الفصل الخامس : إِعجـاب

847 92 101
                                    

" هيه؟"
بمجرد رؤية صدمتها أدركتُ أنني قلتُ شيء أحمق سيسبب سوء تفاهم كبير!!

" موعد؟!"مرة أخرى صُدِمَت رينا لأبتسم بتوتر على تعبيرها المصدوم

" لـ .. لـ لحظة .. ما قصدتُه أن نذهب معًا إلى مكانٍ ما "
زفرت هي براحة وانا بدأت بأخذ انفاس سريعة لشعوري بالإحراج في هذه اللحظة

لماذا بكل مرة لساني يسبب سوء تفاهم معها بالذات!!!؟

أخذتُ نفس عميق مرة أخرى وزفرته حتى ذهب عني الحرج ونظرتُ لها مرة أخرى انتظر إجابتها لكنها لم تتحدث لذا سألتُها بصيغة أخرى

" هل يمكنني المُرورُ على المقهى ومن ثمَّ نذهب الى مكانٍ لتناول الغداء معًا ؟"
ابتسمتُ لها حين التقت عيوني بخاصتها كي تأتَمِنُني وتثق بي .. اريدها أن تثق ..

" حسنًا .. لا بأس"

لقد صدمني هذا توقعتُ أن ترفض وأحاول إقناعها لمدة طويلة .. تحمحمتُ عندما ادركتُ أن صمتي قد طال وقلت لها بابتسامة " إذًا سأمرُّ عليكِ غدًا رينا"

اومأت لي واستقامت كي تُغادِر تمنّيتُ ان تبقى طوال اليوم معي كوني ألغيتُ كل مواعيدي من أجل البقاء معها ..

" سيد ميدوريا .. لا أحبُّ أن أكون مدينة لأحد .. لا اعلم إن كان يمكنني رد مساعدتكَ بشيء كوني امرأة لا تقدر على أن تحمي نفسها وأنت بطل .. لكن إن كنتَ بحاجة إلى أي شيء يمكنني فعله انا جاهزة .. "

هذه ثاني اطول مرة تتحدث بها معي ، ابتسمتُ ابتسامة صفراء لشيئين .. رغبتها برد المعروف بنظرها والذي بنظري لا شيء .. والشيء الثاني هو أنها ترى بالفعل نفسها عاجزة .. نظرتها هذه لنفسها تُتعِبُني

شيء يمكنها مساعدتي به؟

" مثل ماذا رينا ؟ "
يبدو أنها حبست أنفاسها تستذكر اشياءً لتقول بعدها بهدوء " استطيع الطبخ جيدًا .. يمكنني صنع وجبة "

_____________

عادت لشقتها تحت أنظاره عليها وجسده الذي يريد الاطمئنان على دخولها ، بعد أن وعدته أنها ستقوم بالقدوم لمنزله قريبا لتصنع الغداء له ..

توجهت لأدويتها وتناولت حبوبها اليومية ثم رمت بجسدها على سريرها وهي تنظر للسقف بشرود ، كشفت عن كمّها ورفعت يدها للأعلى كي تراها جيدًا.. يدها المليئة بالندوب .. بالجروح وآثار الصدمة

هي تجرح نفسها ليس لكي تنتحر .. هي تريد العيش .. لكن لا يوجد اي سبب لديها من أجله .. لماذا تريدُ العيش ؟ حياتها مُدَمَّرة بما فيه الكفاية ..لا امان ولا استقرار .. تعيش في توتر وخوف دائم خوفًا من أن يتم إيجادها .. تتوتر من التواصل البصري وتغطّي وجهها بشعرها لأنها لا تريد أن تُكشَف .. لا تريد من أي احد أن يتعرف عليها ..

حتى السيد ميدوريا .. هي لا تدري كيف أخبرته بجزء من ماضيها هكذا ..

لتكون صادقة .. رغم تجاهلها له لدفي تلك السنة اي منذُ بدء معيشتها في شقتها هذه .. هي لم ترهُ ثملًا أو يتفوّه بألفاظ قبيحة ، كخاصة زوجها مثلًا .. لم تره غاضبًا أو عابسًا ...

جمالُكِ لا يُخيف Donde viven las historias. Descúbrelo ahora