيد :مهيار يا بنت الحلال يا قمرة ليلي الرجال يكرهني شفت الكره بعيونه ويبي يقهرني فيك ،يقول لي أعرف محبتها لي
مهيار :لأنه صادق أنا أحبه بس كأخ
يزيد :بس هو حركاته مو حركات أخ
مهيار :كل شي قلته للحين طبيعي
يزيد :طبيعي !
أخذ مفاتيحه وقال وهو خارج:ما تفهميني أنتِ ما فهمتي الي أقوله ولا رح تفهمين
صرخت من خلفه :لا ترجع لين تغير تفكيرك المعقد
...
سهام :جيت بعد أصعب يوم
جهاد :عسى ما شر؟
سهام:فيه فستان المفروض لونه كذا بنفسجي يكون فيه سحبه باللون الوردي طيب قاموا الخياطين عكسوا الألوان خيطوا عشره فساتين بذي الطريقه ! وبعدين دقوا يقولون خلص الوردي بسرعه ! كيف خلص والسحبه بس متر ؟ الا لا طلعوا عاكسين صدعت صدعت
جهاد :وش سويتوا؟
سهام :مدري باقي بفكر هل أبيعها ولا خليها واذا خليتها وش بيصير لها
جهاد :وريني كيف شكلها
عرضت له صوره :شوف كيف
جهاد :طيب حلو !
سهام :الوردي لون فاتح رح يطغى على البنفسجي ومارح يطلع حلو لو أن البنفسجي درجه أفتح كان ناسب
جهاد :طيب فتحيه
سهام بسخريه :شلون أفتحه يعني أحط عليه كلوروكس !
جهاد :طيب خليهم يفكرون السحبه وغيري الموديل
سهام :كيف أغير كان شكله كذا ببالي ،تعبت عطني مشكله عندك افكر فيها بدال مشكلتي
جهاد :تزيدين روحك هم ليه؟
سهام :والله جهاد ما أمزح أنا لو فكرت بمشاكل غيري أنسى مشاكلي وأرتاح
جهاد :ما عندي مشاكل الحمدلله ...إلا إلا عندي أبوي بيزوج غاده ذاك الي بالمستشفى
سهام :عادي وأنا أبوي زوجني وأحد من الشارع
جهاد :سهام الوضع يختلف يعني أحنا أبوك طلع شخص من معارفنا بس ذا ما نعرفه ولا نعرف أصله
سهام :جب مشكله غيرها بسرعه
جهاد :خالد خطب نرجس وهي باقي تفكر عيب ياخي وش تفكر فيه
سهام :تفكر بدراستها ووين بيعيشون كيف أخلاقه كيف أهله كم راتبه
جهاد :دراستها كم وحده تدرس وتزوجت ولا أقل شي توافق لين تخلص ويتزوجون وبيعيشون بالرياض وأخلاقه ماعليها كلام ودام أخلاقه كذا يعني أهله كويسين وراتبه ١٤ الف والشهر الجاي عندنا ترقيه وماهي بحاجة راتبه وهي بنت آل محسن ومهندسه بعد
سهام :خلها القرار قرارها جهاد مو معقوله ذا الضغط !
جهاد :ما ودي تفشلني معه يصير خويي الي أختي رفضته
سهام :عادي أختك شخص منفصل عنك قراراتها غير قراراتك
جهاد :طيب سمعت قصه أثنين أخوياء بالشغل وبالاستراحه وكذا وخويه خطب أخته طيب
سهام :طيب
جهاد :وصارت النظره وما توفقوا وبقيوا أخوياء بعدين راحوا الأستراحه يلعبون بلوت وتعرفين البلوت تنرفز وتهاوشوا وخويه الي شاف أخته قال له أنت وذا الوجه كنك أختك !
سهام :أي ووش صار؟
جهاد :بعدين عدا الموضوع بهدوء والرجال أرسل لخويه يقابله بمكان يخلصون الشغل الي عليهم ويوم راح قابله قال له أنتظر بجيب الأوراق من السياره وراح للسياره وطلع مسدس وقتله !
شهقت سهام بتمثيل :ياربي !
جهاد :شفتي كيف لو ما رفضت كان كل شي تمام
سهام :يعني بالقصه ذي كلها الغلط على البنت إنها رفضت؟
جهاد :أي هي نقطه أنفجار العلاقه
سهام :لا والله الغلط عليهم كلهم الأول أنه تكلم على البنت بمجلس شباب مع أن الي ما قاله غلط أن الأخت تشبه أخوها بس انتوا تشوفونه غلط والثاني غلطان أنه صعد الموضوع وذبحه
جهاد :طيب أنا يمكن أصعد الموضوع وأذبح خالد !
سهام :طيب يا حبيبي أنت وخالد تتقابل ن بإستراحه؟
جهاد :لا
سهام :تلعبون بلوت؟
جهاد :لا
سهام :ما تعرف بلوت صح؟
جهاد :أي
سهام :خلاص كل الاسباب المسببه للغضب بعيده عنكم ،خل تفكيركم شوي متفتح أختي رفضتك لا والله عادي أهم شي صداقتنا والله يوفقها والله يوفقني وخلاص
جهاد :بس هي ليه ترفض؟
سهام :ما رفضت ولا قالت شي حتى !
جهاد:بروح اسألها
سهام :أهجد جهاد تكفى خلها تفكر أنا كنت بمكانها قبل شهور
إبتسم جهاد :وكنتِ تحسين فراشات وحب وحماس؟
سهام :لا كنت خايفه وأفكر بكل شي وأحسب حساب كل شي و بسبب ضغطهم علي أستمر خوفي لبعد الزواج
عبس جهاد :لحظه يعني مغصوبه؟
سهام :لا أنا وافقت بكل رضاي بس ...تعرف شعور طالب الثانوي لما كل شوي يسألونه عن التخصص الي يبيه ؟
جهاد :عسكريه
سهام :ما اسألك ! أنا كذا كنت كل شوي يسألوني بأشياء أنا أفكر فيها ويزيد التفكير وتتضخم الفكره بمخي وأتوتر وأخاف ،الأكيد أنها كذا مسكينه خلها هي بتفكر لين يمر وقت واسألها
جهاد :اسألها بالليل وقت المشاعر
سهام :لا كلام الليل أغلبه ندم الصبح اسألها بوقت منتصف النهار
جهاد :يعني الحين !
