"الفصل الخامس عشر"

141 5 0
                                    

"عند مارتن"

سمية بدموع فرحة لرؤية ابنها وقد استفاق أخيرًا: مارتن حبيبي، إنت كويس؟
مارتن بصوت يجاهد من أجل خروجه: كويس يا... ماما... متقلقيش.
سمية وهي تحتضنه: حبيبي، سلامتك يا حبيبي.
إسلام بعياط: كنت عايز تسيبني يا مارتن، كنت هتيتمني تاني!
مارتن بتعب: شششش تعالى.
وأخذ مارتن إسلام بين أحضانه، يربت على كتفه ويطمئنه بوجوده بجانبه.
تدخل محمد بهدوء. سلامتك يا أستاذ مارتن.
مارتن بتعب: الله يسلمك.
آلاء: ألف سلامة عليك، والحمد لله على سلامتك.
مارتن وهو ينظر لها: ممكن تسيبونا لوحدنا؟
سمية بسرعة قبل أن يعترض محمد: آه آه طبعًا، تعالى معايا يا إسلام، تعالى يا محمد.

وأخذت سمية محمد وإسلام في يديها وخرجت.

وعقب خروجهم تحدث مارتن بتعب: كنتِ نفسك أموت، صح؟
آلاء بنفس: لأ، كان نفسي مقابلكش.
مارتن بتعب: وأهو شوفتيني.
آلاء بحزن: ليه بتعمل فيا كدا؟
مارتن بتعب: هتصدقيني لو قلتلك معرفش!
آلاء: هصدقك لو قلتلي سبب يخليك تبقى وحش كدا.
مارتن بتعب: مش وقت كلام، موافقة على طلبي؟
آلاء بجمود: موافقة.
مارتن بفرحة رغم تعبه، ولا يزال يجعل سرها: بجد!
آلاء بجمود: آه موافقة، عن إذنك.

وخرجت آلاء من عنده بوجهٍ خالٍ من التعابير، وبقي مارتن لوحده على سريره ليرتاح.
لكن عقله وقلبه أقسما على عدم تركه حتى في أصعب الظروف...

مارتن: وبعدين فيكم، هتريحوني وتتفقوا امتى؟
قلب مارتن: أنا بحبها، خليها جنبك.
عقل مارتن: متسمعش كلامه، خليك معايا، إنت ممكن تموت بسببها، هتستحمل واحدة تانية تكسرك؟
قلب مارتن: هيّ مش زيهم.
عقل مارتن: كلهم زي بعض.
مارتن بصراخ: كفاية كفاااية، تعبت، أنا ممكن أموت، محتاج حد يحبني!
عقل مارتن: بس هيَّ مش بتحبك يا مارتن.
قلب مارتن: هتحبك لو حبيتها.
عقل مارتن: مش هتحبك، ما انتَ حبيت قبلها، استفدت إيه؟
اتكسرت في الآخر.
قلب مارتن: مش هتكسرك زيها.
عقل مارتن: هتكسرك وهتتكسر أكتر.
مارتن: كفاية بقا، كفاية، كفاية حرب بينكم، اتفقوا... اتفقوا وريحوني.
عقل مارتن: اكسرها وسيبها هترتاح.
قلب مارتن: حبها هترتاح.
مارتن: أنا هتجوزها مدة وأطلقها وبس.

وانتهت المعركة هنا وقد أقنع مارتن نفسه بهذا الكلام، وحاول أن يصفي ذهنه ليرتاح قليلًا، ولكن هل قدره يحمل غير ذلك؟

"في الخارج"

