كبرياء وتحامل

67 10 2
                                    

وقفت مكاني بلا حراك غير مدركة ما الذي قمت به! هل كنت اتحدث مع نفسي بصوت عالي؟ اللعنة عليكي ايتها الغبية
" لم تقومي بإجابتي ايتها السيدة الصغيرة ؟ ام هل اقول ايتها الممرضة الصغيرة افضل! "
ماذا يريد هذا الا يكفي وضعي المحرج وهو مصمم علي احراجي اكثر!
استدرت بهدوء وعيناي في الارض واخبرته انني اسفة لم اقصد هذا انه سوء تفاهم
اومأ برأسه وقهقه ضاحكا وازاح شعره الي الوراء واخبرني
" لم يبدو انه سوء تفاهم ايتها الممرضة الصغيرة والان اخبريني لماذا انا سيدا وقحا؟ "
ابتلعت انفاسي بصعوبة وظللت افرك يداي باحثة عن طريق لخروجي من هذا المأزق وفجأة اتاني الحل! نظرت اليه واخبرته
" من الجيد انك استيقظت يا سيد جيون يجب ان اغير ضمادات جرحك الان انتظرني سأتي بالضمادات "
خرجت من الغرفة وان ادعو ان تمر تلك الليلة بسلام وان لا اكون مضطرة لقتله!
عدت مع الضمادات واقتربت منه رافعة رداء المستشفي عن جسده ..كان ذراعه الايسر مليء بالوشوم ذلك الجيون يعامل جسده كدفتر الرسم!
بحكم  طبيعة عملي كممرضه لقد رايت جسد الكثير من الرجال لكن لا اعلم لماذا كنت متوترة هذه المره وضربات قلبي عالية !
لاحظ السيد جيون توتري ورفع رأسه ونظر لعيناي وقال لي
" لماذا انتي مرتبكة ايتها الممرضة الصغيرة؟ هل تلك اول مره تري بها جسد رجل ؟ "
تلك المره قررت ان اوقفه عن وقاحته والقنه درسا ..قمت بسكب الكثير من الكحول علي جرحه بدون انذار  بغرض التطهير او التأديب لا اعرف سوي انه تأوه متألما من فعلتي
انهيت تغيير ضمادته والبسته ملابسه مره اخري وسألته اذا كان يريد مني اي شيء يمكنني مساعدته به وجاوب بالنفي
ذهبت الي الكرسي الخاص بي اكمل مشاهدتي للامطار

" هل تعرفين ان الامطار لها قصة ؟ "
تحدث مجددا؟؟ الا يستطيع ان يبقي هادئا حتي لدقائق !
نظرت له اومأت راسي بالرفض
وبدون ان اطلب قال لي حسنا ساخبرك بها
" كان هناك شخص يدعي دارنا كان بإمكانه انزال الامطار فقط بغنائه! وفي يوم قابل فتاة واحبها كان سعيدا للغاية لذلك ظل يغني طوال الليل مما ادي لهبوط الامطار ليلة كاملة ..في الصباح كانت الورود والاشجار مزدهرة بسبب غنائه
لكن اتي فتايان وقتلو حبيبته! اصبح دارنا حزين وقرر ان ينتقم لحبيبته وقتل الفتايان وقام بتحويلهم الي صخور علي شكل قلب! ..والي يومنا هذا عندما تهطل الامطار يكون بسبب تذكر دارنا للحظاته السعيدة مع حبيبته "
كنت اشعر بالغرابة ..هل تلك قصة رومانسية ام قصة عن قاتل صنعو منه كيوبيد؟
ادرت راسي للنافذة وكلي امل ان يتوقف عن الحديث ..

