"الفصل الثاني عشر"

153 6 0
                                    

وبدأ يومٌ جديد ينتظر فيه مارتن رد آلاء، وتنتظر فيه آلاء قدرها المجهول.

"عند مارتن"

استيقظ وأخذ حمامه الخاص به، ثم نزل وذهب لعمله وهو لا يريد الحديث مع أحد، ولكن كان قلبه يؤلمه بشدة، ولم يعطِ نفسه فرصة أن يذهب لطبيب ليطمئن عليه.
وصل إلى الشركة وقابل صديقه محمود، الذي كان مشتاقًا له بشدة واحتضنه قائلًا: وحشتني يا أبو الصحاب.
مارتن ببرود: عملت إيه؟
وتلات أيام أجازة ليه؟
محمود: آسف يا صاحبي، بس كنت محتاج راحة، وكله تمام متقلقش.
مارتن ببرود: جهز نفسك على الساعه ٨ انتَ والمأذون وشاهد علشان هتجوز.
محمود بصدمة وهو يحاول استيعاب الكلام الذي سمعه: إنت بتقول إيه؟
مارتن ببرود كالجليد: زي ما سمعت، هتجوز النهاردة.
محمود: إزاي وامتى ومين؟!
مارتن ببرود: شوف شغلك.
وتركه ورحل.
محمود باندهاش: هو في إيه؟
مارتن... مارتن...

ثم ركض وراءه يحاول اللحاق به وفهم ما سمعه للتو، وعندما وصل للمكتب دلف وأغلق الباب خلفه.

محمود بهدوء: ممكن أفهم في إيه بقا؟
مارتن ببرود: وانت مالك أصلًا!
إنت تسمع الكلام وبس.
محمود: مارتن، أنا صاحبك، وأعرف عنك كل حاجة أكتر من نفسك.
مارتن: محدش يعرف حاجة عني، محدش يعرف.
محمود: طيب مين العروسة؟
وإزاي في يومين بس اتعرفت عليها وهتتجوزها؟
لحقت حبيتها!
مارتن بعصبية: أنا مش بحبها، هتجوزها أنتقم منها وأذلها، هذل أي واحدة تقرب مني.
محمود بحزن على صديقه: ليه كدا يا صاحبي؟
مارتن بدموع مكتومة: علشان أنا اتكسرت من واحدة منهم، ومش هسمح لواحدة تاني تكسرني.
ثم أكمل بتعب في قلبه: قلبي اتكسر ومش هيرجع يتداوى، أبويا مات بسببها، خسرت أغلى ما أملك بسببها!
محمود بحزن علىٰ صاحبه: اهدى يا صاحبي مش كده.
مارتن بزعيق وقلبه يتصدّع من الألم: أبويا مات وكان نفسه أبعد عنها، ميعرفش إنها هيّ اللي كسرتني وبعدت عني، ميعرفش.
محمود بمحاولة لتهدئته: مارتن، خلاص اهدى!
ثم سقط مارتن على الأرض كالأسد الجريح.
محمود بصدمة لرؤية صديقه للمرة الثانية بهذه الحالة: مااااارتن!
ثم أكمل بصراخ: مااارتن قووووم، مارتن لأ، فووق يا مارتن، متسيبنيش يا صاحبي، مااارتن!

وقام بحمله وذهب به إلى السيارة ثم لأقرب مشفى.

"عند آلاء"

استيقظت آلاء وذهبت لتجلس في الحديقة، وعندما خرجت وجدت سمية والدة مارتن؛ فتوجهت نحوها مباشرةً.

آلاء بخفوت وتعب: صباح الخير.
سمية ببسمة: صباح الفل يا حبيبتي، عاملة إيه؟
آلاء بتعب: واحدة النهاردة حكمها بالإعدام هتكون عاملة إيه؟
سمية بحزن: ليه بتقولي كدا؟
مارتن مش وحش للدرجادي!
آلاء بتعب: بعد كل اللي عمله مش وحش!
آه دا ملاك طاهر نازل من السماء.
سمية بحزن: تعالي معايا أعرفك على مارتن قبل ما يتغير.
آلاء: تفتكري هتفرق؟
سمية بأمل: ممكن وقتها تعذريه وتتقبليه.
آلاء بحزن: معتقدش هتقبل شخص زي ابنك.
سمية بحزن: تعالي معايا بس.