تنهدت سهام :روح بس
قام جهاد بحماس ونزل يبحث عن نرجس :وين نرجس؟
غاده :بغرفتها
دق الباب حتى فتحت :نعم؟
جهاد :أبي أدخل
تنهدت :أدخل
دخل وأنتبه للفساتين على سريرها :وش ذي؟
جمعتها على عجل :مالك دخل
جهاد :طيب جيت بسألك وش رايك بخالد هل موافقه أو لا ؟
نرجس :قلت لأمي ...وقالت أهتم بدراستي أحسن
جهاد :وش يعني؟
نرجس :يعني لا
جهاد :نرجس !
نرجس :وش أسوي ذا كلامها
جهاد :طيب كلامك
نظرت له بصمت ففهم موافقتها وأبتسم :طيب بروح أكلمها لك
نرجس وهي تعلق فساتينها :أنقلع
خرج وأغلق الباب فأتسعت إبتسامتها وتنهدت بسعاده
جهاد :يمه
أم جهاد :خير؟
جهاد :فسري لي ليه ما تبين نرجس تتزوج
أم جهاد :أفسر ؟
جهاد :نعم فسري
جففت يديها وبدأت بالعد على أصابعها :باقي تدرس وتخصصها طويل وبزر ودلوعه
جهاد :طيب خالد ما يتفوت !
أم جهاد :تزوجه أنت أجل !
جهاد :يمه كم بنت تدرس وتتزوج عادي أكبر مثال وسن
أم جهاد :وسن باقي لها ترم بس أختك باقي سنوات
جهاد :طيب وبعدين بتتوظف وتتزوج وش فرقت؟
أم جهاد :الحين توها بزر
جهاد :طيب هي بنفسها موافقه
أم جهاد :قالت موافقه؟
جهاد :اي توني سألتها
أم جهاد :وأنا أمها مو موافقه
جهاد :يمه تفشليني مع خالد !  يعني طول ذي السنين وأروح أقول له البنت موافقه بس أمي مو موافقه
أم جهاد :قول بتكمل دراستها
دخلت نرجس بدفاع شديد :يمه ! أقدر أتزوج وأدرس
أم جهاد :ما تقدرين بكره يجون لك ورعان ويشغلونك
نرجس :مالي شغل بتزوج كل الناس يتزوجون إلا أنا !
جهاد:صدق وربي معليك من نرجس بأيدي أمينه التفتي لغاده أبوي بيزوجها ورع من المستشفى
أم جهاد:والله ما الورع إلا أختك منتي حقت زواج يا بنتي !
نرجس :طيب وش أسوي وأثبت لك أني حقت زواج
أم جهاد :أطبخي كبسه بكره
نرجس :بس طبخ ؟
أم جهاد :وأنتِ تتنتبهين لولد سهام
جهاد :بسم الله ! سهام معها ولد ؟
أم جهاد :الورع ذاك حقهم الي ما يسمع نسيت أسمه
جهاد :فهودي
أم جهاد :أي ،ولا تجيبين جاهز ترا أعرف الطعم
نرجس :خليني أسوي عريكه بما أنه جنوبي وكذا
جهاد :وش دراك
نرجس :هاه؟
جهاد :وش دراك أنه جنوبي ؟
نرجس :أنت قلت ،علمتني كل شي
جهاد :طيب ،شدي حيلك نبي كبسه تخجل العدو
نرجس:وش قصدك تخجل العدو يعني خايسه؟
جهاد :يعني العدو يستحي ينافسنا ويسوي نفسها
نرجس :طيب
...
منذ ذهابه بقيت تدور مكانها بقلق حتى سمعت صوت مفاتيح الباب والتفتت ليدخل يزيد فأستقبلته :يزيد...
تخطاها قبل أن تكمل كلامها ودخل للغرفه وأغلق الباب فتنهدت خلفه وأرسلت له :بروح عند أمي خالي يقول أنها تعبانه
رد عليها :بوديك أنا ،تجهزي
أرتدت ملابسها فخرج بعد قليل وأخذ مفتاحه :يلا
مهيار :يزيد
تجاهلها وخرج فلحقته :وش فيك يزيد !
يزيد :مافيني شي
مهيار :باقي زعلان؟
دخل المعصد:أدخلي
تنهدت بضيق :ما كان قصدي أضايقك يزيد بس كان ودي أغير نظرتك عنه
يزيد :غيرتيها صراحه بس للأسوء
مهيار :آسف...
فُتح المصعد في الطابق الثاني ودخل معهم رجل من ذات العماره فألتزمت الصمت حتى وصلوا للطابق الأرضي فخرجا إلى السيارة :يزي...
يزيد :أطلعي السياره أمك مريضه وتبيك
تنهدت وصعدت السياره :طيب أسمعني ليه منت راضي تسمعني !
