لقد كان الأصمعي على علمه و فضله مُبَخَناً و قد روى إبن الأعرابي أنه كان مع الأصمعي يمران فرأيا رجلا يحمل جرة يملؤها للناس بالآجُرْ وقد خرج بجرته يحملها و هو يغني :
و أُكْرِمُ نفسي إنني إن أهنتها وحَقِك لم تَكرم على أحدٍ بعدي.
و يحكى أنه في تلك اللحظة أراد الأصمعي أن يعبث به فقال له : ياهذا أُكْرِمُ نفسك بمثل هذا الذي تفعله.
فرد عليه الأعرابي : نعم ، إنما أفعله و لا يعجبك يجعلني في غِناً أن ألجأ إلى لئيمٍ مثلك.
قال إبن الأعرابي : فخجل الأصمعي و مال علي و قال : تُرى هل عرفني الرجل !
فقلت له : إنما هو كلام يقوله لِأَيِ أَحد.
و إذْ أوشكنا و الكلام لِإِبن الأعرابي أن ننصرف إذا الرجل يهتف يا أصمعي فإلتفت إليه الأصمعي ، فإذا الرجل يُنشده قائلاً : لَنَقْلُ الصخر من قُلَلِ الجبال....... أَحَبُ إلي من مِنَنِ الرجالِ.
يقول الناس كَسْبٌ فيه عارٌ...... و كلُ العارِ في ذُّلِ السُؤالِ.
![](https://img.wattpad.com/cover/349807221-288-k14144.jpg)
YOU ARE READING
نوادر الأدب العربي
Non-Fictionيمثل هذا الكتاب مجموعة من النوادر و الطرائف التي تخص الأدب العربي و التي تبرز عظمة اللغة العربية و جمالها. ارجو ان تستمتعوا بها.