تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي

١٩ - تدريبٌ شاق.

لم يكن لدَي أيُ رغبةٍ في فعل شيءٍ بعد ما حدث، غيرَ الإستلقاءِ بسريري.. وهذا ما فعلته.

ميليسَا رفضَت تركي حتى تأكدَت من أنني لم أعد منزعجَة بسبب ماحدث، أو هذا ما حاولتُ إظهاره.

كريس كذلكَ كان يأكدُ عليها أن لا تتركني بمفردِي، فهو كانَ لديه إجتماعٌ مهم كان عليهِ حضوره.

كان المساءُ قد حلَّ بالفعل عندمَا سمعتُ طرقاتٍ على الباب قبلَ أن يفتحهُ الطارق.

أطلّ برأسهِ يستأذنُ الدخول، وأنا بإستغرابٍ سمحتُ له.. دلفَ للغرفة ثم جلسَ مقابلاً لي على السرير.

«منذُ متى الآلفا كريستيَان يستأذنُ قبل دخولهِ لغرفتي؟، لم أكد أعرفك».. قلتُ بسخريَة أنظرُ نحوه.

ضحكَة خافتةٌ فلتت منهِ حين رد، «أظنُ أنّني أردتُ أن أكون محترماً اليوم، ثم لماذا تهتمينَ بالتفاصيل تيا؟».

كان يتصرفُ بلطفٍ أكبر من أي وقتٍ مضى، ماذَا يحدث له!.

«ثم هل لاحظتِ شيئاً؟»، قال بإدراك وقليلٍ من الدهشَة.

«ماذا؟»، بإستغرابٍ سألته.

«إنَّها المرة الأولى التي تستعملينَ فيها إسمي، ألم يكن طويلاً!».

ضحكتُ بسخريةٍ على حديثه، أكانَ يترقبُ إستعمالي لإسمه ليقول هذا؟.

«من هو الشخصُ الذي يهتمُ بالتفاصيل الآن.. كريستيان»، نطقتُ اسمهُ مجدداً، أعيدُ ما قاله لي قبل لحظاتٍ.

أما هو فإبتسم.

«حسناً لا تهتمي، أتيتُ للحديثِ معك فيما يخصُ ماحدثَ صباحاً.. أنتِ لن تذهبي لتلكَ التدريبات»، قال بجدية هذه المرّة.

هل كان لطيفاً لأنّه سيلقي أمراً على مسامعي؟.

نظرتُ نحوه بإنزعاجٍ في حين أجيبه، «ولما هذا الآن؟، أتريدُ مني أن أبقى ضعيفة أم ماذَا!.. ثم لما قد تظنُ أنني سأنفذُ كل أمرٍ تقـ..».

لم يتركني أنهي حديثِي حينَ أغلقَ فمي بإستعمالِ يده، ينظر نحوِي بدهشةٍ طفيفة بسبب إنفعالي.

«يا إلهِي تيا، لماذَا فسرتِ ما قلتهُ على مزاجكِ ثم لم تصمتِي!».. ماذا؟.

أبعدتُ يده التي تغطي فمي لأسأله، «ماذا تقصدُ إذاً؟».

«كل مافي الأمر أنه ولتجنبِ أن يتم إزعاجكِ كما حدث صباحا في حالِ لم أكن متواجداً، سوفَ أشرفُ على تدريبكِ بنفسي»، قال ثم إستقامَ من مكانهِ متوجهاً للشرفَة.

إستقمتُ بسرعة أتبعه، «ماذا؟»، قلتها بصوتٍ عالٍ.

«كما سمعتِ، سوف أكون مدربكِ، أليست صفقَة مثالية؟».

«عفواً، لكن ما المثالي في الأمر؟، أتريدُ أن تكسرَ ضلعاً من أضلعي!»، نظر نحوي بإستغراب لكلامي فرحتُ اشرح له، «ألستَ الآلفا هنا؟»..