شغل الراديو:أبي أسمع الراديو
زفرت بحزن ثم نظرت للنافذه وكان ذلك حالها طوال الطريق
توقف عند المنزل:أنزلي
مهيار :تعال خذني المغرب
تجاهلها وحرك السياره فضربت برجلها الأرض :اوف
مسحت دموعها ثم دقت الباب ففتحت أمها :يا مرحبا ! وين يزيد؟
تنهدت وهي تدخل :عنده دوام ،ما كنتِ تعبانه؟
أم مهيار :لا مين قال لك؟
أبو عمر :أنا ،هذا عذر عشان ابي أكلمك
أكمل وهو داخل :الحقيني
مهيار :ياربي ذا اللي ناقص
أم مهيار :روحي يا بنتي يمكن يبي يعتذر
دخلت عنده فنظر لها من أعلى رأسها إلى أبخس قدميها:شلونك مع ذا الورع؟
جلست مقابله :مرتاحين
أبو عمر :أنا ماني مرتاح تدرين ليه؟
مهيار :ليه؟
أبو عمر :المهر الي أخذته عليك خلص...وقاعد أفكر ،ذا الورع ماهو مناسبني ما عجبتني أخلاقه
ضحك وأكمل :بين قوسين فلوسه
مهيار بإستنكار :وش تبي يعني ما فهمت ؟
أبو عمر :تطلقي منه وبزوجك غيره
قامت من هول ما سمعته وهزت رأسها بالرفض :ماني موافقه
أبو عمر :أخذتي من أخلاق ذا الحيوان وصار لك رأي
مهيار :ماني موافقه أساسًا ...أساسًا أنا حامل
نظر لوجهها وهو يعرف علامات كذبها :متأكده؟
مهيار :أي متأكده
أبو عمر :ووين تحليل الحمل؟
مهيار :بالبيت بصوره بعدين
أبو عمر :الحين روحي البيت و...لحظه بس الو تعال خذ زوجتك
تنهد يزيد :طيب
أغلق الإتصال وابتسم :حتى هو ما يبيك زعل يوم قلت له يجي
قامت مهيار تكتم حزنها وقهرها وأيضًا خوفها من بطش يده عليها ،خوفها من أن يزيد لن يفي بوعده وسيتركها في أول الزلات ستسقط من عالم الأحلام كما توقعت وتعود إلى الجحيم الذي أعتادت ...
أتصل عليها فأبتسمت لإتصاله وردت عليه بلهفه:يزيد
يزيد :وش السالفه؟
مهيار :خالي يبيني أتطلق منك ويزوجني واحد ثاني
يزيد :طيب؟
مهيار :يزيد ! يبي يفرقنا
يزيد :أساسًا ذي فكرتي
مهيار :أيش!
جلست بذعر من نومها لتجد نفسها في منزلها وتسمع صوت ضجيج آله القهوه ،قامت وذهبت إلى المطبخ لتجد يزيد يحضر القهوه فالتفت لدخولها :صحيتي
مسحت عينيها :صحيت بعد ما حلمت أسوء حلم بالحياه
يزيد :تبين قهوه؟
مهيار :أي
جلست على خزانة المطبخ وبدأت بسرد حلمها :بالحلم كنت أنتظرك ترجع أساسًا قبل ما أنام كنت أنتظرك مدري كيف غفيت ،وجيت بالحلم ما تبي تكلمني ما تبي تقول شي ومدري كيف جت بمخي أن خالي متصل علي وقايل لي أن أمي مريضه وقلت لك عشان توديني وبالسياره ما تكلمنا ولا بأي مكان ويوم نزلتني هربت على طول ودخلت إلا أمي مو مريضه وخالي كذب علي عشان ...
يزيد :وش ؟
بلعت ريقها :يبي يطلقني منك ويزوجني واحد ثاني عشان مهري منك خلص ،بعدين خفت و...
إبتسمت من الفكره :قلت له أني حامل وأنا كذابه قال أجل روحي أثبتي لي حملك وصوري لي تحليل ودق عليك تجي لي ورجعت أنتظرك مثل الهبله أبي أطلع من المكان بسرعه بالأخير دقيت أنت علي وقلت لك كل شي قلت لي أن ذي فكرتك وأخترعت وقمت ،أرتحت لما عرفت أنه حلم
إبتسم يزيد ووضع يديه حولها:تأكدي أني مارح أتركك حتى لو بالأحلام
أمسكت وجهه بيديها :منت زعلان مني؟
يزيد :بالبدايه زعلت وجيت وببالي بطول زعلي بس شفتك نايمه والنايمين عندي بريئين وسامحتك
مهيار بسخريه :أجل كل ما زعلتك بنام
يزيد :لا إن شاء الله أخر الزعلات
مهيار بضحك:تدري لو الي سويته بالحلم أنك زعلان لذي الدرجه سويته بالحقيقه كنت بزعل منك لأنك زعلان مني
بادلها الضحك وحضنها :ما أقوى على زعلك
مهيار:وأنا بعد عشان كذا...
إبتعدت عنه وتنهدت :آسفه لو بقى بخاطرك شي علي
قبل يدها :ما بقى إلا المحبه
...
أبو جهاد :يا غاده
غاده :هلا ؟
أبو جهاد :كلمني روّاف اليوم ،بيجي هو وأهله بكره
بلعت ريقها :طيب
أبو جهاد :متأكده من قرارك يا بابا؟
غاده :أي متأكده
خرج فواجه جهاد في وجهه
جهاد :حتى نرجس متأكده
أم جهاد :أنا ماني موافقه !
أبو جهاد :ليه؟
أم جهاد :صغيره
جهاد :وين صغيره أظافرها كبر راسك... كاريو راس كاريو مو راس أحد
التفتت أم جهاد لأبوه :منهو ذا ؟
جهاد :لاعب كوره
أبو جهاد :ليه بتقطعين بنصيب بنتك؟
أم جهاد :صغيره
أبو جهاد :أقل شي خطبه
جهاد:صح أتفق
أم جهاد :خلاص خطبه لين تتخرج
جهاد :دامكم تبون خطبه كلموا السايحات الي بلندن يجون ،ترا خالد جاهز وأهله جو بعد
أم جهاد :الله يقهركم مخططين لكل شي تخطيط !