تنفس الجالس بملل واخبرني انه يريد شيء بشدة واذا رفضت سيظل يزعجني طوال الليل!
اخبرته حسنا ماهو هذا الشي؟
قال لي انه يرغب في التدخين بشدة ! فقط سيجارة واحدة لانه لم يقم بالتدخين لمدة يومان لم يسمح له الدكتور ادهم بذلك
وبعد إلحاح شديد منه وافقت علي اعطائه نصف واحدة فقط
كان ينظر للسجائر كعاشق وقع بحب دخانها الذي يحرق صدره
..مددت يدي واخذت روايتي " كبرياء وهوي "
لاكمل قرائتها ..لم اشعر بالوقت مضي الكثير وانا اقرا حتي قاطعني السيد جيون قائلا
" لقد مللت من ذلك السرير اللعين ومن تلك المستشفي اللعينه! لا يوجد شيء اقوم به لا استطيع حتي النوم. ..هل يمكنك ان تقرئي لي من تلك الرواية لتسليتي؟ "
نظرت الي بوجه يحمل كل معاني الاستفزاز وقلدت نبرة صوته وقلت له
" حقا؟؟ جين اوستن! كبرياء وهوي؟ انها رواية للفتيات الساذجات لتجعلهم يشعرو انهم مثقفات ! لماذا تريدني ان اقرا لك منها سيد جيون؟ "
حسنا الان واخيرا اشعر انني اخذت حقي
نظر الي وملامح الغضب علي وجهه جعل الدينصورات تأكل في بطني ..لكنه سرعان ما ابتسم واخبرني
" لم اكن اعلم ان  لديك قلبا سيئا ايتها الممرضة الصغيرة ..هيا انا مريض  واشعر بالملل ! "
اومأت له بالموافقة وجلست بجانبه اقرا له الفصول النهائية من الرواية
كان السيد دارسي يحب اليزابيث بينت لكنه كان يري ان عائلتها دون المستوي وكثيرين المشاكل وبرغم ذلك لم يهتم  وتزوجها
في هذا الجزء جلس السيد جيون يقهقه كثيرا  نظرت اليه واخبرته ما المضحك؟
قال لي
" دارسي المسكين وقع بحب فتاة من عائلة رثة استغلوه فقط من اجل ماله كم هو غبي! اضحك علي غبائه !"
اخبرته بصوت هجومي
" لم تكن عائلة اليزابيث رثة! كانت عائلة طبيعية بها بعض المشاكل! ولم تستغل اليزابيث حبه مطلقا من اجل ماله يا سيد جيون "
ظل يقهقه بلا مبالاة واخبرني
" دائما تميل الفقيرات التي لا تمتلك عائلة مناسبة الي الايقاع برجل غني ليتزوجها وتكون نهاية سعيدة للجميع سوي المغفل الذي سيفقد ماله في النهاية "
وبرغم ان الحديث كان عن السيد دارسي واليزابيث بينت ولكنني شعرت ان الكلام سيفا موجها الي قلبي. ..فأنا مثلها لا املك عائلة مناسبة ..لا املك عائلة حتي
وجدت دمعة ساخنة تنسال علي خدي حاولت اخفائها بسرعة ادرت وجهي  الي النافذة وجدت ان النهار سطع
نظرت الي السيد جيون بعيون دامعة واخبرته  
" لقد انتهت مناوبتي ..سياتي الطاقم النهاري الان للاعتناء بك "
ادرت وجهي جففت دموعي بيدي وخرجت من غرفته
ابكي لا اعلم ما بي فقط يؤلمني قلبي
بدلت ملابسي وذهبت من المشفي وركضت!
لا اعلم الي اين اذهب فأنا لا امتلك ام تربت علي شعري وتخبرني ان كل شيء سيكون بخير ..لا امتلك اب يخبرني انه سيحرق العالم بأكمله فقط من اجلي
انا لا امتلك شيء سوي بعض الذكريات الرثة التي تهشم قلبي
وجدت نفسي امام البحر حسنا هو الوحيد الباقي لي
كانت الدموع تنسال من عيني تحرق وجهي وبداخلي نيران تحرق فؤادي
