كل شيء سينتهي في النهاية

200 18 8
                                    


استيقظت صباحا وانا اذكر نفسي ان كل شي سيكون
علي ما يرام ..احاول ان امليء قلبي بالامل برغم تكاثر
الخيبات
قاطعني صوت والدي وهو يوبخني لانني مازلت في
فراشي ..يجب ان يذكرني يوميا انني خيبة امله
الوحيدة وانه لطالما كان يتمني ولدا من صلبه كما يقول وليس مجرد فتاة لا جدوي منها
ولكني لا اكترث لصيحاته وغضبه مازال هناك ما يهون
علي قلبي مرارة تلك الايام ..انها ابتسامة امي
تنظر الي وبرفق تمشط شعري وتخبرني بصوتها الحنون

" اليوم هو اجمل يوم في العام ..انه يوم ميلادك يا صغيرتي وربما يوم ميلادي ايضا "
كلمات قالتها امي تبدو بسيطة لكنها تركت اثر في قلبي
لن يمحي
لقد اكملت عامي التاسع في ذلك اليوم ..تسعة اعوام
من صراخ ابي وتهوين امي .. عندما ولدت كان ابي
غاضب ولم يرغب في اعطائي اسم وحينذاك قررت
امي ان تسميني منسا
في البداية لم افهم الاسم كثيرا وغضبت من امي لماذا تعطيني هذا الاسم الذي لا معني له! ولكنها قابلت غضبي بصدر رحب وابتسامة حنونه واخبرتني انني عندما ولدت كان لون وجنتاي وردي مثل زهور البرسيم واما عيناي كانت خضراء مثل اوراقه لذلك قامت بتسميتي منسا وهو اسم تلك الزهرة في مصر القديمة ..وهو ايضا اسم ابنة نبي الله يوسف واسماها منسا لكي ينسي الحزن بها..وانا يا ابنتي منذ رايتك نسيت كل ما مر بي من حزن .
كان لدي اختان صغارا انا اكبرهم سنا .. ماري وهي الاصغر ..كريستين وهي الوسطي
كانت حياتنا هادئة وبسيطه بالطبع في الوقت الذي لا يكون ابي به في المنزل ..كانت امي ترعانا وتهتم
لشوؤننا وكنا نذهب سويا الي حقول الورد البلدي في
قريتنا الصغيرة ..نجلس طوال اليوم ونتسابق انا واخوتي وتنظر الينا امي بفرح وبهجة كما لو انها تنظر
الي احلامها ..كم وددت لو قمت بإيقاف الزمن في ذلك
اليوم ..اغمض عيناي واحتفظ بصورة امي واخوتي وهم سعداء الي الابد.
ذات يوم في منتصف الليل سمعت امي تتشاجر مع ابي بصوت مرتفع ..كانا يتاشجران دوما لكن تلك المرة كان هناك امرا مختلف! اصواتهم كانت عالية عن الحد
المألوف ..جلست طوال الليل افكر في امي وانا خائفة ان يؤذيها ابي

وفي الصباح ذهبت مسرعه اليها لاطمئن عليها وسالتها ماذا حدث؟ لماذا تشاجرتم بصوت مرتفع طوال الليل!
اخبرتني امي قائلة
" لا يوجد شيء يا ابنتي لا تقلقي علي ..انه اباك غاضب بلا سبب كعادته"
كانت تلك اول مرة تكذب بها امي ..لم تستطع ان تنظر لي قالتها وتركتني وذهبت لترتيب المنزل
كان لدي شعورا بإن شيئا سيء سوف يحدث وكنت افكر ما الذي دفع امي لتكذب ! سرعان ما قاطع تفكيري صوت ابي وهو يخبرني ان اتي اليه مسرعة
ذهبت الي ابي واخبرني ان اذهب لارتدي ملابسي وقال لامي ان تجهز جميع اشيائي ..نظرت اليه امي واخبرته ان لا يفعل ذلك لكنني تفاجئت بصفعة من يد ابي تنهال علي وجه امي ..ركضت الي غرفتي وانا خائفه وابكي ولا ادري ماذا يحدث!
جائت امي لتضع ملابسي في حقيية قديمة مهترئة وانا ابكي وأسالها ماذا يحدث الي اين انا ذاهبة
امسكت امي يدي ونظرت الي عيني واخبرتني وهي تنهمر الدموع من عينها " استودعك الله يا ابنتي "
واخذني ابي من يدي واعطاني لرجل غريب قوي البنية اسمر البشرة في الاربعين من عمره يدعي " العم سليمان " كانت تلك اول مره اراه بها
اخذني العم سليمان مبتعدا رايت امي راكعه عند قدم ابي تتوسل اليه وتبكي ان لا يتركني اذهب وانا اتوسل الي العم سليمان ان يتركني اذهب الي امي ظللت ابكي وابكي ولكن لم يكترث لبكائي غير الله
لا اتذكر شيئا اخر سوي وجودي في محطة القطار انظر الي اللافتة الموجودة " محطة قطار اسيوط "
اعتقد انني فقدت الوعي من كثرة بكائي او ربما كانت ذكريات مؤلمة رفض عقلي ان يتذكرها ..قمت بإغلاق عيني مجددا وانا اذكر نفسي ان هذا حلما سيئا وسوف يوقظني صوت امي الان ..لكنني لم اجدك صوت امي ..لم اجد سوي الظلام
ايقظني العم سليمان وقام باعطائي القليل من الطعام قائلا اننا سوف نقوم برحله طويلة ..يجب ان اتناول الطعام حتي لا امرض
لم يبدو لي العم سليمان رجلا مثاليا لكنه لم يكن سيئا مثل ابي
جلست انظر الي الجميع من حولي فاري شابا نحيلا بثياب رثة راسه مستنده الي نافذة القطار ..تراقب عيناه الطريق في عدم اكتراث
واري رجلا في منتصف الثلاثين من عمره يحمل جريدة اللطائف المصورة يتوسطها عنوان كبير " عام سعيد ١٩٥٠ " حسنا انه اول يوم في العام الجديد وبدون امي
استغرقت رحلتنا ثلاثة ايام لم يتحدث فيها العم سليمان سوي بضع مرات عندما كان يعطيني الطعام او عندما كنت اخبره انني احتاج الي الذهاب الي المرحاض ..غير ذلك هو دائم السكوت
في منتصف اليوم الثالث اخبرني العم سليمان ان استعد اذ اننا وصلنا الي وجهتنا ..
_______

عارفه ان البارت صغير بس اوعدكم اللي جاي هيكون طويل❤️
بليز ادعموني بفوت وكومنت يا قطاقيط

منسا ومامتها في حقول الورد😭

منسا ومامتها في حقول الورد😭

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
منسا Where stories live. Discover now