جهاد :وش أسوي الرجال مصمم أرفضه وهو كفو ؟ لا والله
أم جهاد :أقل شي خلوا بينهم يومين ما ودي الناس يتعاينون بناتي
جهاد :خلاص تم بس خالد أول شي
أبو جهاد :روّاف أولى
جهاد :ليه مين حضرته؟
أبو جهاد :أبي الموضوع يتم بسرعه ما أبيها تفكر وتتذكر هادي أكثر
أم جهاد :لا يكون بتقدم العرس بعد
أبو جهاد :الأفضل يكون قريب عشان تتطمن ما تشوفه نفس هادي
جهاد :أسمه يجيب لي غثيان
أبو جهاد :رح كلم خويك وحدد له يوم الخميس يجي
جهاد :أبشر أبشر
...
هيام :بكره بوديكم ...
أوس :أنا بكره بوديكم مكان
إبتهاج :لالا أنا بوديكم وين ؟ السعوديه الرياض بيتنا غاده بيجونها خطاب
نهى :مب لازم نحضر
إبتهاج :أمي تقول تبيني أحضر
نهى :طيب نبي نتمشى مالنا يوم !
إبتهاج :وش أسوي أختي !
جوانا :شرايك أوس؟
أوس :للأمانه لو ما حضرت جدتي بتزعل وتعرفون زعل جدتي خلونا نرجع
نهى :طيب نوديها وأحنا نبقى
جوانا:ويذبحنا عمي ليه نخلي دلوعته
نهى :هيام ! أبي أقعد مالي دخل
هيام :خلاص يا نهى نرجع وإن شاء الله نكررها قريب
أوس :يلا بحاسب ونروح
هيام :لا علي الحساب
أوس :عيب تحاسبين بوجودي
هيام :ليه ؟
جوانا :لا أنت ولا هي أنا بحاسب
اشارت للنادل بالأنقليزيه :الحساب
وضع النادل الفاتوره أمامها فتنهدت والتفتت له :لا يوجد أبل باي؟
النادل :لدينا الدفع بالبطاقه أو النقد
التتفت لأوس :خير ما عندهم !
ضحكت هيام وأخذت الفاتوره :خلاص علي
أخذها أوس ووضع النقود عليها ثم مدها للنادل :خلاص على حساب جوانا ،جوانا حولي لي
قام وعدل نظارته :يلا قدامي باقي ورانا حجز طياره
قام الجميع خلف أوس ففتح لهم الباب الخلفي فتجاهلته هيام وذهبت للباب الأخر وفتحته
إبتسم أوس ثم ركب مكانه والتفت لهم :تبون شي؟
جوانا :أشغل لكم شي تسمعونه
هيام :لا ما نبي إزعاج
نهى أتفق
جوانا :الحين ليه منفسين؟
نهى :أبي أقعد أبي أتمشى تكفون !
هيام :ماني منفسه مين قال ؟
إبتهاج :وليه نظراتك كذا
هيام :كيف؟
أوس :زعلتي؟
هيام :لا ليه أزعل
توقف جانبًا ثم فتح الباب من عندها :أنزلي
هيام :ليه؟
أوس :أنزلي بس
نزلت فأغلق الباب ووقف معها خلف السياره فالتفت البنات لمراقبه الحوار
نهى :يمه شكله بيعترف
جوانا :لا أرجوك
إبتهاج :أسكتوا خلوني أركز بقرا شفايفهم
نهى:شفيها تضحك؟
جوانا :أعترف وحست إن أعترافه تافه
نهى :لا يمكن أعترف وفرحت متى تحضنه !
إبتهاج :عيب !
جوانا :شكله يكلمها عن صقر وهي تضحك
نهى :لو يكلمها عن صقر وتضحك هي تضحك من فرحتها بالبعد عنه
إبتهاج :أسكتوا جوا
وفي الحقيقه كان الحوار :
أوس :شفيك؟
هيام :وش فيني؟
أوس :زعلتي فجأه
قالت بضحك :والله ما زعلت بس ...أنحرجت أنك تسوي كذا
أوس :أني أحاسب؟
هيام :أي تبي تسوي أي شي بس عشان ما تخليني أرد لك الجميل
أوس :أي جميل؟
هيام :أنك تساعدني بكل شي وتحفظ سري
أوس :تبين تردين الجميل؟
هيام :أي
أوس :لا يضايقك شي خليك دايم سعيده وأوعديني أن علاقتنا ما تتغير إلا للأفضل
إبتسمت وتنهدت :شكرًا
إبتسم لإبتسامتها :لا شكر على واجب
تحولت إبتسامتها إلى ضحك وقالت وهي ذاهبه :يمكن تحت سما لندن يكون معناها غير
تملكت الحيره أوس بالمعنى الذي تقصده فأبتسم عندما خطر بباله أنه تلميح للحب
لحقها وركب مكانه ثم تنهد بسعاده
فشدت معطفها عليها وأبتسمت
نظر لها أوس بالمرآه :بردانين؟
نهى :أي
جوانا :لا حر
نهى :طف الي ورا عندنا وخل الي عند جوانا شغال
...
نظر للساعه ونسي العد لكثرة نظره لها فتأفف :وين طار نومي ،الساعه٢ يا صقر ما نمت ليه
رن هاتفه ففز ليرد على الإتصال :الو
هيام:صقر ،عسى ما أزعجتك؟
صقر :هاه ؟ لا شدعوه ...
بلع ريقه وأخذ نفسًا عميقًا :أي أزعجتيني أحد يدق الساعه ٢ كنت نايم !
هيام :ماشاء الله حتى وأنت نايم ترد من أول رنه
صقر :أنا ! كانت صدفه قمت بروح الحمام وسمعتك تدقين أخلصي علي
هيام :طيب ،أوس كان تعبان وقلت له أنا بسوي حجز الرحلات بس...معلق الموقع عندي إذا تقدر أنت سو
صقر :رحله!
هيام :أي بكره بنرجع ،بتسويه ولا أشوف أحد ثاني؟
صقر :لا من عيوني بسويه
هيام :متأكد ذا أنت؟
صقر :وش؟
هيام : قلت ...من عيوني
بلع ريقه ثم عقد حاجبيه :نص نايم وش تتوقعين أقول؟
تنهدت هيام :طيب
صقر :تصبحين على خير
هيام :وأنت بعد
أغلقت المكالمه ثم فتحت أحد مواقع التواصل ودخلت لحساب صقر تنظر لصوره بتردد وخوف كأن أحد يراقبها :ليه أنت كذا ! غريب بس...
