شعراء الجنوب.

00:18

مشيبٌ أكل الرأس
كما النيران أكلت الأرض.
ضحكات الأطفال تبدلت بصراخ بائس.
سمفونية ألمٍ عُزفت على أوتار رموشنا و عظامنا المحطمة.

عجزت الأفواه عن الكلام فأخبرت الأرواح بذلك.

أخبرت الأرواح العالم أنها تحتضر ، أنها تُسلب و تُنهب ، أنها تتحول لظلالٍ مهجورة منبوذة.

مسوخ البشر قد بثوا في الأرض فساداً.

أراضينا المقدسة.
جنوبنا المبجل.
مساحتنا الخضراء الواسعة.
دنستها الأيادي القذرة بلونٍ أحمر لا يزول.

ظلال المظلومين تأبى السماح.
ظلال المظلومين تأبى النسيان.

ظل جنوبي يافع ، ظل جنوبي عاجز ، ظل جنوبي جاهل.

جاهل لسبب اندثاره ، جاهل لسبب موت أحلامه.
ترى العين الحبيب يرحل و يُغلق الفاه متستراً عن ما تسمعه الآذان من صرخات ظلمٍ خوفاً من الطُغاة.

جنوبنا يُدنس.
جنوبنا يُطمر.

و نفوسنا في نكران.
و نفوسنا في زُهقان.
و نفوسنا في ثوران.

ثوران يُكبح ليعبئ الجسد للغليان.
حتى ينفجر على الطغيان.

أبناء الجنوب الثائر.
أبناء الجنوب القائم.
أبناء الجنوب المثقف.
أبناء الجنوب الغاضب.
ابناء الجنوب الساخط.

الفن من أناملِ حاقد
لوحةٌ من صُنع غاضب.

على جسدٍ فاسق.

فنُ شرسٌ حارق
من ابن الجنوب السائر.

انهضِ يا أرضُ و تحدثِ
عن ما فعلهُ بكِ السفهاء.

ترابكِ مقبرةٌ للأبناء.
أجدادكِ في سخطٍ و بغضاء.

تُدان بجريمة شنعاء.
في حق كل جنوبي يافع.

و الثأر في عروقنا يهرول
مع الدماء ينضخ.

نحنُ ابناء الجنوب القائم.
سلامنا في خراب الظالم.
غضبنا في كبحٍ دائم.
وشاحنا شعارٌ للحرائر.

ايفريست