نزلت إليه، رأيت الدماء تسيل من رأسه بكميات هائلة، قلبهُ يعلن الإستسلام، عينيه لم تعد ترى شيءٍ.
جلست بجانبه، لم أعد استوعب الأمور هذه، إنني جالس منذ ساعةٍ، اتأمله بعيناي المتعبة.
قررت الذهاب إلى ذلك الرجل مجددًا، دلفت متجره وأزحت الستارة بسرعةٍ، إنه كالعادة، بارد الدم.
جلست أمامه أبكي بحسرة، لا أعلم كيف أتحدث فقط بقيت أبكي أمامه كالطفل يبلغ الخامسةً من عمرهُ.
-ماذا حدث هان جيسونغ؟
نطق بصوته الأجش ليوجه سؤالا لي.
أخبرته واخيرًا بكل شيءٍ حدث معي، ولكن لم يعطي ردةِ فعل فكان متوقع حدوث شيءٍ كهذا.
-لقد أخبرتك بأن تخرج من المنزل.
شعرت بالندم لأني لم أخرج من ذلك المنزل، لقد تسببت بقتل أصدقائي، ولكن لم يكن لدي المالِ حقًا.
خرجت من متجره، إستقلت الحافلة والغضب يعتريني، لدي مايكفي من الحقد تجاه الجميع الآن.
فتحت باب المنزل ودلفت، وقفت بمنتصف غرفةِ المعيشة أصرخ بصوت عالٍ.
-هيا أخرج، لقد تبقى أنا وأنتَ فقط.
بدأت أرى ظلٍ أسود يمر بسرعةٍ من أمامي، راقبته بعيناي بينما يتحرك حولي.
-قلت لك أخرج!
صرخت وصبري يكاد أن ينفذ.
-انا خلفك إيها الغبي.
تخلل صوته الغليظ لمسمعي، لذلك إستدرت بسرعةٍ، رأيته جالسًا على الأريكة.
شعر أسود، يرتدي بدلةٍ رسمية سوداء، ولكنه لا زال قبيحًا، إن كان بأفعاله، أم شكله المخيف.
الدماء لا تزال على وجهه، مقلتيه كالزجاج الأسود، عروقه سوداء أيضًا، أرى النحس أمام عيناي.
-ما رأيك بأن تجلس ونتحدث سويًا؟.
جلست بجانبه، كنت فقط اريد أن أعرف لماذا يفعل هذه الأمور معنا؟، وما الإستفادة من الأمر.
-هل تعلم هان جيسونغ، أحب تجسد صديقك فيلكس، ولكن انا الآن على هيئتي الحقيقية وأنت فقط من رأها يالك من فتى محظوظ.
قهقهت على كلامه، متجاهل رغبتي بقتله الآن، أريد أن اسمع كل شيءٍ منه أولاً.
-بالواقع انا فتى سيء الحظ لأني رأيت وجهك الآن.
قمت بالجواب على كلامه، محاولاً إستفزازه.
-ليس مهم هذا الكلام، الآن أخبرني ماهو شعورك بعد فقدانك لأصدقائك؟.
قالها ببرود، ليرفع لي حاجبه الأيسر.