رن هاتفها فرمته ثم قامت ونظرت له فكان المتصل نجد ،زفرت براحه ثم ردت عليها :نجد خرعتيني من زمان جوالي معد يدق ،محد كان يدق علي إلا أنتِ يالقاطعه
نجد :غيث نام وأنا طفشانه قلت بكلمك
هيام :أي صرت خيار ثاني بعد غيث ،هين يا نجد
نجد :أقول ! أنا الي المفروض أزعل يوم تزوجت سافرتوا سفرة بنات كنكم تقهروني
هيام :ترا لندن الي حللتي أمها
نجد :صح هيام ،ورد دقت علي تبيك
هيام :دقت علي بس ما رديت مالي خلقها
نجد :حتى غيث الوقحه دقت عليه !
هيام :أمسكي زوجك بس لا تطيره
تنهدت نجد :غيث زوجي ،ماني مصدقه
هيام :وتدرين غاده يقولون بتنخطب ماشاء الله
نجد :مسكينه! يارب تتوفق
هيام :أحس المفروض تاخذ درس
نجد :لا ترا أفضل لها ،تخيلي طلبت كيك من ملاذ لأني ما تهنيت بكيكة العرس وقلت لها مره وحده هي تجي تسير علي وجلسنا نسولف وقالت لي أنها تعبت مره وتقول ما تبي تتزوج طول حياتها بس الحين أحسن أرتحت يوم دريت أنها بتتزوج إن شاء الله
هيام :صراحه مره كانت متعلقه فيه بشكل زايد ،يعني أحس شي متوقع
نجد :معلينا منها ننتقل للموضوع الثاني
هيام :وش؟
نجد :راكان يشك أن مها حامل
ضحكت هيام :ماشاء الله
نجد :هي تاخذ حبوب منع بس مدري
تثاءبت هيام :أقول بقفل بكره ورانا رحله ترانا راجعين
نجد :وناسه ! ترا مهيار بتجي تزورني تعالي
هيام :ماشاء الله توك عاوس ما بقيتي أحد ما عزمتيه
نجد :ما يضحك ترا من يومتني صغيره حلمي بجانب أني دكتوره يكون عندي بيت وأعزم الناس
هيام :طيب مين مهيار؟
نجد :هذيك زوجه يزيد
هيام :اها المحاسبه
نجد :اي هي أحس بينكم شبه
هيام :كيف شبه؟
نجد : بالشخصيات
هيام :مستحيل أحد يشبه لي أنا مجنونه
نجد :أقول كلي زق والله أنها تشبهك تعالي وأوريكم الشبه
هيام :نشوف بكره
في اليوم التالي في بيت نجد
نجد :حطي التمر أنا بفتح شكلها جت
هيام :ليه تمر ؟
نجد :البنت عندها سكر يمكن تحبه
هيام :الرابط العجيب
نجد وهي خارجه :حطيه بس
فتحت الباب وهي مبتسمه :مهيار
مهيار :السلام عليكم
عانقتها نجد بترحيب :وعليكم السلام
ابتعدت عنها وأخذت الصينيه من يدها : تفضلي حياك
دخلت مهيار ونزعت عباءتها :مو كنتِ بتسكنين مع حماتك؟
نجد :والله قصه للموضع ذا بس خليني أضيفك
مهيار :هيام ! شلونك
إبتسمت هيام :بخير الحمدلله
جلسن فقامت نجد وفتحت صينية الحلوى وقدمتها لهم
فأبتسمت مهيار :ترا حلى صحي مو أي حلا
هيام :لذيذ والله
نجد :طال عمرك سالفة البيت كنا بنسكن معهم بس جيران أهل غيث كانوا بينقلون وقالوا رح يبيعون بيتهم ولما عرفوا أننا بنتزوج قالوا رح يبيعونه على غيث بنص السعر وهذا هو بيتي
مهيار :أنتوا أثثتوه ولا هو أثاثهم؟
نجد :فيه أشياء من أثاثهم كانت جديده وما يبونها وخليناها مثلًا ...
تلفتت حولها :ذي الرفوف كانت بغرفة بنتهم وأحنا خليناها بالمجلس
مهيار:ناسبت مع الديكور
نجد بضحك :أي قاعده أقول لهيام بنتهم نفس ذوقي تمنيت أتعرف عليها
هيام :شدعوه نفس الذوق بس من رفوف؟
نجد :أنتِ ساكنه بشقه من شقق أبو غاده ونرجس صح؟
مهيار :أي أظن ،يزيد شراها أنا مدري جيت سكنت على طول
هيام :توظفتي ولا باقي؟
مهيار :أي ،حتى ذا الحلى من راتبي
ضحكت هيام :عشان كذا عجبني
نجد :تمنيت تتوظفين عندنا ،نتقهوى مع بعض بالبريك وكذا
مهيار :ما ندري بالظروف يمكن تجمعنا
هيام :عاد أنا أنتظرك دايم لو مديرك ماهو كويس بيئة عملك ماهي كويسه تعالي عندنا
ضحكت مهيار :إن شاء الله
نجد :شفتوا قلت أنكم تتشابهون
مهيار :نتشابه؟
نجد :أي أنتِ وهيام بينكم شبه كذا مدري كيف عندكم نفس النظره ،نفس ...حتى نفس الذوق ساعاتكم نفس الشي
نظرتا لساعتيهما وقالتها في نفس اللحظه :أول ساعه أشتريها براتبي
ضحكت نجد بإستغراب :يمه ! لو أنكم بنفس العمر قلت تؤام
هيام :الحين صدقت الشبه
مهيار :الموضوع غريب
تنهدت هيام :الماضي يصنع الناس ،تربيتي مع أهلك؟
نظرت ليديها بحزن:أبوي توفى لما كنت بأول إبتدائي ،تربيت مع أمي وخالي
هيام :ذا وجه الشبه ،حتى أنا أبوي توفى ،الله يرحمهم
تنهدت نجد :خلاص من النكد غيروا الموضوع ،شرايكم ...أوريكم صوري يوم العرس؟
هيام:وصل الألبوم؟
نجد :أي وصل الحمدلله
مهيار :ماشاء الله وصل بسرعه أنا البومي طول شهرين
نجد :لا مصورتي عندها فريق كبير خلصوه بأسبوع
قامت :بروح أجيبه
...
