Part_7

108 16 10
                                    

"وكَانت لعنِتي بحرُ عَينِيكِ"

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰


نظر إليها بأعينٍ حزينةٍ باكيةٍ، بينما هي تتلو الصلوات داخل قلبها حتى لا تموت بين تلك النيران.

أغمضت عينيها للحظات تتمنى أن يستجيب لها، وينقذها، لكن ما فعله كان مفاجئًا لها، لقد ضمّها إلى صدره، وبكى كالطفل الصغير غير مبالٍ بأي شيء.

هي في موقف لا تحسد عليه، لقد قرّرت القفز بين النيران لإنقاذه، لكن هي الآن من تحتاج للإنقاذ، فاستنشاقها للكثير من الدخان أفقدها القدرة على التنفس، وها هي تسقط فاقدةً الوعي لا تدري، أستلتهم النيران جسدها أم ستستيقظ وتجد نفسها بأمان.

مرت الدقائق وأصوات الناس تتلاشى شيئًا فشيئًا، لكنه شعرت بأحدٍ ما يحملها بين ذراعيه ويخرج بها من بين ألسنة اللهب ،وقبل أن تفقد وعيها بالكامل، نظرت إلى بندقيتيه حتى انسحبت إلى الظلام وقد غمر قلبها الراحة.

بعد يومٍ طويلٍ مرهق، أسدل الليل ستارَه حاملًا بين السماء العديد من النجوم وقمرٌ وحيدٌ يشبهه تمامًا.

ترأت لذاكرته  صاحبة البحر كما سماها داخل قلبه، وقد اعتصر قلبه الألم، فما حدث الليلة ذكّره بضعفه من جديد، كما لو أن ضوء القمر يضيء تلك البقعة التي لطالما أرادها أن تُظلم دائمًا.

دقيقة تلتها أخرى، وما حدث معه اليوم لا زال يؤرقه. 

أراد سؤال التي دلفت في النار لإنقاذه لما فعلت، بينما الجميع كان يشاهد يتمنى موته فحسب، لكن كل هذا لم يزعجه سوى صورتها التي لم تفارق عقله، وهي تخبره أنه لم يخطئ، لقد شعر معها بالأمان.

_"لا يروق لي!"

همس بها لنفسه ليرتدي قميصه مغادراً بخطواتٍ ثابته، حتى توقفت خطاه أمام غرفة في جناحه من القصر.

 لم يطرق الباب، بل دفع المقبض لتظهر من خلفه إيفالين بأعينٍ فزعة.

_"سمو الأمير... هل أنت بخير؟"

كلماته زادته جنوناً لما تهتم لأمره ،وهي من خرجت من ذاك الحريق مصابة؟ كان الأولى أن تشفق على نفسها.

استقر أمامها، ظل صامتاً لبضع لحظات يفكر في كل ما مر به، ليخرج من فمه كلمة واحدة:

_"لما؟"

أصابتها الحيرة من سؤاله، فطال صمتها، لكن هذا لم يعجبه، فغضبه الآن لا حدود له.

_تكلمي! لما قذفتي بنفسك في الجحيم لإخراجي بينما الجميع وقف يشاهد؟ ألم تظني أن هناك شيئاً في الأمر؟ أمير هذه البلاد محتجزٌ بين النيران وحراس القصر يشاهدون!

نبرةُ صوته الحادة ألجمتها، لا تدري ماذا تقول، هي لم تفكر، لم تكن واعية بأي شيء يحدث معها، لذا لم تكن تملك إجابة له.

لمن انتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن