14. ماذا قدّمتَ للأمّة.. ؟

115 37 22
                                    

طالما راودني سؤال: هل وجودي من عدمه يؤثر على هذا الكون اللامتناهي أم لا ؟

إن كانت إجابتي بــ 'لا' فأنا فعلاً سطحيّ وتافه إلى ابعد حدٍّ يمكن تخيله. ليس لأنه لا وزن لي في هذا العالم أو أنّ بوجودي أو غيابي لن يحدث فرق بل لأني حكمتُ على نفسي أولاً ولأني رضيتُ أن أكون هكذا رِضى عدم التأثير لا رضى الأقدار.

وإن كانت إجابتي بـــ 'نعم' فهنا سيُفتح بابٌ جديدٌ للتاريخ يدعو كل واحدٍ منا إلى إعادة النظر في ما يدور حوله.

ماذا قدّمتَ للأمّة ؟ سؤالٌ لا اعلم مصدره لكن الذي اعلمه هو أنّ غالب الأمّة ممّن تم تغييب عقولهم لم يعد يهمّهم هكذا أسئلة..

في ظل هذا العبث بالمقوّمات والبعد كل البعد عن الفطرة السويّة للإنسان التي تدعو إلى الصلاح والبِرّ والفضيلة نجد أن الغائب الوحيد في هذا المشهد هم "أولوا الألباب" الذين امتلكوا العقول الصحيحة التي يستدلّون بها على الخير فيتبعونه، ويعرفون بها الشر فيجتنبوه، فلم يعُد لهم أثرٌ يُقتفى ولا صوتٌ يُسمع..

من أين يبدأُ الخلاص ؟ هل بالبحث عنهم أم بالبحث عن أنفسنا وسط هذه الجاهلية المعاصرة التي تدعو الإنسان للتخلي عن ما ميّزه به الله تعالى عن باقي المخلوقات..

ألم يأنِ للذين يُسمّون أنفسهم مسلمين أن يصحو من غفلتهم ويُدركو الطريق وينتصرو لدينهم قبل أن تلحَقَ بهم لعنة التاريخ.


الخميس 10 أغسطس 2023
22:30 - عُمان -

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 10, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

تائه في الطريق الصحيحWhere stories live. Discover now