منذ أستيقاظها خطرت ببالها ألف فكرة تقف ضد زواجها من روّاف لكنها أصرت ،لشعور غريب يلازمها هي تعرف أنه ليس الحب وأنه ليس شعورًا أيجابيًا ...وكأنه إنتقام أو رياء لهادي أنها ستعيش بعده بكل سهوله .
دخلت أمها وتنهدت :جاهزه؟
غاده :أي
نظرت لوجهها فلم تكن تضع ذات المكياج الذي وضعته في يوم خطوبتها من هادي ،كان أقل منه وبكثير :ذا مكياجك؟
غاده وهي تتأهب لتخفيفه:أي ،كثير ؟
أم جهاد :لا حلو
دخلت نرجس و نظرت لها بسعاده ،ترا حالها بعد غد في غاده :يا حلوك !
غاده :أرفع شعري؟
نرجس :لالا خليه حلو ،وأحس حطي هايلات بمدمع عينك
غاده :حطيت ومسحت ما عجبني
أنتبهت نرجس لكومة المناديل التي هي بجانبها :يمه سهيل قال لك بالإصابه الي جته؟
أم جهاد :أي إصابه يا حافظ!
نرجس :من الكوره رجله فيها شد شكلها ،يبيك تغمزينها بس شكله نسى
أم جهاد :بروح أشوف له الله يهديه ما بيترك هالكوره ليت يتكسر
خرجت أم جهاد فجلست نرجس على سرير غاده :متأكده غاده ؟
غاده :ليه كلكم تسألوني؟
نرجس :لأنه لو كان ببالك واحد بالميه أنك ما توافقين تقدرين ترا
غاده :لا موافقه ،بس متوتره
نرجس :طيب ...
إبتهاج:وينكم
نرجس :هنا
إبتهاج:بابا يقول جو ،وأمي نزلت بالمجلس مع أمه وأخته
تنهدت غاده فرن هاتفها :أيوه يمه؟
أم جهاد :أنزلي لنا وأنا أمك
بلعت ريقها :طيب
قامت ورتبت شعرها :بنزل
نرجس :أستودعتك الله
خرجت غاده فالتفتت إبتهاج لنرجس :احسها قاعده تضغط على روحها
نرجس :أي ،كنها تبي تقهر هادي بس وهي مو مثتنعه
إبتهاج :ما تدرين يمكن خيره لها
نرجس :إن شاء الله يعوضها وينسيها كل شي
ضحكت إبتهاج :لو تنسانا بعد أهم شي تكون سعيده
بادلتها نرجس الضحك :أي
أمالت إبتهاج فمها:ماني مستوعبه كيف كبرنا بسرعه ...كلكم بتتزوجون وتتركوني!
نرجس :أنا باقي مطوله ،مع أن ودي قريب
إبتهاج :خليك عالخطوبه بس لا تزعلين أمي
نرجس :تخيلي ما قلت لك ،أبوي يقول يبي يعجل بزواج غاده
إبتهاج :صدق !
نرجس :أي يقول أقل شي الاسبوع الجاي الملكه ،ما وده تطول زي مع هادي وتفكر كثير
إبتهاج :أحس صح وغلط
تنهدت نرجس :أحس ودي أسوي ستوب للحياه وأعدل بعض الأشياء
إبتهاج :والله لو أن الحياه بيد البشر كان متنا من زمان مغير الحمدلله بيد ربي
نرجس :أبي بس أخلص دراسه بسرعه
إبتهاج :حتى أنا
نرجس :وش قصدك؟
بلعت ريقها:أبي أشوف نفسي خلاص جراحه
رن هاتف إبتهاج :أمي ! الو
أم جهاد :أنا ما قلت تعالوا؟
إبتهاج :إلا الحين جايين نازلين بالمصعد
أم جهاد :يلا أستعجلوا أختكم شوي وتدخل على الرجال وأنتوا باقي ما جيتوا
إبتهاج :الحين الحين يلا
أغلقت هاتفها :أمي عصبت خلينا ننزل !
في الأسفل
أم لمياء :ماشاء الله ،تدرسين؟
غاده :لا موظفه
لمياء :يمه نسيتي هي دكتورتي
ضحكت أم لمياء :نسيت والله من حلاها ماشاء الله تبارك الله ،والله ما تصدقون فرحتي يوم روّاف قرر على غاده سنتين وأنا أدور له عروس ما رضى بوحده فيهم والحمدلله طحنا ببنت الحلال دكتورتنا غاده
أم جهاد:الله يبارك بينهم إن شاء الله
دخلتا نرجس وإبتهاج :السلام عليكم
أم لمياء :وعليكم السلام
أم جهاد :ذولي خواتها
أم لمياء :ماشاء الله تبارك الله كم أعمارهم؟
أم جهاد :نرجس ٢٠ وإبتهاج ١٨
أم لمياء :عرايس ماشاء الله
إبتسمت نرجس ثم غطت فمها وتنحنحت
رن هاتف أم جهاد فردت عليه :أي ،طيب الحين
أم جهاد :أبوها يبيها
أم لمياء :يلا يلا جعله خير إن شاء الله
قامت غاده فلحقتها أمها وأعطتها صينيه العصير :يلا بسم الله عليك
بلعت ريقها ودخلت وبيدها رجفة واضحه ،بينما تصنم روّاف لدرجة أن جفنه لم يرف حتى وصلت لجهاد وأسقطت الصينيه عليه وبدأت بالبكاء فقام جهاد وأمسك يديها :خير والله خير كله ثوب معليك بروح أغيره
أشتد بكاءها فعانقها جهاد :بسم الله عليك
قام أبو جهاد وأخذها :خلاص معليك وأنا أبوك خلينا نطلع ،استأذنكم
روّاف محاولًا إخفاء قلقه:معليك
خرج بها ووقف معها أمام الباب ممسكًا يديها :لا تبكين خلاص لو مو موافقه خلاص برفضه
مسحت دموعها :لا موافقه
أبو جهاد :لا تضغطين على نفسك يا بابا أهم شي نفسك والناس يقولون الي يبون
غاده :لا موافقه يبه خلاص ،والله ماني قاعده اضغط على نفسي موافقه
أبو جهاد :استخرتي؟
غاده :أي مرتين أستخرت
أبو جهاد :اجل ليه تبكين؟
غاده :بس متوتره كنت
عانقها :يصير خير ،خلاص روحي لأمك
دخل وتنهد :معليش عاللي صار والله ،تعرف مع التوتر وكذا
روّاف :لا عادي تصير ...
شد على ثوبه :وش قولها يا عم؟
تنهد ومسح وجهه مما زاد توتر روّاف وخوفه من الرفض :موافقه بإذن الله
تنهد روّاف براحه:الحمدلله
أبو جهاد :يا وليدي حنا بنتشاور بالزواج لكن مستعد أنه يكون قريب؟
روّاف :أبد والله مستعد بأي وقت بغيتوا
أبو جهاد :برد لك خبر قريب إن شاء الله
روّاف :إن شاء الله
بعد وقت خرج وحالما ركب السياره نزع شماغه وتنهد بسعاده :يارب لك الحمد ...
تذكر حالها ثم عبس وأكمل :وقدرني أسعدها
ركبت لمياء السياره :كيف النظره؟
روّاف :هاه ؟ ...تمام كل شي تمام ،بس توقعت شعرها أسود
لمياء :صابغته
روّاف :بس حلو ...
فك زرار ثوبه :وين أمي؟
لمياء :جايه بس تعرفها تحب تسولف ،وش تحس؟
إبتسم بشده :أحس قلبي منتشي بشكل ...الحمدلله بس الحمدلله
إبتسمت لمياء :قلت لك أكيد فيه خير ،شوف كيف صارت نصيبك سبحان الله
...
مهيار :متى جيت؟
يزيد :لما كنتِ بالحمام
مهيار :شكل الحلا الي وديته لهم منتهي ،من يوم رجعت وأنا دايخه وأستفرغت بالأخير أحس أرتحت ،عسى ما سممت الناس بس
تحسس حرارتها :مافيه سخونه
مهيار:أخذت حبوب
يزيد :خليني أوديك المستشفى
مهيار :مب لازم خلاص
يزيد :يلا دامني واقف
مهيار :يزيد والله مافيني إلا العافيه
يزيد :وش عافيته مهيار وأنتِ دايخه وبعدين تستفرغين إلا بنروح المستشفى يعني بنروح
تنهدت مهيار :مالي خلق
يزيد :حتى وجهك شاحب وتحت عيونك أسود
مسحت تحت عينيها :ذي المسكره سايحه
يزيد :يلا مهيار قومي خلينا نروح المستشفى حلوين ونرجع حلوين
تأففت وقامت :محد يقول لك شي !
يزيد :ومحد يسكت عن مرضه
مهيار بسخريه:لو حضنتني كان طبت
إبتسم يزيد :كان طبتي وأنا أخذت المرض
بعد وقت في المستشفى
الطبيبه :وش كان أكلك خلال الأربع وعشرين ساعه الماضيه
مهيار:أمس زي ذا الوقت أكلت عنب وتعشيت صينية بطاطس أنا مسويتها والصبح فطرت صامولي وحليب والظهر الغدا تغديت ...تغديت سلطه وصدور دجاج والعصر رحت عند وحده بحلا عباره عن ميني وافل ومحشي فواكه يعني كله صحي
الطبيبه :ممكن فواكه المحل الي أخذي منه الحلا ماهي مغسوله؟
مهيار :لا محل مشهور ذا ودايم أكل منه
الطبيبه :طيب تحسين آلام بالبطن ؟
مهيار :بس قبل ما أستفرغ
الطبيبه :بكل صراحه صارت لك أي ضغوط نفسيه خلال السبوع الماضي ؟
نظرت ليزيد بصمت قليلًا ثم قالت :تهاوشنا أمس
قامت الطبيبه وتحسست بطن مهيار :عندك قولون ،أبعدي عن التوتر أكبر قد ممكن
مهيار :إن شاء الله
يزيد :مارح تصرفين علاج؟
الطبيبه :ما يحتاج شي هين بإذن الله
قامت مهيار فخرجا وتنهد يزيد :ما أرتحت لها وش ذا الفحص السريع
أمسك يدها وهم ليذهب وهو يقول :خلينا نسوي تحليل
أمتنعت عن المسير خلفه :يزيد تعبت ! خله بكره
يزيد :تخافين من الإبر ؟
مهيار:لا والله ما أخاف بس ...تعبت وبموت جوع خله بكره
يزيد :بالعكس ...
مهيار :يلا ودامنا برا خلنا نروح نتعشى بمطعم حلو كذا
تنهد بإستسلام :طيب
...
