04:00 | me & you

124 11 72
                                    

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم

____

MY
DEAR
LEO!¡

____

راح الصيف يغدو نحو ظلٍّ بعيد، وامتد الخريف يلامس أوتار الكمان المليئة بالغبار، غبار السنين الكاحلة وشجن النهار، مسحتُ بكفّيَ البارد صف الغبار، وأخذت أرنو نحو مقعدي لأعزف على أوتار الكمان بعد طول انتظار.

أخذت يداي تمرر القوس فوق الأوتار، ومعزوفة قلبي الحزينة أصدرت ما لم يتفوه به لساني من انكسار، أخذت بي الذكريات نحو سدىً بعيد، وجرِّدت من أحاسيسي فوق صخرتي الوعيد.

ألحان الكمان تخترق مسامعي، ودموع الويل تقطر من معزوفتي، حتى خلتها أمنيتي فاشتدت يدي على القوس، وأخذت أراقب جموحي، جموح الثقة المبتور، والذي ألقى بنا إلى دنيا مهجورة.

كنتُ أحلِّقُ بالبعيد، وعيناي تلتمس طيف الحياة الوعيد، أبحث عن نفسيَ الثكلى بين ثنايا الدهور، والقلب تمزق بعد إصرارٍ يدور، يدور ويلتقط أنفاسه الأخيرة، بعد وهلاتٍ من الموت الغفور، الموت الوعيد، موتُ الحب البغيض، بعد ما ارتوى من الجنون واستكفى.

شنَّ على قلبي ضروب الإرجاف، ورماه بالظُّبا مخترقاً ملاذي، وراحت العوالي تتناثر منك باتجاه فؤادي، فمزقته إرباً، ورميت بسيفك تعلن الانتصار، فاتخذت من قلبي المحب عدواً، وهجرت صاحب الظل القاسي نجوّاً؟

وقفتُ من جديد، أبني رخام قلبي المحطم، وأحيط بعروشه الخاوية، ألملم شتات نفسي الخائبة، وأبحث عن روحي الضائعة، فقدتُ نفسي ببطء، بتُّ أراكَ شيئاً ناكراً، متخاذلاً متفاوتاً، و قذراً، نعم قذراً بالشكل الذي لا يمكنني وصفه.

فهل يبيع الأخ أخاه؟ ليتني لم أعهدك يوماً، ولم أصادق ظلك النكار أبداً، هذه جزاتي؟ جزاةُ اخلاصي وحبي المغوار؟ جزاة روحي التي قدمتها لك بإصرار؟ لتغرس سيفك بمنتصف قلبي وابتسامتك تبوح بالكثير من الأسرار، أسرار الخداع الوخيمة، والعهد المبتور، عهد الصداقة المخذول، عهد الأخوة المتخاذل، وعهد الثقة الفظيع.

استيقظتُ من سهوتي وإذ بيداي تنزف دموعاً محمرةً ومريرة، أخذت أراقب القوس الذي ماتت ألحانه على يداي، واتخذ من كفّي أوتاراً له؛ ليكمل معزوفته البعيدة، والتي لن تنتهِ سوى بانتهاء وعيده، فهل قسى القلب واحتدت الألغام؟ والروح قد أضحت مجرد سهام؟ تنخر عقلي بذكرياتٍ هِمَام؟

____


وقفت أمام الباب تناظره باستنكار " كيف تمكنت من الدخول إلى هنا؟ لحظة فقط عيناي لا تبصرك جيداً.. "

My Dear Leoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن