الفصل العاشر

67 9 1
                                    

(( تيروريسموس ))

_ الفصل العاشر _

لمح السكين الملقية على الأرض بالقرب منه فمد يده لها سريعًا ليمسك بها وينغزها في أحشاء تميم بقوة ويخرجها في ذات اللحظة بعنف أشد ! ، أغمض تميم عيناه وهو يقاوم الألم الذي كاد على أن يخرج روحه للتو ، بينما زهرة فوضعت يدها على فمها شاهقة بصدمة ، دفع الشاب تميم على الأرض ونهض ليركض فهب واقفًا خلفه وهم بأن يلحق به غير مباليًا لجرحه الذي يقتله من ألمه المميت ، فوجدها تعتري طريقه صارخة به بقلق لم تتمكن من إخفائه ، فقد قام بانقاذها للتو وأصيب :
_ رايح فين وراه وإنت كدا ، إنت مالك بيه أصلًا ومهتم أوي تمسكه ليه ؟!

وضع يده على جرحه وغمغم بصوت ضعيف ومتألم :
_ ابعدي من قدام وشي  !!

طالعته بصمت ونظرات إصرار على رأيها فصاح هذه المرة بصوت جهوري :
_ ابعدي يازهرة بقولك خليني ألحق ال****

تنهدت وهزت رأسها نافية بأعين نارية هامسة بصوت مُصرَّ :
_ لا !!

كان الألم يشتد أكثر والدماء أوشكت على أن تملأ قميصه بأكمله ، لينفعل عليها لأول مرة صارخًا :
_ ما كله بسببك ، مع إني حذرتك وقولتلك متطلعيش وحدك طلعتي وطالعه بليل كمان !

لم تهتز لها شعرة واحدة من عصبيته ومنظره ، فهو يقف أمام امرأة يخشوها الرجال وليس هي من تخشاهم ، كانوا ينحنون لها ولمكانتها ، هل ستخشاه إن رفع نبرة صوته الرجولية هذه عليها ، ربما تخشاه إن رأته بهذه الحالة مع أحد آخر ولكن معها ستكون أكثر شراسة منه ! .
وجدها تصرخ كما يصرخ بانفعال :
_ محدش قالك تراقبني ، تستاهل قولتلك خليك بعيد عني مسمعتش الكلام

ظهرت عروق رقبته وهو يكمل ، وكأنه يفرغ بها كل شحنات غضبه المكتظة من ذلك الوغد ومنها :
_ ومين قالك إني كنت براقبك ! ، أنا كنت براقبه ولحسن حظك إني لحقتك منه

_ مكنتش محتجاك لعلمك وكنت هعمل معاه الواجب ، اللي ميختلفش عن اللي عمله معاك دلوقتي

أصظر أنينًا مرتفعًا .. أنينًا يحمل الألم القوي والغضب الهادر  .. الغضب لأنه جعل ذلك الوغد يتمكن منه ولم يكن حذر معه ، وهرب منه بسبب غبائه ! ، فجلس على الأرض واستند بظهره على الحائط وباتت علامات الألم توضح أكثر عليه ، و استمر بسب ولعن كل من حماقته والشاب بألفاظ نابية ووضيعة ، لم تتحمل هي سماعها حتى فأشاحت بوجهها للجهة الأخرى مستغفرة ربها بخنق حتى سمعت همسه الساخر وهو يتطلع إلى السكين الملقية على الأرضة وملطخة بدمائه :
_ السكاكين اللي بتشليها معاكي دي هتجيب أجلى في مرة !

ابتسمت من خلف نقابها على سخريته حتى وهو في هذا الوضع  ، مرت دقائق وهو تحاول التفكير في طريقة لكي تنقذه بها ، أعرضت عليه أن تتصل بالأسعاف فرفض ، اقترحت أن تتصل بأحد أصدقائه أو عائلته فقال لها أنه ليس لديه أحد هنا ، وطلب منها الرحيل ولكن رفضت فقد كانت تحمل نفسها ذنب ما حدث له ولن تستطيع تركه هكذا وترحل .
بدأ هو يشعر بالدوار لفقدانه لكثير من الدماء ، تحدثت له هذه المرة تقول أنه لا يجوز إبقائه هكذا ولكنه لم يجيبها ، فقد بدأ في إغلاق عيناه بهذل وضعف مستسلمًا لألمه ، فاقتربت هي منه وانحنت قليلًا قائلة بصوت مترقب ومتوتر :
_ تميم إنت سامعني !؟

رواية تيروريسموس Where stories live. Discover now