ورد :هيام
هيام :نعم؟
نظرت ليديها فلم تكن ترتدي الدبله :صقر قال يبيك عند المكتب
هيام :صقر ؟
ورد :أي
هيام :طيب
ذهبت له ودخلت :أنت تبيني؟
صقر :انتِ قلتِ تبيني
دخلت ورد خلفها :أنا أبيكم كلكم
تأففت هيام :وش؟
ورد :بقول كل شي
صقر :وش؟
ورد :الحقيقه ،سالفة حمد كلها كذب أنا سويت كذا وفبركت المحادثه
هيام :ليه؟
ورد :كنت أبي أخدعك ،هيام أنا كنت حاسدتك على عيشتك وكذبت بكل شي وكنت...رح أستغلك
هيام بغصه :على وش حاسدتني؟
ورد :على حياتك غنيه بين أغنياء الكل يحبك كل شي بوجهك ميسر بس...
هيام وقد بدأت تدمع :بس أمي توفت أول ما ولدت وأبوي مات مقتول ،الرجال الي رباني توفى بسببي وعشت بالغربه وحدي وقاسيت كل شي وحدي وأخرتها كل شي ميسر ؟
أكملت وهي خارجه :الله لا يسامحك ولا يحللك لا أنتِ ولا أمك الطماعه
كانت ورد ستلحقها :هيام ...
صقر وهو خارج:خلاص ورد
تنهدت وخرجت :مارح يسامحني حمد
لحق صقر هيام حتى وجدها في إسطبل الحزن تبكي :هيام ...
هيام :أعرف أعرف بتقول قلت لك وما صدقتي ،خلاص صدقتك
صقر :ما بقول كذا ...بقول أني فاهمك ،عارف تحسين نفسك وحيده ...
جلس بجانبها وترك بينهم مسافه :بس أنا موجود ، رغم المشاحنات اللي بيننا بس بسمعك بأي وقت وبحاول أستشعر معاناتك
نظرت له بصمت قليلًا ثم قالت :شكرًا
صقر وهو يقوم :عفوًا
هيام :ليه تسوي كذا؟
صقر :لأنك وصية أبوي
...
ثنيان :صحيتي!
رتيل :الساعه كم؟
ثنيان :توك لك ربع ساعه من نمتي
رتيل :يعني توك جيت من الدوام؟
ثنيان :أي
رتيل :أكره ذي النومات ! دايم أقوم دايخه
ثنيان :أصب لك لبن؟
إبتسمت رتيل:وش الرابط؟
ثنيان :أمي تقول اللبن يبعد الدوخه
رتيل :جيب وأبي معه برتقال
ثنيان :برتقال !
رتيل :أي برتقال ولبن حلو ،صح ماقد جربته بس أتخيل طعمه
إبتسم ثنيان :أبشري ما طلبتي شي يأم رغد والله ما طلبتي شي
بعد وقت دخل وخلفه والدته :وش تحسين يا يمه؟
رتيل :هاه؟
أم ثنيان :ثنيان يقول أنك تعبانه
رتيل :بس نمت وصحيت دايخه
أم ثنيان :الله يهديك ثنيان خرعتني
ثنيان :ما قلت شي ! بس قلت لك رتيل دايخه
رتيل :معليك والله مافيني شي الحمدلله
أم ثنيان وهي خارجه :أنتبهي لنفسك ولا تنسين علاجاتك
رتيل :إن شاء الله
مد لها كوب اللبن فبدأت بالشرب بينما هو يتأملها بصمت فتوقفت عن الشرب فجأه
ثنيان :شفيك
أشارت له بيدها :لحظه
ثنيان :وش؟
وضعتها على بطنها والتزمت الصمت لثوانٍ ثم ضحكت حتى دمعت عينيها :بطني يتحرك!
ثنيان :أيش؟
أخذت يده ووضعتها على بطنها :أصبر شوي
ثنيان :م...
قاطعته :أصبر ثنيان
نغزت بطنها :يا مامي يا حبيبي يلا تحرك
تحرك مرة أخرى فأبتسم ثنيان بينما هي بدأت بالبكاء فحضنها ليشتد بكاءها ثم أبعدها عنه ومسح دموعها :يعني رتيل كل ما يصير شي لازم أمسح دموعك؟
رتيل وهي تحاول التوقف عن البكاء:طيب مره فرحانه مدري وش أسوي !
ثنيان :خذي نفس عميق
أخذت نفسًا عميقًا فهدأت
ثنيان :وقولي الحمدلله
عادت للبكاء :الحمدلله
ضحك ثنيان وحضنها :ما منك رجا أم دميعه
رتيل :أنت ما فرحت؟
ثنيان :إلا فرحت والله العظيم فرحت ولا فيه مثلي فرح بهالدنيا
أبتعدت عنه ومسحت دموعها :بقول للدكتوره
أتصلت على أم هاني :الو
أم هاني :شفيك بسم الله عليك؟
رتيل :بخير بخير بس... بطني تحرك
أم هاني :أها ،متوقع ذا نهاية الشهر الثاني
رتيل :أنا الحين بنهاية الثاني؟ باقي مطوله !
ضحكت أم هاني :باقي أكثر من الثلاث أرباع ولا شفتي من أحداث الحمل إلا ١٥٪؜
تنهدت رتيل :متى المراجعه الجايه؟
أم هاني :الاسبوع الجاي يوم الأثنين بإذن الله
رتيل :إن شاء الله
أغلقت هاتفها ونظرت لثنيان :باقي مطوله
تنهد ثنيان بحزن أيضًا :أي والله
إبتسمت :بس إنتظار تسع شهور ولا ست سنوات
ثنيان :وقد بقى منها سبع شعور بعد
رتيل :نشوف فلم؟
ثنيان :أي
...
هيام :الو أوس
أوس :هلا
هيام :شنطتك ذيك الصغيره الي سافرت فيها
أوس :أي
هيام :شكلي حطيت سواره لي فيها
أوس :أي لقيتها وكنت بجيبها بس طرى لي شغل حطيتها بالمرسم روحي وخذيها
هيام :طيب
بعد وقت في المرسم بحثت عن السوار فأسقطت أحد اللوحات من غير قصد لتجد خلفها العديد من الأوراق ...

كُن بقربي فإن الروح هائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن