♦ المُقامرة الثامِنة ♦ _ الضِلع الثالِث " باتريشيا "

3.6K 216 50
                                    

♠ المُقامرة الثامِنة ♠ الضِلع الثالِث " باتريشيا "

لقد غادرنا مقاعِد الماضي وإستعدنا رباطة جأشِنا،  حتى نُعاصِر الحاضِر،  لكِن جُزء مِنا ظل هُناك..  ينظُر لنا بين الحين والأخر،  مُتشبِثًا بـِ حدث لا يُمكِننا تخطيه
كِلانا يُحاوِل جذب الطرف الأخر تِجاهُه،  ولا نعلم من سينتصِر   _ بِقلمي

المكان:  المنطِقة ٩٠
التوقيت:  قبل الغروب.

عاد غالي مِن مشفى المنطِقة ٩٠ بعد أن قصت عليه ڤيان مأساة فريدريك والغضـ|ب الكامِن داخِلهُ تِجاههُم،  كان إياس يُنجِز بعض الأعمال المُتراكِمة عليه إثر إهمالهُ لها في الآوِنة الأخيرة..  عِندما دخل غالي المعرض وجلس أمامهُ على المِقعد وهو باهِت الوجه،  تابعهُ إياس بـِ نظراتهُ حتى قال غالي:  فريدريك،  صديق طفولة غبريال..
أسقط إياس القلم من بين أصابِعهُ وهو ينظُر لـِ غالي ويقول:  نعم؟؟
غالي بـِ ذات البرود:  زي ما بقولك كِدا.
إياس بـِ غرابة:  وإنت عرِفت منين؟
إعتدل غالي في جلستهُ وقال:  لسه جاي مِن المُستشفى من عند ڤيان وهي حكتلي على كُل حاجة،  لإن فريدريك معرف السيرك كُله عن الحوار دا.
أعاد إياس ظهرهُ للخلف وقال:  عارف،  كُنت بفكر أعمِل زي أول مرة وأبلغ الشُرطة عن اللي حصل كُله،  بس لما قعدت مع نفسي وفكرت فيها شوفت إنُه كِدا بساعِد فريدريك يتلاعب بينا أكتر..  دا شخص جواه حِقد من ناحيتنا ومُتلاعِب ويعرف كويس يضر|بنا من كُل إتجاه من غير مايسيب أثر يدينُه..
غالي بـِ نِصف أعيُن:  وتقترِح نعمِل إيه معاه؟ 
قال إياس وهو يُفكِر في شيئًا ما:  هقولك،  هو مهد فين مُختفي كِدا ليه؟
غالي بـِ هدوء:  تلاقيه في أوضتُه بيجهز للشغُل بتاعُه بتاع بُكرة.
______________________________

المكان / غُرفة مهد الجرايحي

كان جالِسًا على مِقعدهُ بـِ جانِب النافِذة،  واضِعًا الكمان فوق كتفهُ،  مُكررًِا العزف مِرارًا وتِكرارًا،  إقتحم والِدهُ الغُرفة لـِ يقطع ما يحدُث قائلًا:  يعني العالم كُلها بتورث عيالها شُغلهُم حتى إياس صاحبك اللي مش بتفارقُه مِسك شُغل أبوه،  وإنت سايب أكبر سلسلة مطاعم سمك وجاي تشتغل الشُغلانة الهايفة دي! 
عدل مهد من خُصلة شعرهُ التي لا تنفك تقع فوق عينهُ وقال:  إياس مِسك شُغل أبوه مِش جدعنة مِنُه،  دا عشان هو بيحب المجال دا والشُغل دا،  وبعدين ربنا يديك طولة العُمر يا بابا.
والِدهُ بـِ غضب:  يابني حتى لو ربنا إداني طولة العُمر فـ الأيام بتعدي بسُرعة،  إنت مخليني متحسر على شُغلي اللي قعدت أكبر فيه السنين دي كُلها،  يارب تِعقل وتِفهم.
صفع والِدهُ باب الغُرفة بـِ قسو|ة،  وقعت اللُعبة الموسيقية التي إلتقطها مِن غُرفة ليديا مِن السيرك،  فـ أصدرت صوت موسيقى..  نظر لها مهد وهو يرسِم على الهواء بـِ إصبعهُ نغمات موسيقية،  ثُم إبتسم وقال:  أسوأ المواقِف بيكون فيها إفادة،  نبذة من اللحن دا إدتني الإلهام
وضع الكمان فوق كتِفهُ مُجددًا وبدأ في العزف بـِ إندماج لـِ يُقاطِعهُ والِده بـِ صوت مُرتفِع قائِلًا:  إلهام دي تبقى أُمك!
لم يكترِث مهد ولم يعتبِر ما قالهُ والِدهُ مسبة،  فـ بِالفِعل والِدتهُ إسمها " إلهام شريف "!
قاطع عزفهُ للمرة العاشِرة رنين هاتِفهُ،  تأفف مهد ووضع الكمان جانِبًا وهو يجلِس على فِراشُه ويلتقِط الهاتِف ناظِرًا إلى المُتصل،  إياس ومن غيرهُ..  رد مهد على المُكالمة قائِلًا:  مُفسِد الأوقات الحلوة،  خير؟ 
إياس بـِ غضب:  خير إيه يابني إنت مش عايش معايا أنا وغالي في اللي حصل؟  سيب اللي في إيدك وتعالى المعرض في موضوع مُهم لازم نتكلم فيه إحنا الثلاثة سوا.
مهد وهو يتثائب:  لو على اللي حصل خلاص يعني،  رجعوله البت وأنا هرجعله اللعبة بتاعة البت الميـ|تة ونريح دماغنا من الحوارات دي.
إياس إزداد غضبهُ إشتعالًا وقال:  يا بني أدم الموضوع أكبر من حجات أخدتوها،  تعالى المعرض يا مهد بعد إذنك مش بعيد يكون الفون متراقب.
مهد بـِ نُعاس:  هلبس ونازل أهو ملعون أبو دي صحوبية تقِل الراحة
تيت تيت تيت.
كان ذلِك صوت إنتهاء المُكالمة بـِ أمر من إياس،  حذف مهد الهاتِف الخاص بِه على الفِراش مُجددًا وقام بـِ إتجاه الخِزانة وهو ينظُر لها بـِ ملل،  رغبةً مِنهُ في إلتقاط ملابس مُريحة ودافِئة.

♦ مُقامِــر المحبة ♦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن