اول خطوة

82 15 28
                                    

مللت من البقاء عاجزة ، يئست من هذا العذاب ، لا أستطيع تحمل هذا الجحيم اكثر ، صبرت متأملة ان يأتي الفرج ، لكني الان اغرق في دموعي ، ايميلي ! انت اكثر شخص يفهمني ، لسنا مجبرين على العيش هنا .. كل شيء سينتهي اذا خرجنا من هنا و انت تعريفين هذا جيدا ، ارجوك لا تخيبي ظني ...

ــ لكن آنا .... انت تعريفين نحن لا نستطيع ، كيف سنفعل ذلك ؟
ــ بلى نستطيع ، ما من شيء مستحيل...
العجز و اليأس لن يغيران شيء ، علينا ان نواجه مصيرنا ، علينا القيام بهذه الخطوة ..
الآن علينا الاختيار اما ان نكمل حياتنا في هذا الجحيم و اما ان نواجه ....

امام هذا الكلام وقفت ايميلي في حيرة في امرها ، انها تائهة ما الذي تختاره ..
ــ ايميلي استيقظي ، العذاب ام المواجهة . خاطبتها آنا
ــ لا ، لا أستطيع ، لن اقدر على ذلك ، آسفة اعذريني آنا .
ــ حقا يدو اني لم اعرفك قط ، لم اعهدك هكذا ابدا ، اتضح انك جبانة ، ضعيفة ، التي أراها امامي الآن ليست صديقتي التي اعرفها .....
حزّت هذه الكلمات في نفس ايميلي الكثير ، و ايقظت داخلها هيجان كبير من المشاعر الرافضة لهذا الكلام...

لم تعي ايميلي حتى وجدت نفسها تصرخ قائلة : بلى استطيع ، لست جبانة ، لست ضعيفة...
نطقت آنا بفخر : هذه صديقتي الحقيقية التي عاهدتها ، اذا ما هو قرارك ؟
اجابت : لنفعل ذلك ، لكن لتوخى الحذر ، علينا ان نخطط جيدا .
بالتأكيد ، أجابت آنا بكل جدية .
الآن لنرجع الى اشغالنا المعتادة لكي لا نلفت الانتباه و بعدها سنجتمع في الحديقة الخلفية لنخطط لكل شيء .
بهذا انتهى حوار الصديقتين الذي انتهى بقرار الهروب من الميتم و بقي الا التنفيذ ....
بعد نهار شاق مليئ بالاعمال تمكنت آنا و ايميلي من الاجتماع في الحديقة و بدأ التصميم للخطة .
اولا قامتا بحفظ كل مداخل و مخارج الميتم
ثم تحديد الوقت المناسب للتنفيذ ...
في الليل و في الساعة العاشرة بالضبط يخلد الجميع الى نوم و تبدأ فترة الحراسة الليلية حيث يتولى هذا العمل أربعة حراس : واحد في الحديقة الامامية و الاخر في الخلفية ، اما الحارسان الباقيان فموقعهما عند المخرج .
و اللحظة الوحيدة التي يمكنهما تنفيذ فيها الخطة هي تلك التي يتبادل فيها الحارسان الاول و الثاني الاماكن و بالتالي تستطيعان الهروب من خلال الرواق الذي يفصل الحديقتين ..
بعد مرور عدة ساعات حل الليل و جاءت اللحظة المنتظرة .

بعد مرور عدة ساعات حل الليل و جاءت اللحظة المنتظرة

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


كان كل شيء محكم التخطيط و في سرية تامة .
ــ يبدو ان الجميع نائم هيا حان وقت التحرك ، قالت آنا .
ــ ردت ايميلي: نعم ، لكن علينا تغيير الزي الرسمي للميتم لكي لا يتم اكتشاف حقيقتنا ، طبعا اذا استطعنا الخروج من هنا و ان نأخذ أشيائنا المهمة التي قد نحتاجها .
ــ معك حق ردت الاخرى .
تسللت الفتاتان من غرفة النوم الخاصة ببنات الميتم ، و اتجهتا الى نقطة التنفيذ ....
بعد دقائق محسوبة على الاصابع مر الحارس الاول و لحقه الثاني .
ايميلي: الآن ، انطلقي .
و بسرعة البرق مرّت الصديقتان كطيف الشبح .
وصلتا الى السور و كان عليهما تسلقه لتنجح خطتهما . لكنهما كانتا سيئتان ، و بعد محاولات فاشلة يئست ايميلي و جلست على الارض منهارة ..
واصلت آنا المحاولة لأن رغبتها في الخروج تخطت كل المقاييس ..
كل تلك الارادة ولّدت قوة عظيمة داخل آنا حتى وجدت نفسها انها قد بلغت نصف السور لتنادي صاحبتها : ايميلي اصعدي و تمسكي بيدي، هيا حاولي ، هيا لا تيأسي ، لقد اقتربنا .
نهضت ايميلي مندفعة بقوة لتصعد هي الاخرى السور .
تشبثت الفتاتان ببعضهما البعض و نجحتا فعلا بتسلقه و الخروج من الميتم ..
تبادلت آنا و ايميلي النظارات التي كانت تشع ببريق الفرح و النصر ، لكنهما لم تلبثا طويلا امام مخرج الميتم فلقد كان عليهما الابتعاد قبل ان يكتشف امرهما ...
الامر المخيف هو انهما تائهتان لا تعرفان اي مكان تلجاءان اليه، فهذه اول مرة تخرجان منه من اقفاص ذلك البناء الحديدية.
اخذتا تركضان نحو مجهول ، هدفهما الوحيد هو الابتعاد و فقط .....

ركضتا و ركضتا لساعات و في شوارع مجهولة غريبة و بدون وعي حتى نال منهما التعب ، وعندما توقفتا لتأخذا قسطا من الراحة ...
وجدتا نفسيهما في مكان مذهل تكسوه البيوت الفاخرة و القلاع العالية و الفيلات الكبيرة ، وكان خاليا مجردا من الناس و ربما لان الوقت كان متأخرا ..

وجدتا نفسيهما في مكان مذهل تكسوه البيوت الفاخرة و القلاع العالية و الفيلات الكبيرة ، وكان خاليا مجردا من الناس و ربما لان الوقت كان متأخرا

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


لم تعطي الفتاتان اهمية لذلك و وصلتا السير بحثا عن مكان تأويان اليه ،
ــ ايميلي ، انظري الى ذلك الزقاق لنجلس في نهايته ....
اتجهتا الصديقتان الى الزقاق و احتمتا في زاوية من زواياه .
لم تلبث ايميلي طويلا حتى غطت في النوم ، بقيت آنا مستيقظة تخط على دفترها كعادتها قبل نومها :
مللت من العجز ، اخترت المواجهة ، امسكت بيد صديقتي و قلت هيا ، و الآن نحن خارج الميتم ، قد يعتبر هذا نجاح لكن لا نعرف الى متى سيدوم ..
مصيرنا مازال مجهول لكننا سنواصل السير .......
اغلقت آنا هي الاخرى جفنيها لتستسلم للنوم لتبدأ بداية جديدة غدا خارج الميتم ، لكنها لا تعرف انها امسكت الشمعة من شعلتها ......

                              ـ    يتبع    ـ

                    .....

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 11 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ظلم الحياة Where stories live. Discover now