وأخذتها سمية إلى غرفتها مباشرةً.

سمية وهي تخرج ألبوم صور مكتوب عليه مارتن: دي صور مارتن مع والده، والده كان عامل له ألبوم لوحده، كان بيحبه وبيخاف عليه؛ لأنه كان طيب جدًا عكس اللي معانا دلوقت.
آلاء بتعجب: كان طيب جدًا!
سمية وهي تكمل: مارتن كان منعزل معندهوش أصدقاء غير واحد اسمه محمود وبس، كان دايمًا يقعد لوحده لو محمود مش موجود، كان قريب من باباه، وكان صاحبه، وفي يوم وليلة اتغير كل ده.
آلاء وهي تسمعها وتقلب في الصور: إزاي؟
سمية: مارتن حب واحدة، حبها بجنون، كانت أول سنة جامعة، فضل يحبها وهي كانت بتمثل عليه الحب، فضل سنة كاملة يحبها وهي بتكدب عليه، كان بياخد مبالغ كبيرة وأبوه مكنش يعرف السبب، هو مقالش لحد إنه يعرف بنت وبيحبها، ولما باباه شك في الموضوع بعت حد يراقبه، وعرف إنه بيقابل واحدة وفي بينهم قصة حب، طلب معلومات عن البنت دي، وعرف إنها كدابة وبتكدب عليه، وإنها بتحب عيل تاني، المهم حاول يبعده من بعيد علشان ميقولش إننا بنتدخل في حياته، ولما منفعش حاول معاه تاني وتاني وبكذا طريقة، وفي الآخر واجهه، بس مارتن مصدقش؛ كان معمي بالحب، باباه تعب فجأة ووقع ومات قدام عينه وهو بيحاول يفهمه إنها مش البنت الصح ليه، ومن وقتها مارتن اتغير، عرف كل حاجة عن البنت وكان عايز ينتقم منها، بس هربت، ومن وقتها وهو اتحول تمامًا لشخص بيكره كل صنف حواء، وبينتقم من أي واحدة تقرب منه، بس مفكرش يتجوز قبل كدا، ودا اللي مديني أمل إنه ممكن يكون اتغير على إيدك، وتساعديه يرجع مارتن اللي قدامك في الصور، مارتن لسة بيدور على ندى، ولما يلاقيها هينتقم منها، وممكن يقتلها ويودي نفسه في داهية، ساعديه يا بنتي.
آلاء وهي تنظر للصور: هساعده؛ لأن واضح جدًّا إن الإنسان اللي في الصور دا شخص جميل اتحول لوحش كاسر، هساعده، ولو أنا بقيت السبب في تغيره للأحسن هكون فرحانة جدًّا.
سمية بفرح: ربنا يجبر بخاطرك يا بنتي، وإن شاء الله هتغيريه وللأحسن.

وفي هذا الوقت رن هاتف سمية باسم محمود، وما إن أجابت على اتصاله حتى سمعت صوته يتحدث ببكاء حاد: الحقي يا طنط، مارتن في العمليات في نفس المستشفى والدكاترة بيقولوا قلبه وقف تاني، الحقيني يا طنط!
ثم أغلق الخط.
سمية بصراخ: ابنييي!
آلاء باستغراب: في إيه يا طنط مالك؟
سمية ببكاء وصدمة: ابني في المستشفى بيموت، مارتن بيموت مني تاني، وديني لابني.
آلاء لم تكن تفهم أي شيء، لكن لاحظت أن الوضع لا يسمح بأي سؤال أو استفسار الآن، ولذا أخذت سمية من يديها وانطلقت إلى السيارة في الأسفل، ثم أخبرت السائق بعنوان المشفى.

فما الذي ينتظرها هناك؟

أسيرة القاسيOnde histórias criam vida. Descubra agora