الفصل الحادي عشر

2.8K 95 295
                                    

| اتصال |

ستعرف انك كبرت عندما تتعلم كيف تعامل جروحك ...
كيف تتفاهم معاها ربما..!
اوربما كيف تحادثها كل يوم لكي لا تؤلمك !...
تعرف انك كبرت عندما تتجاوب مع اهتزازات الحياة وعندما تحاول التجاوز بمفردك ...
تعرف انك كبرت عندما تتعلم كيفية المحاربة وربما كيفية التصرف كمحارب لم يعرفه أحد طوال حياته لكن التاريخ خلده في اخر لحظات حياته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت اختناقه بدماء جوفه......

وهل كبرت انا يا ترى ؟
كنت اظن أنني كبيرة بالفعل سابقا ، كبيرة افكار ..
كبيرة في تعاملي مع الناس...
وكبيرة في تعاملي مع ذاتي ...
لكن أعتقد أن والدتي محقة فقد كانت تحفظ شخصيتي كما تحفظ طول شعري واظافري....
لم اكبر بعد لازلت صغيرة وصغيرة جدا ...وللغاية
.

وبشكل ما كلام الأمهات يكون حقيقا حتى لو كانت صيغته مؤلمة بعض الشيء ... وحتى لو مر عليه دهرا سيغدو حقيقة دون أن نشعر بذلك ..

مر ما يقارب الثلاثة اسابيع بالفعل
لم يسبق أن عشت مثلهما من قبل ...
جسدي وروحي يتحاربان كألذ الأعداء ، يتحاربان وساحة الحرب هي انا ...
ساحة حرب متصدعة ...مليئة بالثقوب ، ساحة حرب ارضيتها من الطين المبتل الذي تغيرت تشكيلته وباتت رخوة ...

خضعت لتدريبات قاسية للغاية طوال تلك الأسابيع وبقولي قاسية أعني مهلكة تجعلك تستشعر اقتراب موتك مع كل حركة تقوم ، بها وبنفس الوقت كانت تجعلني غاضبة بشكل ما ، كانت تدريباتي قد تمت على يد رجلين أحدهما وعلى ما اعتقد أنه قارب العقد الخامس من عمره او ربما السادس !!
كل ما استطعت ملاحظته أنه شائب الشعر واللحية لكن ملامحه كانت حاد قاسية و متينة وله جسد صلبا رياضي لم يبتسم بوجهي مطلقا منذ أن تعرفت عليه ...
والآخر في أوائل الثلاثين من العمر والذي كان ودون أدنى شك قناصا ماهرا نظرا لبراعته في التصويب على بعد كبير

تعلمت اشياء لم اعرف ما فائدتها ولا في اي غرض قد تنفعني في ما سأعيشه ...
خدشت بشرة أصابعي التي جاهدت على العناية بها ...واظافري انكسر معظمها على اثر تلك التدريبات التي اهلكتني ، كنت اتدرب لما يقارب الستة ساعات يوميا دون توقف ...
وكان ذاك السيد الملقب بتروك قاسيا جلفا للغاية على عكس ابتسامته التي عرضها علي أول لقاء لنا تلك الليلة المشؤومة التي وشمني بها شيطاني الروسي....

غيرا عن التصويب الذي أخذت فيه دروسا جديدة وفريدة من نوعها وبأسلحة جديدة لم أرها إلا في الصور تقريبا ...
تعلمت فنون الضرب بالعصا والخناجر وكذلك الملاكمة
ولازالت التدريبات مستمرة....

ولم أره منذ ذلك اليوم الذي صفعته به ...
واعطاني تلك الغزالة الصغيرة كهدية

ماذَنب ازِيتا بُوربون    Donde viven las historias. Descúbrelo ahora