فقدت السيطرة علي نفسي الان اتذكر كل شيء مجددا ..عقلي في حالة من الفوضي لا استطيع السيطره عليه!
اتذكر عندما باعني ابي وارسلني الي هنا لاعمل خادمة وانا في سن التاسعة فقط! تذكرت الليالي التي كان يتم تعذيبي فيها علي يد اناس لا يملكون ضميرا ولا رأفة! تذكرت عيون امي وهي تصرخ وتنادي بإسمي وتتوسل ابي ان لا يتركني اذهب
حسنا يكفي معاناة الي هذا الحد .. لا استطيع تحمل عبئي بعد الان
كوني شجاعة منسا كما كنتي دائما ..افعليها وسينتهي كل الالم الي الابد
وقفت علي سور البحر وقررت ان افعلها ..فقط قفزة وينتهي كل شيء
وعندما كنت سافعلها شعرت بيد امسكتني وسحبتني الي الوراء ..سمعت صوت ارتطام بالارض لكن لم يكن جسدي!
كان السيد جيون جونكوك هو من سحبني الي الاسفل !!
نظر الي بقلق ولهفة وسرعان ما نهض عن الارض وجلس يتصفح جسدي ويخبرني
" هل انتي بخير؟؟ هل حدث شيء لكي؟ هل تألمتي؟؟! "
لم اكن مدركة شيء ما الذي اتي به الي هنا وكيف ولماذا انقذني ولم يتركني اقفز ولماذا هو قلق!
امكسني من يد وظل يحرك في جسدي
" تحدثي اخبريني لماذا انتي صامته! هل اصابك مكروه؟ لماذا حاولتي الانتحار يا بلهاء! "
ازحت يده بعيدا واخبرته
" من انت حتي تلمس يدي هكذا؟ ولماذا منعتني من القفز!! من انت حتي تدخل بشؤؤني هكذا" !
قبض علي يدي بعنف
" انا الشخص الذي انقذك من الموت للتو يا بلهاء ..والان انتي مدينة لي ولن تموتي حتي توفي لي الدين "
نبست ببرود وعدم اكتراث
" دين ماذا واوفي لك ماذا! يبدو ان جرعة المخدر التي اخذتها قامت بالتأثير علي عقلك! اتركني انا ذاهبة ولا اريد رؤيتك مجددا "
اندفع نحوي بغضب وقال لي
" يبدو اننا لم نتعرف جيدا ايتها الممرضة الصغيرة حسنا اليك تلك المعلومة  عني  ..اسمي  جيون جونكوك وانا لا اكرر كلامي مرتين   "
نظر الي احدهم واشار اليه وفي خلال ثواني وجدت سيارة تقف امامنا
امسكني السيد جيون من ذراعي و وضعني في السيارة واقفل الباب واشار للسائق بالذهاب
حاولت فتح الباب مررا لكنني فشلت ظللت اصرخ واركل الباب برجلي حتي قال لي السائق
" المعذرة سيدتي انا لن اؤذيكي! ساقوم بإيصالك فقط الي منزلك بامان هل يمكنك الهدوء قليلا ؟ "
ولاكون صريحة كنت اصرخ اكثر ..وقمت بسبه بكل الشتائم الموجودة في اللغة العربية والانجليزية ايضا
اوقف السائق السيارة ونظر الي الخلف واخبرني
" سيدة منسا انا حقا لن اؤذيكي! اسمي كيم تايهونغ وانا صديق السيد جيون جونكوك ومساعده الخاص ..وكلفني السيد جيون بإيصالك الي منزلك بامان هذا كل الامر! هل يمكنك الهدوء الان حتي يمكنني القيادة؟ "
ابتلعت ريقي بغصة
" حسنا ولماذا كلفك السيد الوقح بإيصالي؟ ما دخله بشأني من الاساس!
قهقه تايهونغ كثيرا
" يبدو انك جريئة للغاية لتصفي جونكوك بهذا اللقب! حسنا لا اعلم حقا اي شيء سوي الذي اخبرتك به ..الان هل يمكنني القيادة مجددا؟ "
تنهدت بإرهاق وأومات براسي بالموافقة
__________

منسا Where stories live. Discover now