الفصل الثامن

2.2K 67 225
                                    

|ايلينا |

لازلت قابعة في مكاني بالتحديد فوق ذلك الكرسي
الجلدي الازرق كلماته لازالت ترن داخل اذني
إخباره لي كل تلك الأشياء وأنني عضواحل عصابة ما أو منظمة  لم يهمني بقدر ما اكتشفته حول المدعو والدي !!!

لازال المنظر الشنيع وهو يقوم بطعن طفل صغير بعنقه يغطي على غشاء عيني ، اغمضتها لعدة مرات اطرد تلك المشاهد القاسية التي رأيتها لكن دون جدوى

دماء دماء دماء .... طوال هذه الأيام هذا ما كان يغزو أفكاري دماء كريستين التي اريقت أمام أعيني
والان دماء ذلك الطفل متوسط العمر التي تتدفق من عنقه المنحور بشكل وحشي

والغريب أنني لا ابكي حاليا دموعي عالقة تآبى السقوط انظر للبيعد القريب اسمع دقات أصابعه فوق الطاولة تحت ذلك الصمت المريب !
هل قلت صمت الان ؟ تجاهلوا ذلك أنه ليس صمت أنه ضجيج افكار ، ضجيج غريب مريب مخيف مقيت
أشعر حتى بتلك الدماء التي تجوب عروق جبيني
دقات دقات داخل قلبي وعقلي وكل هذا بينما أنا شاردة الذهن ولست شاردة تحديدا انا نصف واعية

هل كل تلك الحروب التي خضتها ضد والدتي مدافعة عن والدي كلها باطلة !
بل الأصح أنني كنت ادافع عن مجرم قاتل ؟
هل الليالي التي قضيتها غاضبة من والدتي
والأوقات التي كنت اغلق باب غرفتي بقوة غضبا منها
واللحظات التي رفعت صوتي بوجهها وغيرها الكثير
كلها !!
كلها كانت دفاعا عن هذا البشري الذي ارى صوره امامي الان !!
هل.... هل دافعت عن مجرم !!
والدتي لم تخطىء يوما ، كانت محقة بصمتها وبتجاهلها لصراخي وعتابي لها
هل تلك الليلة رأت ما رأيت انا الان !!
هل هذا ما جعل والدتي تلد مارفيل في تلك الليلة المشؤومة ؟
هل والدي سبب مرض مارفيل واكتئابي ووحدة والدتي !!

تعرفون ذلك النغز القوي الذي يزور رأسكم لوهلة !!
ذلك النغز المؤلم لحد الجحيم !! كأنه سيخ من حديد يحفر اجزاء من دماغكم
نعم !! نعم ذلك بالتحديد ما أشعر به الان لكنه ليس نغز لمدة قصيرة ! بل لعين يؤلمني بشدة

أعاد تشغيل أحد الشاشات الضخمة أمام أعيني والتي لازالت حدقتيهما متوسعتان على اثر الصدمة أعاد تشغيله مجددا ومجددا وبالتحديد لأربع مرات !
يريد من تلك المشاهد أن تترسخ داخل ذهني كما جعلني اشاهد منظر كريستين وهيا تتلطخ بدماءها
الم اقل لكم أنه شيطان ؟ ، كان يعيد المشاهد بينما يدق بأصابعه الموشمة تلك على الطاولة

والآن أنا أرى صور والدي وهو يتبادل بضع صفقات رفقة عدة أشخاص ذو اشكال مخيفة ، يصطفون جميعهم أمام مدرج طائرة سوادء اللون بها شعار ازرق اللون

كانت العديد من العلب البلاستيكية البيضاء موضوعة فوق إحدى الطاولات
علب بيضاء متوسطة الحجم ، لم اعرف ماهيتها إلا أن كبرت صورة ووضح ذاك
وهنا بالتحديد وقفت من مقعدي بعد أن علت الدهشة ملامحي أكثر واشتد الألم في رأسي
وضعت يدي فوق فاهي امنع تلك الشهقة العالية التي صدرت منه.. لعابي جف وأخذ جسدي يتراقص

ماذَنب ازِيتا بُوربون    Where stories live. Discover now