المواجهة

117 20 23
                                    

قد لا  نستطيع ان نختار بداية حياتنا ، من اين ستبدأ  وأين سننشأ ، لكن كنت اؤمن دائما انني استطيع ان اغير واقعي ، ان اغير معيشتي الى الافضل ، كنت اتامل دائما ان ينتهي هذا العذاب وياتي الفرج ، لكن اعتقد ان نور هذا الامل  الصغير الذي كنت اتمسك به قد تلاشى وغرق معي في الظلام ......

اه  منك أيتها الحياة ، ربحت في هذه المعركة، نجحت في تدميري ، اغرقتني في قذاراتك ، ادخلتني في دوامة تمنيت ان اعرف حقيقتها ، ان اعرف  كيف وصلت الى هذا الجحيم ، كيف انتهى بي المطاف قبل ان يبدأ ....

اني أستسلم لعذابك ، حقا مواجهتك ليست بسهلة،
اه منك ايتها الحياه الظالمة ....

خطت انا على دفترها هذه الكلمات المؤلمه واصحبتها بدموع جارفة حتى نال منها التعب ووضعت راسها على الوساده لتغط في نوم طالما داهمته الكوابيس ، كوابيس بمثابه وحوش تتعطش الدماء ، تلاحقها لتسحبها الى ظلام الماضي المجهول ...

فجاه وجدت آنا نفسها في مكان مظلم خال موحش ،  واخذت تصرخ : اين انا ؟ هل يوجد احد هنا؟ثم اخذ النور شيئا فشيئا يسود المكان وتعالت من حولها ضحكات بريئة لتستدر وترى امامها طفلة صغيرة في غاية الجمال تضحك ببراءة  وتلعب بكل مرح اقتربت منها آنا لتداعبها، و...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

فجاه وجدت آنا نفسها في مكان مظلم خال موحش ،  واخذت تصرخ : اين انا ؟ هل يوجد احد هنا؟
ثم اخذ النور شيئا فشيئا يسود المكان وتعالت من حولها ضحكات بريئة لتستدر وترى امامها طفلة صغيرة في غاية الجمال تضحك ببراءة  وتلعب بكل مرح اقتربت منها آنا لتداعبها، وما ان خطت خطوة  اتجاهها رجع الظلام يسود المكان مرة ثانية  وتحولت تلك الضحكات البريئة الى بكاء شديد وصراخ الم دخلت آنا في حالة من الذعر والرعب وبدات الصياح اين انا ؟ اريد ان اخرج من هنا . ليجيبني احد .
حتى رأت فتاة في سنها تشبهها لحد كبير لدرجه انها ظنت انه انعكاسها فقد كانت طبق الاصل عليها تنهدت وقالت : من انت؟
ــ أنا انت : جانبك المجهول .

تسلل الرعب الى قلب آنا و عجزت عن الكلام ، اكملت الاخرى حديثها : انظري الى تلك الفتاة الصغيرة ، انها نحن ، نعم انها انت ، في ذلك اليوم تلاشى النور و ساد الظلام مثلما حدث الان ... في ذلك اليوم تحولت ضحكاتك الى بكاء ..
كنت في الثالثة من عمرك عندما فارقك والداك ..
بعدها تغيرت حياتك السعيدة لتعيشي حياة الذليلة المرمية في الميتم .......
قالت آنا في ذهول و دهشة : ماذا أمي أبي ؟ مرمية ؟ ماذا تقصيدين !
ابتسمت شبيهتها و نظرت إليها نظره الاسى ثم اخذ كيانها يختفي شيئا فشيئا .

قالت آنا في ذهول و دهشة : ماذا أمي أبي ؟ مرمية ؟ ماذا تقصيدين !ابتسمت شبيهتها و نظرت إليها نظره الاسى ثم اخذ كيانها يختفي شيئا فشيئا

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

لا لا تذهبي ! اخبريني ، اجيبيني، لا عودي .....
ثم فتحت حفره كبيره تحت لانا وسقطت داخلها لتعود الى الواقع المؤلم على صوت صديقتها ايميلي تحاول ايقاظها .

ثم فتحت حفره كبيره تحت لانا وسقطت داخلها لتعود الى الواقع المؤلم على صوت صديقتها ايميلي تحاول ايقاظها

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

آنا استيقظي أنه مجرد كابوس ....
استيقظت آنا و هي في حالة صدمة و حاولت ايميلي التخفيف من ذعرها .
لا عليك عزيزتي لقد رأيت حلما فضيعا لكنه مر ، لابأس لقد انتهى .
ــ ايميلي لقد كنت في الثالثة من عمري في ذلك اليوم ... لقد رموني هنا
ــ آنا انا لا افهم شيئا من رماك ؟
ــ لا اعلم لكني متأكدة ان هذا ليس مجرد حلم بل رؤية،  انها رسالة .
ــ ماذا !؟
في تلك الاثناء دخلت المربية لتوقظ الجميع .
ــ هيا يا فتيات حان وقت الاستيقاظ لديكن مهمات كثيره هيا انهضوا والا ستغضب المديرة .
استيقظت كل الفتيات وبدأت بتجهيز نفسهن ليوم متعب تعودت عليه .
ايميلي : هيا يا آنا سنتأخر ؟
اذهبي انت سالحق بك . قالت آنا .
وبعدها مباشرة توجهت الى مكتب المديرة .
جاسيكا مديرة الميتم التي عرفت بشرها و بغضها ، لا تعرف الرحمة ، طالما كانت وحشا في نظر كل اولاد  الميتم ، يخافها الجميع الا آنا ، التي كانت لا تخضع لاوامرها و طالما كانت محبوسة في القبو في نهاية كل يوم كعقاب لها لخروجها عن كلام المديرة .

دقت آنا الباب . و إذا بصوت يرد : ادخل .
دخلت آنا بكل شجاعة .
من ؟ انت ، أليس من المفترض ان تكوني في المطعم.
آنا : اريدك ان تجيبيني عن سؤالي ؟
من احضرني الى الميتم .
المديرة : ما قصتك هذا الصباح ؟ تجئت لتسألني اسئلتك التافهة هذا ؟
آنا : طبعا ستكون تافهه ان لم تنفعك يا سيدتي .
ـ يالك من وقحة . الم تسأمي من مكوثك في القبو  هل تريدين ان تبدأي  يومك بعقاب ؟
ردت آنا بكل برود : لا يفرق ، تعودت على هذا . اجبني عن سؤالي . من احضرني  الى هنا ؟
المديرة : اخبرتك مرارا وتكرارا انها امرأه من ذوات القلوب الرحيمه التي عطفت عليك حين وجدت مرمية في الشارع .
آنا  : لم اقتنع ولن اقتنع ، اريد الحقيقة .
المديرة : اذا انا كاذبة ، ايتها المتمردة اغربي عني .
آنا : طبعا لن اتوقع شيئا غير ذلك ، ستحاولين ابعادي كلما واجهتك بالحقيقة . اعدك ايتها المديرة انني سأكشف كل قذاراتك .
ــ أيتها المربية خذي عني هذه المتمردة .
اخرجت المربية آنا مباشرة من غرفة المديرة و بدأت بالصراخ عليها : اذهبي و انجزي مهاماتك .
ايميلي : اين كنت كل هذا الوقت يا آنا .
ــ كنت عند المديرة ، ان شكوكي تزيد كل يوم ، هل من المنطق أنه بعد وفاة والدي لم يبقى لي اي شخص لم يكن لدي اقارب ؟ كيف جئت الى الميتم ألم يكن لي اي شخص يتحمل كفالتي ؟اتعرفين الآن لم يعد يهمني اي شيء . الشيء الوحيد الذي اعرفه هو اني لست مجبرة على البقاء هنا . ايميلي لنغادر
ــ كيف ؟ ردت ايميلي بذهول .
ــ آنا : لنهرب .
آنا رجعت الى المواجهة بهذه الخطوة . نهضت من جديد لتقاوم ....

ظلم الحياة Where stories live. Discover now