لُغزٌ بَارِد||الفصلُ التَاسِع عشَر

1K 63 91
                                    

الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين
ولا تجترح المعجزات!
كل دموع الارض لا تستطيع ان تحمل
زورقاً صغيراً لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود...
.

غسان كنفاني

نبدأ بالصلاة و السلام على سيدنا محمد...
..

مَسحتْ دمُوعهَا تُحاوِل فَهم الكِتابِ و مَا هِيتِه لكِن لَا جدوَىٰ فَليسَ بهَا ذرةُ خدشٍ حتَىٰ مَا عدَا جُملةٍ وَاحِدة مكتُوبةٌ بِلغَةٍ غرِيبَة هِي لَا تدرِي بِه معَ صُورةِ الين و اليانغ المعرُوفة لكِن بِشكلٍ مُغاير

بدلَ الخيرَ و الشَر تجمعُ النَار و الجلِيدَ معاً

"آهٍ أمي أيجِبُ أنْ تكُونِي ذكِيةً هكذَا؟ سَأحِل هذَا اللُغزَ قرِيباً"

إرتَمتْ بِجذعهَا لِلأرضِ تُفكِر بِلُغزِ وَالِدتهَا فِي سرَحانٍ دَامتْ سَاعَاتٍ شَاركتْ بهَا القَمر و النجُوم مجلِسهَا الصَامتْ مُتجانِساً معَ هدُوء و عُتمةِ اللَيلِ المُلازِمة لِفقيرِ النُعاس تحتَ أنقَاضِ الثَبات

رِيحٌ طَفيفَة بِقوةٍ الزمهَريرِ تُعانِق بدَنهَا المُستلقِي فَوق التُراب لِتُوقضهَا مِنْ سُباتِها فَازِعةً تَرمُق حَولهَا مُتفحِصةً أمِن مَخلُوق مُسبِب أمْ هذِه الطَبيعَة وَ فِعلاً إنَّها الطَبِيعة.. أم هذَا مَا نحسَبه؟

قَامتْ تَمشِي بِخطوَاتٍ مُتثاقِلة لِلخَارِج فَترىٰ هَول المَنظرِ أمَامهَا
فِي ذاتِ المكَان حيثُ الأحجَارُ الضَخمَة و البَدرُ الأحمرُ يَتمركزُ كَالدِماء علَىٰ سجَادةِ اللَيلِ السَودَاء...

إنَّها تثلُج لكِن الأرضَ يحتَرِق بِحَرارَة و خلفَ النِيرانِ شخصٌ بِخُصلاتٍ طوِيلَة لَا مَلامِح لهَا تقِف بِبَريقٍ فِي إصبَعهَا فزَاد برِيقُ خاتِمهَا تجُرها بِقوةٍ داخِل النِيرَان الحَمراء لكِن...

إختَفتْ النِيرانُ مِنْ حَولِها لِتتَحولَ إلىٰ كَومةِ ثُلوجٍ بَيضَاء صَافِية تُحيطُها و مَا بعدَه نَار بِشرَار و الشَخص لَا يزَال واقِفاً يرمُق بِصمتٍ و يُزيد مِنْ وتِيرَةِ هذِه الغيُوم الحَمراءِ فتحَول كُل مَا فِي الأرضِ لِرماد

"مَن أنت؟"

الجُمود فِي بذنِها و بِالأخَص فِي يدِها فَإذا بِها تلمحُ أظَافِرها عِبارةٌ عَنْ جلِيد

"مَاذا يَجرِي بِحق خَالق الجحِيم!"

بِلحضةٍ و آن إقتَرب مِنها الآخر بِسرعةٍ فَائقَة تُهاجِمهَا...
و هُنا تَستيقِظُ ثعلَبتُنا مِنْ رُؤيَاها المُريبَة فِي ذَاتِ مكَانِها تَشعُر بِالبَردِ فِي أطرَافِ أنَاملهَا بِشدَة و كأنَّها فِعلاً كَانتْ تملِكُ مَخالِب جلِيدِية

The Chase Game Where stories live. Discover now