يقولون أن هناك فرق كبير بين القانون و عالم الإجرام ..
لكن من وجهة نظري أنا .. لا أرى أي إختلاف بينهم ..
كلاهما مليئ بالأسلحة و القتل و الدمار ..
الإختلاف الوحيد .. هو من أجل ماذا ستموت ..
هل ستموت فيداء للوطن .. أم تموت فيداء لنفسك .. ؟!
لم يهمني الأمر في البداية .. كان كل شيئ مثل بعضه .. تماما كما في الأفلام البوليسية و الجريمة ..
لكن كل شيئ كان مختلفا في لوس أنجلوس ..
مدينة الإجرام كما أحب تسميتها .. معدل الجريمة كان أكبر في LA أكثر من أي مدينة أخرى ..
كانت السرقة و النهب و الإختطاف و القتل .. عناوين العادية في نشرة الأخبار المحلية ..
و كان الأمر عاديا لأنها LA ..
و هنا إستقريت أنا ماريا ريس .. إبنة رئيس الشرطة الفديرالية .. أليكسندر ريس ..
كنت إبنته الصغرى .. بالإضافة لضابطين قويين في سلك الشرطة و اللذان هما أخوي الكبيرين و أختي الكبرى التي هي قاضية في المحكمة .. و أمي التي كانت ضابطة شرطة قبل أن تتقاعد .. كنا العائلة المثالية بالنسبة للجميع ..و لكن السر الذي لا يعلمه أي أحد .. أنني كنت إبنته من علاقة غير شرعية خارج إطار الزواج .. كنت الإبنة المثيرة ل شفقة في عيني .. لكني كنت الأميرة المحظوظة في نظر الجميع ..
و حظي لم ينتهي هنا فقط .. بل من سوء حظي أني أصبحت هوس لأكبر عدو لعائلتنا ..
جاكسن فاوست .. جميع لوس أنجلوس تعرف من يكون .. إنه أخطر مافيا موجود بها .. كان أغنى أغنيائها .. و أكثرهم وحشية .. و كما هو الحال .. كان هدف والدي في الحياة .. رغم كل جهوده للإطاحة به .. إلا أنه لم يستطع هزيمته أبدا ..
عائلة جاكسن كانت تتكون من جدته الكبرى و والدته و أختين .. الأولى متزوجة و لطيها طفلين و أخته الصغرى كانت في مثل سني .. في 18 .. كانت أخته متزوجة من مدير التنفيذي في شركتهم للمحامات .. أليس الأمر مضحكا ..رئيس مافيا و محامي في نفس الوقت .. كانو يمتلكون نصف المدينة بإسمهم ..
و لكن ذلك لم يكن يهمني من قبل .. معرفة أخباره أو أي شيئ حوله .. لم أعرف شكله حتى .. لأنه ببساطة لم يكن مهما .. كنا بعيدين جدا كبعد السماء عن الأرض .. أو هذا ما ضننته أنا .. أقصد ما هي إحتمالية لقاء شخصين مختلفين تماما عن بعضهما ..
شخصين ولدا ليكونا عدوين .. بأي فرصة سيكون هناك لقاء بين هذين الإثنين ..
كنت سأقول أنه سيكون صفر .. لكن للقدر كان رأي آخر ..
لأنني فجأة و بدون سابق إنذار .. أصبحت هوس العدو ..
..........
هناك الكثير من من يعرفون عائلة فاوست .. ليس فقط في لوس انجلوس .. بل على حدودها .. وصولا لخارج البلاد أيضا ..
لكن مالا يعرفونه عن عائلتنا .. هو قيمة مائدة الطعام في منزلنا المتواضع ..
التجمع على مائدة الطعام .. كان إلزاميا .. و منظما لدرجة أنك تضن أنك في مناسبة أو شيئ من هذا القبيل ..
و من قوانينها أيضا .. أنه يجب بدون أي إستثناء .. إحترام هذا التجمع و إلتزام به حتى لو كنت بين الحياة و الموت ..
و كان هذا القانون الأول الذي تركه جدي للعائلة .. إحترام مائدة الطعام التي توارثتها عائلتنا لأجيال ..
بعد وفات جدي و أبي .. أصبح مكاني على رأس تلك الطاولة .. و مقابلي تجلس جدتي ..
روزيلدا فاوست .. أقوى إمرأة في مجتمع LA جميل و صاحبة جمعية الخيرية الأكثر مساهمة للمجموعات الراقية بالمدينة ..
و تجلس بجانبي أمي حبيبتي .. جوليان و بجانبي الآخر أختي الكبرى و زوجها .. كلارا و ستيفان سلفاتور .. و إبنتها الكبرى سلين و إبنها آدم .. و بجانب أمي تجلس أختي الصغرى إلينا ..
كان هذا ترتيبنا و كل شخص يحمل كرسيه على بطاقة إسمه .. هذا هو طقسنا اليومي .. عادتنا التي لا تتغير .. و بالتأكيد مستحيل على أي أحد خارج عائلتنا الجلوس على هذه الطاولة بدون أي إستثناء ..
