-
بَعثرَ شَعرهُ الإسودَ و نَظر بـ زرقاويتيِه لـ إنعكاسهِ مِن المِرآةِ التيِ أمامهُ أخرجَ لِسانهُ و تَلمسَ الحَلق الذي في مُقدمتهِ بـ خفوتٍ
" إنهُ لا يؤلمُ،تَوقعتُ إلماً فَظيِعاً " تمتمَ و مَرر لِسانهُ علىَ إسنانهِ يَستمعُ لـ رنينِ الحلَق حينما يَضرُب إسنانهُ فـ أبتسمَ بـ رِضىَ و أبتعدَ يَخرجُ مِن غُرفتهِ بعدما أخذَ حَقيبتهُ
" صَباحُ الخَير " إلقىَ التحيةَ و إجابتهُ والدتهُ بـ إبتسامةٍ بينما أكتفىَ شقيقهُ الأكبرُ بـ رَفع يدهِ كـ تحيةٍ و لا يزالُ يُضعُ مِقلتيهِ علىَ الإوراقِ أمامهُ
" لَم أركَ أبداً تَجلسُ دونَ إوراقٍ أمامكَ إينيس " أردفَ تايهيونغ بينما يَدهنُ شَطيرتهُ بـ المُربىَ و ينظرُ لـ شقيقهِ بـ تَمللٍ و الذيَ بدورهِ رَفع رأسهُ
" إسبانيا تمتلئُ بـ المُجرمينَ تايهيونغ،يَجب إن أعملَ طَوال الوقِت لـ القَبض عليِهم " إجابهُ شَقيقهُ و عادَ ينظرُ لـ الإوراقِ فـ إرتسمت أبتسامةٌ جانبيةٌ بَسيطةٌ علىَ ثغر تايهيونغ لَكنهُ إزالُها بعدماَ وَضع الشَطيرةَ بـ ثغرهِ
" هذهِ ضَريبةُ إن تَكون ضابِطاً " أردفَ تايهيونغ بـ خفوتٍ و شَرب كوبَ الحليبِ أمامهُ تَحت نظراتِ والدتهُ التي كَانت تَستلطفُ أفعالَ إبنها اللطيفةُ
" إنتبهِ لـ ذاتكَ بُني " أردفت بـ إبتسامةٍ و إتسعت حينما قَبل إبنها وجنتهِا و ربتت علىَ شعرهِ تِشاهدهُ بـ إبتسامةٍ و هُو يَخرجُ مِن المَنزل
" أتحبينهُ أكثرَ فقطَ لأنهُ يَحملُ نَفس لَون مُقلتا وَالدي الراحِل؟ " سألَ إينيس بعدما رفعَ رأسهِ إتجاهَ والدتهُ و التي بـ دورها نَفت تُقهقهُ:" أتغارُ الآن؟ أحُب كلاكُما كَثيراً و لا شيءَ مما تقولهُ حقيقيٌ،لكنهُ إبني الصَغيرُ و اللطيفُ "
ضَحك إينيس بـ دورهِ يِوافُقها علىَ حَديثهِا فـ لطافةُ شَقيقهِ تُرهقكُ و حَتى أفعالهُ رهفةٌ للغايةِ لـ هَذا هو وعدَ ذاتهُ بـ إنهُ سـ يحميهِ مهما كَلفهُ ذالكَ
وَسع تايهيونغ عينيهِ و رَكض بـ سُرعةٍ حينما سَقطت العربةُ مِن عَجوزٍ و وَقعت الخُضرواتُ علىَ الرَصِيف فـ تَرك حقيبتهُ و ساعدها بـ إلتقاطِها جَميعها
" شُكراً لَك بُني،لَديكَ حَقاً روحٌ بريئةٌ " أردفَت العجوز حينما إنتهىَ تايهيونغ مُن مُساعدِتها فـ نظرَ لَها بـ إبتسامةٍ بَسيطةٍ و نَبس:" أنا بريءٌ؟ "
" أجَل بُني،لَم يَهرم أحدٌ لـ مُساعدتي قَبلاً أنتَ ركضَت فَوراً لـ مُساعدتي لا بُدَ إن روحكَ البريئةَ لَم تَجعلكَ تتجاهلُ هذاَ و تَمضي في طَريقكَ "
