الفَصل الخامِس || هانجي زوي II

296 18 25
                                    


"قرّرت اللّحاق بِعمّي فَصعدت الدّرج وَلكنّي رأَيت عمّي يَهبِط وَمعه مِفتاح قَديم فَعرفت أَنّه مفتاح تِلكَ الغُرفَة ."

"كانَ يَحمِل بِيده الأخرى علبَة نحاسيّة ثُمّ قالَ :" لِيفعَلوا ما يشاؤون ...سَوفَ أَهزِمهم !. أَخبر الخادِمَة يا ويليام أَن تشعِل النّار في مدفَأة الغُرفَة اليوم ،وأرسِل بِطلب المُحامي لودويج مِن مَدينَة هورشام !."

"وَعِندَما وَصل المُحامي طَلب عمّي أن أَدخل إِلى غُرفَته مَع المُحامي ، كانت المدفَأة مُشتَعِلَة وَكانَ هناك بَقايا مِن الوّرق المَحروق ، وَكانَ الصّندوق النّحاسي فَارغًا وَصَدمني أَنّه كانَ منقوش عَليه حَرف ((K)) ثَلاث مرّات ."

"قالَ عمّي :" أَتمنّى أَن تَكون شاهِدًا عَلى وصيّتي يا ويليام ، سوف اترك جَميع أَملاكي لِأَخي هينري ،أَرجو أَن توقّع هذا الأَوراق ."

"بَعدَ ذلِك تغيّر عَمّي جدًا ، بدأ بالانعِزال أَكثَر والشرب ، وكان أَحيانًا يخرج مِن المَنزِل بِسبب نوبات غَضبِه ، ويحمل مُسدّسِه ويَبدأ بالصّراخ ."

"وَلم تَطل هذِه الحَالَة ،فَفي يوم مِن الأَيام خَرَجَ وَلم يَعد وَعِندَما بَحثنا عَليه وَجدناه ميّتا في إِحدى البِرك ."

"وَلِلأَسف لَم يَكن هناكَ آثار للعنف لِهذا تَوصّل المحقّقون أَنّه قَد انتَحر ، وَلكنّني بالطّبع لَم أُصدّق ذلِك ،فَعمّي كانَت فِكرَة الموت تُرعِبه جدًّا ،وَبعَد وَفاة عمّي انتَقلَت أَملاكُه إِلى أَبي كَما في الوَصيّة ."

-قاطَعتُه هانجي قائِلة :
"اعذرني سيّد ويليام عَلى المُقاطَعَة !، وَلكن مَتّى تَسلّم عمّك تِلك الرِسالَة ؟."

-أَجابَها ويليام :
"في العاشِر مِن آذار على ١٨٨٣ وَماتَ بَعدَها بِستة أَسابيع ،في لَيلَة الثّاني مِن أيّار .

"وَ بَعد وَفاة عمّي دَخلت إِلى الغُرفَة وَوجدت تِلكَ العُلبَة النّحاسيّة وكان كُل محتوياتها قَد أتلِفَت ،ووَجدنا عَلى الجِهَة الخَلفيّة مِن غِطائِها رقعَة وَرقيّة مَكتوب عَليها ((K K K)) ثُمّ عِدّة كَلمات تَحتَها : رَسائِل ، مذكرّات ، إيصالات ، لائِحَة ، وَلم يَتبقّى في العُلبَة سِوى بَعض الصّحف المتناثِرَة والمذكرات الّتي تَروي ما حَدَث مَع عمّي في أمريكا ، كانَت تتحدّث عَن بطولاته ،و فترة بِناء أمريكا الجنوبية وَكانت تتحدّث عَن السّياسة ، فَكما يَبدوا أَن عمّي كانَ لَه دور في معارَضَة السّياسين الّذين جاؤوا مِن أَمريكا الشّمالِيّة ."

"انتَقل أبي للعَيش في المَزرَعة في هورشام فِي بِدايَة عام ١٨٨٤ ، وَعِندَما حلّ كانون الثّاني مِن السّنة التي بَعدَها ، وفي اليوم الرّابِع مِن كانون الثّاني كنّا جالسين عَلى مائِدَة الإِفطار ، أطلَق أَبي صيحَة دَهشَة ."

شُركاء عَمَل|| ليفايهانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن