الفصل الخامس: فَرِيسَة الذِئبَ

392 43 35
                                    

أهلا بكم، في الفصل الخامس، أمل تحظوا بالمتعة أثناء قرأته.

...

كان تايهيونغ
يقُود عبر الطريق الموصِل إلى منزله، وقد كان الشُرود يتمَلكه، جَراء ذلك الرجل الذي خَرج من العدم أمامه، ذو العينين المتوهجِيتان، حتى أنه منذ عدة لَحظات كاد ان يتسبب بحادث مُروري عارِض، لكنه استدارك ذاته و ابتعاد عن السَيارات الأخرى أمامه.

هل هناك بشر يمتلكون مثل تلك الحَدقات الذهبِية النادرة؟!
إلتَوت معدتُه بألم غريبِ،
كلما تَذكَر تِلك العُيون التي ظَلت تتربَص به و مَالكُها قسِيم الوجه.

شد تايهيونغ يده حول مِقود السيارة الرياضِية، يحاول تَبدِد الريِبة المُسَتحوذة عليه، إذا ما يزال يشعُر بأن خَلايا جسَدهِ تَتَراكض تيارات الكَهربَاء بهِ، مثل البرق حين يشع بغتة في السماء.

بينما طَارده خَيال الرجل حالِك المَلامح، الذي لم يُزيِح بصَره اللاَمِع عنه، بطُوله المهِيب، وجسَده المَصقُول بعضَلات كادت تبُرز من تحت بِذْلَة ،آنَذاك فكر تايهيونغ بين نفسه بأنه لو تمرن بكثافة فإنه لن يصل إلى بنيته العريضة، و أخيراً رامِقُه الذي أصابَه في داخَله!

نظَرته الطويِلة و المُتَجمدة ، لم تَكُن تدل على إنِزعاجِه، لأُنَه قام بإلِتقاطَ صور لسَيارته، وكأن الأمر كان أعمق من ذلك

إذ طالَ يتأمَله دون أن يتكلم، و إن بدا له، و كأَن هناك نَزعَة دهَشة في تحَدقِه، في منتصف الجو المربك بينهما، لم يعلم من أين واتَته الشجاعة كـ ينَبِس اعتذاره الهَادل ليقشع الحالة التي هبطت به و يهِيم بالمغادرة، رغُم الخدر الذي تأبَط قدمه لوهلة و لكنه ركب سيارته، فراراً من ذلك الرجل فارط الوسَامة مثل تِمثَل إغريقي!

ركن الشاب سيارته في مواقف سيارات الخاص بمنزله هو و عمه، الذي يقع في ضاحية العاصمة، مثل العادة، غير قريب من التجَمعات الإعتيادية بين الناس.

ولَج تايهيونغ إلى المنزل أخيراً بعدما وصل بآمان،
يتوغَل في الممر وقد تنبه ان هوسوك ليس بالمنزل بعد، لابد أنه سيتأَخر عليه ، و هو مُنهار من الجوع، إلا أنه لا يفِتَئ ان يعِد اي وجبة خفيفة تحُد جوعه.

خلع معطفه الثقيل و رمى به بينما ألقى بذاته كذلك على الأريكة، الأرض تدور به تشوشت الرؤية لديه، إزاء بقاءه بلا طعام يغَذي جسده، طوال نهاره الجامعي، و الذي حصل بينه و بين ذاك الرجل بث فيه إحساس مريبِ و قلق ، فما عاد يفقه محيطه، ليغمض عينيه على حين غُرة في وضعه المهَادُل على الأريكة، وحده دون أن يعَلم بمن لحِق به! .

بَـيـن ذِراعـيِّ ذِئـِب || VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن