عازِفٌ مَجهول

81 13 45
                                    

«كَاشتياقِ سماءُ الليلِ الكاحِلَةِ إلىٰ قَمَرِها تَشتاقُ روحي إلىٰ عيناكَ التي تُضئُ ظلامِها»
.
.
.
.
.

بِلفور

أكثَرُ المُدُنِ جمالاً وبرودَةً في فَرنسا ما إن وطأت قدماي أرضُها حتىٰ لفَحَت نسماتُ الهواءِ البارِدَه بشرَتي جاعِلَةً مِن القشيعريرَةَ تَسري في سائِرَ جسدي لِأُسارِعَ بِإغلاقَ مِعطَفي بِإحكام

"يا آنِسه حقيبَتُكِ"

أردَفَ سائِقَ سيارَةُ الأُجره بينَما يُمسِكُ بِحقيبَةُ سَفري التي كُنتُ علىٰ وشكِ الرحيلُ بِدونِها

خرقاءٌ كعادَتي

"شكراً لَكَ سيدي"

أردَفتُ لِآخُذَ الحقيبَه مُتَجِهَةٌ إلىٰ وِجهتي

شعرتُ بِإهتزازِ هاتفي داخِلُ جيبِ مِعطفي لأُخرِجَهُ مُجيبَةٌ علىٰ المُتصِل

"مرحَباً كاثرين"

"مرحباً! ولكِ عينٌ أيضاً لِتقولي مَرحباً! إنَني أُهاتِفُكِ مُنذُ ساعةٍ تقريباً لماذا لم تُجيبي!!"

أتاني صوتُها الغاضِبُ لِأُبعِدُ الهاتِفَ قليلاً عن أذُني حتىٰ لا أفقِدها

"توقَفي عنِ الصُراخ سأفقِدُ أُذُني هَكَذا"

أردَفتُ بِإنفعالٍ لِتَتنَهَد قائِله

"آسِفَه لَقد كُنتُ خائِفَةً فَقَط مِن أن يكونَ قد أصابَكِ مَكروهاً أو ضلَلتي طريقَكِ"

إبتِسامَةً نَمَت علىٰ ثَغري ما إن تسلَلَت كلِماتُها القلِقَه إلىٰ مسامِعي

"كَلا لَم يحدُث شئٌ مِن هذا لَم أنتَبِه إلىٰ هاتِفي فَقَط لا تَقلَقي"

"حسناً إذاً فلتُسرعي بِالقدوم إنَني أنتَظِرُكِ بِفارِغُ الصَبر"

إبتَسَمتُ بِخِفَه ما إن ألقَت كلِماتُها بِمَرحٍ لِأردُف

"حسناً لَن أتأخَر وداعاً"

أغلَقتُ الهاتِفَ مُعيدَةً إياهُ مُجدَداً إلىٰ جيبِ مِعطَفي
.
.
.
.
.

كُنتُ أسيرُ بينَما أبحَثُ عَن مِحفظَتي داخِل الحقيبَه لِأرتَدُ لِلوراءِ إثَر إرتِطامي بِأحدُهُم

كِدتُ أوبِخُ الفاعِل لِتلتَقي عينايّ بِتِلكَ البُندقيتانِ اللامِعَه لِأشعُرَ بِالعالَمُ حولي قَد توقَفَ تماماً أصواتُ المارَه لا وجودَ لها وكأني في عالَمٍ آخَر فقَط أنا وعيناهُ التي تُناظِرُني وكأنَها تختَرقُني لِتصِلَ إلىٰ أعمَقِ نُقطَةٍ بي
ليغمُرَني شعوراً غريباً يبدو مُحبباً ولكِني لا أُريدَهُ

عازِفُ الكمان//ViolinistWhere stories live. Discover now