حضر محمود وهند ووجدوا الجميع خارج الغرفة.
محمود بتساؤل: مارتن كويس؟
سمية: أيوا يا ابني كويس الحمد لله.
محمود بارتياح: الحمد لله.
ثم تذكر محمود شيئًا فقال: أعرفكم... هند خطيبتي.
سمية بتساؤل: خطيبتك؟!
محمود: آه يا طنط خطيبتي.
سمية بتساؤل: من امتى؟
وإنت مقولتليش ليه؟
محمود بإحراج: آسف يا طنط، كل حاجة جت فجأة والله حقك على قلبي يا ست الكل.
سمية بحب: ولا يهمك يا واد، مبروك يا حبيبي.
محمود: الله يبارك فيكِ يا طنط.
سمية لهند: ألف مبروك يا بنتي.
هند بابتسامة: الله يبارك فيكِ يا طنط.
سميه: قوليلي يا ماما بقا، واعتبريني زي أمك، ولو الولد ده زعلك قوليلي.
هند بضحك: حاضر يا ماما.
سمية وهي تحتضنها: يا قلبي ربنا يسعدكم.
محمود بضحك: لا بقا أنا عايز أشوف دم، مش بوس وأحضان!
سميه وهند: إنت مالك؟
محمود بإحراج مصطنع: أمشي أنا بقا.
إسلام: مبروك يا محمود، مبروك يا آنسة.
محمود: الله يبارك فيك يا حبيبي، عقبال ما أشوفك دكتور قد الدنيا.
هند: الله يبارك في حضرتك.
آلاء بهدوء: مبروك.
محمود وهند: الله يبارك فيكِ.
محمد: مبروك لحضراتكم.
محمود وهند: الله يبارك فيك.
محمد لإسلام: هاخد آلاء وأروحها علشان ترتاح يا صاحبي.
إسلام: تمام يا حبيب صاحبك.
محمد: بيننا تيلفونات هاا.
إسلام: تمام.
محمد: يلا بينا يا آلاء، بعد إذنكم يا جماعة هنمشي علشان آلاء محتاجة ترتاح.
آلاء بموافقة: حاضر، يلا بينا.
الجميع: مع السلامة.

وذهب محمد وآلاء في طريقهما للعودة.
وبعدما عادا، دخلت آلاء لغرفتها وقامت بالاستحمام كي تسترخي قليلًا، ثم ذهبت للفراش.

آلاء في نفسها: يا ترى ممكن أغيره؟
ممكن أخليه يحب الحياة ويرجع البني آدم اللي مامته بتقول عليه؟
ممكن أغيره من وحش لملاك؟
أنا شايفة إنه طفل بس الدنيا جت عليه وهرب منها بتمثيل الجبروت!
يا رب حلها من عندك!

وذهبت في سبات عميق، ذهبت لنفس الحلم مجددًا، ترى ذات الشخص يناديها: ساعديني.
آلاء: انت مين؟
أنا معرفكش، طب أساعدك إزاي؟
الشخص: ساعديني...

واختفى مجددًا كالعادة.

آلاء بنداء: انت مييين، روحت فين؟

واستيقظت آلاء من النوم فزعة.

آلاء: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!
يا ترى مين الشخص ده؟
وعايز إيه؟
دي تاني مرة أشوفه!

ثم غطت في نومها مرة أخرى.

"عند سارة"

لا زالت في محاولاتها البائسة للتواصل مع آلاء، لكن هاتفها مغلق كالعادة، تشعر بالتشتت من غير رفيقة دربها.
ثم استسلمت للنوم هي الأخرى.

"في المشفى"

محمود لمارتن: قوم بقا علشان تجوزني.
مارتن بتعب: هتتجوز!
محمود وهو يقدم له هند: أعرفك، خطيبتي هند، السكرتيرة العامة لشركتنا في لندن.
مارتن بتعب وفرحة صادقة لصديقه: مبروك يا محمود، مبروك يا آنسة هند.
هند: الله يبارك لحضرتك، وألف سلامة عليك.
مارتن: الله يسلمك.
ثم نظر للجميع وقال بتعب: روحوا انتوا وتعالوا الصبح.
سمية: مش هسيبك يا مارتن، وبلاش كلام كتير علشان متتعبش.
إسلام: أنا وماما هنقعد معاك.
مارتن: أنا كويس متقلقوش، روحوا ارتاحوا.
إسلام: ارتاح انتَ واحنا جنبك.
ثم وجه إسلام كلامه لمحمود: محمود، إنتَ خد خطيبتك وامشي، واحنا هنبات معاه.
محمود: خلاص تمام الصبح هكون هنا بإذن الله.
إسلام: تمام.

وأخذ محمود هند إلى فندق ليحجز لها غرفة تقيم فيها، ثم حجز لنفسه غرفةً تجاورها جتى يتزوجا ليعيشا معًا.

أيعقل أن تتجه الأحداث إلى منعطف مختلف؟

أسيرة القاسيWhere stories live. Discover now