الفصل الثاني ج (1)

826 94 60
                                    

فصل بتاريخ : ٢٩/٤/٢٠٢٤

#روايه_قابل_للكتمان
من سلسلة رجل شرقي منقرض

⁦✍️⁩#بقلم_خديجه_السيد

الفصل الثاني
_________________

بـعـد مـرور أربـع سنوات.

اشرأبت ضحي رقبتها محاولاً أن ترى وتسمع ما يتحدثون عنه بعيداً عنها، لكن حضورهم المهيب غطى عليها أجساد الأطفال المحيطين بها، فاصبح الأمر صعباً عليها، حيث كانت العائلة تتجمع في منزل والدها كالعادة في العطلة! وكعادتها عليها أيضًا أن تجلس مع الأطفال وتعتني بهم، فهي الوحيدة بينهم التي لم تتزوج بعد! ومن أجل السماح لهم بالحديث عن عدة مسائل وأمور تهمهم دون أن يغطيهم صوت آخر، بدأت أصوات الضحك ترتفع و شعرت ضحى بالغضب لأنها كانت الوحيدة التي تجلس بعيداً عنهم.. لم تتحمل أكثر من ذلك وقامت تناديهم بعصبية واضحة

= وبعدين بقى هو انا هفضل قاعده بره مع الاولاد لوحدي كده وانتم قاعدين هنا و سايبيني اخلي بالي منهم ما كل واحده تطلع تشوف أبنها

نظرت إليها اختها ندي قائلة بضيق شديد

= جري ايه يا ضحى عامله وش ليه؟ ما انتٍ يا حبيبتي الوحيده اللي فينا اللي مش متجوزه
غير كده ما ينفعش تقعدي معانا عشان أوقات بنتكلم كلام ما ينفعش تسمعيه دلوقتي وانتٍ لسه ما اتجوزتيش.

جزت علي أسنانها بغيظ شديد من كلماتها قبل أن تتحدث محاولة السيطرة على قهرها

= بس اولادكم مش بيسمعوا الكلام اطلعوا انتم وخلي بالكم منهم قال يعني انتم اللي بتقدروا عليهم عشان انا اقدر

لوت أختها الكبيرة شفتيها بسخرية هاتفه

= أهو يا حبيبتي سايبينلك عيالنا تدربي عليهم وتتعلمي، ما جتش على كام ساعه بقى خلي بالك منهم وبطلي صداع

وجدت صعوبة في ضبط انفعالاتها حينما بدأت تعايرها نوعاً ما بأنها الوحيدة بينهما لم تتزوج حتى الآن، لكنها رسمت ابتسامه صغيره قائلة بعناد

= هو لما انتم مش قد التربيه بتخلفوا ليه؟
بقول لكم ايه كل واحده عندها عيالها برة انا مش كل ما تيجيوا لازم اخلي بالي منهم انا طهقت ومش هتحرك من هنا بالعند بقى .

تحركت بالفعل نحو الجانب بعيدًا عن الضوضاء المحيطة بهما، فأردفت تلك المرأة قائلة عندما رأتها بابتسامة صفراء

= الله صحيح يا ضحى ما فيش حاجه كده ولا كده يا حبيبتي عاوزين نفرح بيكي.

خمنت ضحي ما ترمي إليه دون أن تفصح لها علنًا عن نواياها، فهتفت على مضض

= حاجه زي ايه يا خالتي مش فاهمه قصدك .

أجابتها المرأة بمكر غامض

قابل للكتمان لـ خديجة السيد من (سلسلة رجل شرقي منقرض)Where stories live. Discover now