50 |فجوة أربعين عاماً|

651 98 42
                                    

حينما وصلوا للقصر، كان الظلام يخيم عليه، كان يبدو كبقعةٍ سوداء داكنة وسط غابة أشباح، لم يكن هناك أي صوتٍ على الإطلاق لأن كل قاطني القصر والخدم ومعظم الحرس كانوا في وسط المدينة، أوصلا الحصان لمكانه، كان العجوز بجانب الحظيرة نائماً في كوخه الصغير، لم يوقظه آلفيس واكتفى بوضع الحصان في مكانه والاطمئنان على حصانه..

راقبته وهويحيط عنق أورفير بذراعيه ويخبرها بأنه آسف لأنه لم يذهب معها اليوم، ثم أشار لسيما حتى يدخلا للقصر، دخلا من البوابة الأمامية للطابق الأرضي، حيث المساحة المشتركة، لم تكن تعرف إن كان عليها الصعود لجناح عائلة بلود أم البقاء معه، ولكن ضوء غرفة الجلوس في الجانب الأيسر المضاء لفتهما على الفور وسط الظلام الحالك، وكان آرمور يجلس على أريكةٍ في الصالة، يعقد يديه بين ركبتيه، وينظر نحو الباب..

"آرمور؟" قال آلفيس باستغراب، لم يتبين ملامحه بسبب الظلام الحالك، سمع همهمة واضحة ليضيف بسخرية "هل انتهى موعدكَ السري؟"

"كنتُ أنتظر ابنتي، وكما توقعت، ستعود معها.."

"لماذا؟" قال آلفيس، الاستهزاء واضحٌ في صوته، وحينما شعرت سيما أنهما سيعودان لشجارتهما المعتادة قاطعته على الفور وقالت بسرعة بنبرةٍ مرحة "هل عرفت أنني سأرجع بهذا الوقت؟"

"حسناً.. لأكون صادقاً، عرفتُ أنه لن يترككِ تبقي لوقتٍ أطول، بما أنه دعاكِ للمجيء فهو سيعيدك، كلنا نعرف ما يحدث عند منتصف الليل مع مصاصي دماء بحالة نشوةٍ غبية.."

"أوه.. أجل، أخبرني عن ذلك."

"كنتُ أعرف أنكِ ستعودين بهذا الوقت، وأردتُ أن أتحدث معكِ.." قال وهو يقترب، يتقدم منها بشكلٍ مبالغ مما جعله مخيفاً قليلاً لأن عينيه كانت حمراء قليلاً، لم تكن تراه هكذا إلا نادراً، كان ذلك غريباً، هل أغضبه شخصٌ ما؟ هل كان أيضاً يشعر بشكلٍ سيءٍ بسبب اكتمال القمر، كان ذلك مستحيلاً لأنه ملكي، ولكن لم كان بهذا الشكل..

تراجعت خطوةً للوراء، ولكنه فاجأها حين عانقها بقوة، انصدمت من ذلك، توقفت عن الحركة لثوانٍ قبل أن تقول "هل أنتَ بخير؟"

"أجل.. انتظري للحظة.."

"ما الأمر؟" سألته بتردد وهي تبادله العناق، لم يكن يفعل ذلك في المعتاد، أن يعانقها دون سبب، وعينيه الحمراء، وغيابه الغريب، كل شيء حول آرمور كان غريباً اليوم..

"أريد أن أخبركِ بشيءٍ ما، خبأتُه عنكِ طوال السنوات الماضية، أخشى أنكِ ستكونين غاضبةً بعدها بما يكفي حتى لا يتسنى لي عناقكِ مرةً أخرى، لذلك.. دعيني أفعلها، وكأنها آخر مرة.."

"ماذا؟" سألته بتردد، ولثانية، خشيت أن تكون الذكريات التي رأتها للتو مجرد كذبة، وأن هناك شيئاً آخراً لا تعرفه، كان ذلك كافياً لترتجف، نظرت لآلفيس الذي كان يراقبهما بصمت، ثم قررت أن تتبع إحساسها، وتسير مع اللحظة، فرفعت ذراعيها، تحيط والدها بشدة، وتعانقه بقوة، رغم أنها كانت متأكدة أنه مهما فعل، فذنب هذا الرجل مغفور، مهما فعل، لم تكن تهتم حقاً لأي شيء، ولكنها عانقته، وكأنها آخر مرة، تشعر بجسده القوي بجانبها، يحتويها بدفئه، ويملأها بمشاعره..

 Nuckles land | أرض نوكلس Where stories live. Discover now