١ | كَابوسٌ غَريب.

33.2K 924 56
                                    


«قَصر كبِير .. ذئَاب ضخمَة .. أعينٌ بنيّة حادّة

نيِران .. غابَة .. نظرات مليئَة بالكُره».. وكأنَّه عالمٌ

جدِيد.





كانَت أيامي تمُر بشكلٌ طبيعِي دونَ تفكيرٍ ولا توترٍ حتى، ولكِن تباً لذلِك الحُلم الغرِيب الذِي أصبَح يرَاودنِي مؤخراً.

أو هل مِن الممكِن أن أسمِيه كابوساً!، كابوسٌ غريب، مخيفٌ وغيرُ مفهُوم بالنسبَة لي في الوقتِ ذاتِه، وعندَ كلِ مرّة يزورنِي يزداَد غرابةّ أكثر ممّا سبَق. لاَ أعلمُ علَى ماذَا قَد يدُل هذَا.. لذلِك كل ما كنتُ أفعلُه هو تجاهله، ومحاولَة عدم التفكير بخصوصه، لكنّ تكرَاره بين الفتَرة والأخرَى جعَل من إحساسٍ غريبٍ يرَاودنِي.

إحساسٌ ولحدٍ ما لم يكُن يريحنِي.

قطَع غوصِي في أفكارِي صوتُ رنينِ هاتفِي، لذلكَ أخرَجته مِن جيبِ سترتِي، ألقيتُ نظرَة لأرَى المتصِل.

ومَن غيرهَا أمِي؟.

إنّها أكثَر شخصٍ يتصِل بِي من بينِ الأشخَاص الذينَ أعرفهُم وفِي كل مرَّة تفعَل ذلكَ أسمَع تذمُرها من شيءٍ كنتُ قد فعلتهُ، ليسَ بالشيءِ الجديدِ علي.

كنتُ بصددِ الاجابة  على المكالمَة، ولكنَ الاتصَال قَد قطِع لأنّني بقِيت أنظرُ للشاشَة وأنا شارِدة الذِهن.

لحظَة!.

لقَد اتصلَ بي أكثَر من ثلاَث مراتٍ!. آه سحقاً لابُد أننِي لم أسمَع الهاتِف بسبَب إنغمَاسي فِي التفكِير.

على أيّة حال رحتُ بسرعَة أعيدُ الإتصَال بهَا وبعدَ لحظاتٍ قليلَة فحسب سمعتُ صوتهَا المتذمِر وهي تحادثنِي «أينَ أنتِ تيَا، لقَد إتصلتُ بكِ كثيراً، لماذَا لا تجيبِين علَى هاتفكِ؟».

حسناً كلامهَا هذَا معتَادة علَى سماعِه فِي كل مرّة لاَ أردُ فيها علَى إتصالاَتها.. ما ذنبِي إذَا أصبحتُ كثيرَة الشرودّ آخر فترَة؟.

صوتهَا وصلَ مسامعِي مجدداً وهِي تنادِي باسمِي عدّة مراتٍ لأدركَ أنّني غُصت بأفكارِي، لذلكَ أسرعتُ بالاجَابة عليهَا قبلَ أن تقوم بتوبيخِي «أمِي، أنَا على الشاطِئ كالعادَة.. وأنتِ تعلمِين ذلِك».

«أجَل أعلَم، لكنّك هذهِ المرّة يا تيَا متأخرَة جداً، لذلكَ عليكِ العودَة بسرعَة»، عندَ نهايَة كلامهَا أسرعتُ أنظرُ للساعَة على معصَمي، ثمَ أخرجتُ نفساً خافتاً، هي محقَة، إنهَا الثامنةُ والنِصف لقد تأخرتُ لنصفِ ساعَةٍ كاملَة.

«حسناً أمِي، قادمَة فوراً»، كانَ آخرَ ماقلتُه قبلَ أن أقفلَ الخط، إستقمتُ من مكانِي أرتبُ ملابسِي و أنّظفها من رمالِ الشاطئ، حملتُ أشيائِي بنيَة المغادرَة، أتخذُ طريقي ناحيَة المطعم.

تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن