7

50 5 4
                                    


"قف!" توسلت، وكان صوتها نداءً هشًا تردد صداه عبر الطريق المقفر. الرجل ذو العين الدموية، الذي شعر بالملل للحظات، أدار نظرته نحوها، وكانت تسليةه السادية واضحة. في تلك اللحظة من الإلهاء، ركل تاكيميتشي بلا رحمة، مما أدى إلى اصطدامه بشجرة مع ضربة مقززة، ودماء تسيل من شفتيه.

عاجزًا وضعيفًا، لم يتمكن تاكيميتشي إلا من مشاهدة ليساندرا، في قرار مؤلم، عرضت نفسها لتجنيبه. "سأعطيك إياه، لذا توقف من فضلك. فقط اترك أخي"، توسلت بصوت يرتجف من الخوف والتصميم. أصبحت رؤية تاكيميتشي ضبابية أكثر، وكان بالكاد يستطيع فهم المأساة التي تتكشف.

"لا لا لا لا لا!" صرخ عقل تاكيميتشي من الألم. لم يستطع تحمل فكرة فقدان شخص آخر، وخاصة ليساندرا. عندما حول الرجل ذو العيون الدموية انتباهه إلى أخت تاكيميتشي، ظهرت ابتسامة مريضة على وجهه، وبدا أن العالم قد تجمد.

دق قلب تاكيميتشي في صدره عندما دخلت يد إلى صدر ليساندرا، وتردد صرخاتها في أذنيه مثل تعويذة مؤرقة. لم يكن بإمكانه إلا أن يشاهد في رعب عاجز بينما قام الرجل بتمزيق قلبها، والدماء تلطخ وجهها المبلل بالدموع. بدا أن الوقت قد توقف بينما تضاءل الضوء في عينيها، ولم يترك وراءه سوى فراغ مؤلم.

الرجل ذو العين الدموية، الذي يستمتع بالبهجة السادية، يترك جسد ليساندرا الهامد يسقط على الأرض. مع الدم يسيل على وجهه، استهلك قلبها، وترددت ضحكاتها في الهواء مثل سيمفونية مروعة. تاكيميتشي محطمة ومستهلكة بالحزن، ولم يكن بوسعها إلا أن تصرخ باسمها في نداء يائس تردد صداه عبر الطريق المقفر للشاب الذي تعهد بحماية أخته الجديدة.

تحت هجوم لا هوادة فيه من الأمطار الغزيرة، وقف تاكيميتشي وحيدًا في المناظر الطبيعية المقفرة، وفراغًا من العاطفة محفورًا في عينيه الميتتين.

ببطء، سار نحو شكل ليساندرا الهامد، واحتضن جسدها البارد بين ذراعيه.

بينما كان يحملها، اختلط المطر بالدموع التي تدفقت على وجهه، شعرت روح تاكيميتشي بثقلها مثل الأرض الرطبة تحت قدميه. لقد تحرك بدقة ميكانيكية، وكان العالم من حوله محاطًا بضباب من الحزن واليأس. أصبحت غابة الضباب، التي كانت ذات يوم ملاذًا، شاهدة على وجع قلب الأخ.

في صدى مؤلم للمشهد الذي قام بتمثيله من قبل، ركع تاكيميتشي في التربة الرطبة، وغصت يداه في الأرض. كان صوت هطول الأمطار الإيقاعي بمثابة إيقاع حزين لخطورة اللحظة. مع كل مجرفة من التراب، كان يخلق مكانًا أخيرًا للراحة لأخته، ملاذًا من الهدوء تحت السماء الباكية.


مفقود بين طيات الزمان و المكانWhere stories live. Discover now