الفصل الأول:<حياتي المزدحمة>

154 12 8
                                    

بيلا....
في مدينة مكسيكو العاصمة التي تتميز بفائضها السكاني انا اقطن هناك بين تلك البيوت المتجاورة الملونة بألوان مختلفة القابعة فوق بعضها البعض نتحدث لهجات مختلفة تصل إلى 62 لغة!،وتملك أماكن أثرية تعود لآلاف السنين! كأقدم حضارات العالم شعب المايا ! وتتوسطها الكنيسة ، فالمكسيك مشهورة بالديانة المسيحية الكاثوليكية ونحن متعددي الأعراق فمنا من هم من أصل الهنود الحمر ومن هم من اصلهم من اسبانيا.....

لكني لم أهتم بذلك ولم اعطه اهتماما كبيرا لأنني غير متشددة في مايخص الدين المهم ان اكون شخصا جيدا فتلك طبيعتي وانها تشعرني بالراحة!!...

متأخرة كالعادة لبست ملابسي بسرعة من الجيد ان شعري لا يحتاج إلى أن اقوم بتمشيطه فهو مستقيم ناعم ولامع ولا يحتاج للعناية،كما انني لا أحب الأنوثة المفرطة مثل جميع الفتيات فهن يعتنين بأنفسهن بشكل مفرط حتى انهن يحددن روتينا لذلك ويذهب للصالون كل يوم ،اما انا احب ان اكون على طبيعتي وهذا احيانا يسبب لي المشاكل !!

تركت شعري كما هو منسدلا يصل لصدري فهو متوسط الطول لا أحب الشعر الطويل فهو يزعجني في تسريحه وتنظيفه وهذا متعب ولدي انشغالات كثيرة ليس لدي وقت لأحك رأسي!!

داهمت غرفة خوليو أخي الذي يبلغ الأربعة عشر ربيعا بقيت اربع سنوات للباكالوريا لذا انا احرص على مساعدته في دروسه رغم كل أعمالي!!

"انهض أيها الكسول...سأتأخر بسببك انهض !!"
"مممم....مازال الوقت مبكرا علي اذهبي انتي "
"اجل بقيت نصف ساعة لكي تذهب هذا وقت كاف لكي تستحم وتأكل الافطار وتوضب أشيائك في حقيبتك اما انا فبقي أمامي عشرة دقائق وانا هنا اضيع وقتي بالحديث في اشياء من المفترض انك تعرفها !!"،قلت بانزعاج لذلك المراهق ذو الشعر الكستنائي والبشرة البيضاء وعيون بنية ،صحيح انه لا يشبهني البتة لكن عندما نكون معا نظهر على اننا اخوة ذلك ظاهر بالتأكيد

دخلت المطبخ بدأت بقلي البيض مع بعض الفلفل الحار لايمكنك ان تكون مكسيكيا دون اكل الصلصة الحارة والطعام الحار الغني بالسعرات الحرارية!!و من ثم اخرجت سلطة الفواكه والأفوكادو من الثلاجة ووضعت بعض عصير البرتقال على الطاولة
وأخيرا بعد كل هذا نهض ذلك الفتى الذي دللته انا بالفعل فاوالدانا توفيا في حادث سيارة عندما كانا ثملين بالفعل اتذكر ان ذلك كان ذكرى زواجها وذهبا للاحتفال بذلك اليوم وأصبح من ذكرى سعيدة لذكرى وفاتهما!!
على الرغم من أنهما كانا يعملان ولم يهتما بي كثيرا لكنهما كانا رائعين كانا لاينسيان عيد ميلادي والمناسبات الهامة الخاصة بي ودائما كانا يسألان عني كانا يوفران لي كل شيء رغم كل الاكتظاظ هذا إلا أنهما اعتنيا بي جيدا كنا عائلة جيدة ، ولد خوليو عندما كنت أبلغ 7سنوات وبفضل حنان والداي الذي لم ينقص حتى بعد مجيئه تقبلته كأخ لي واعتنيت به أكثر من نفسي خصوصا بعدما تركانا مر على ذلك الحادث ثلاث سنوات بالتأكيد خوليو يتذكر ذلك لأنه تأثر كثيرا حتى أنه كان يسبني وأصبح شديد الانفعال، درجاته انخفضت وأصبح يتمرد كان التعامل معه صعبا وشبه مستحيل كنت سأدخل الجامعة كنت حين ذاك أصبحت في السن القانونية وأما هو فكانت بداية مراهقته ،كانت تلك السنة من اسوء سنين حياتي اضطررت للعمل لم أجد أحدا يلم بآلامي ويخبرني بأن كل شيء سيكون على مايرام ويحضنني ليخفف عني ضغط ايامي مثلما كان يفعل والداي، لكني تخطيت ذلك تعلمت كيف اكمل حياتي فوالداي ان كانا هنا سيطلبان مني ذلك !، سيطلبان مني ان اعتني بأخي وان اكون قوية ،وان اواجه الأمور ببساطة وبدون تعقيد، ان اكبر قلبي وان اصبر، فالانفعال والغضب والحزن والكآبة لن تصلح شيئا !!....
الشيء الوحيد الذي ساعدني هو أن والداي قد دفعت بالفعل رسوم دراسة أخي لمدة سنة قبل ان يتوفيا ، لذلك كان على عاتقي المصروف ودفع الإيجار اما بالنسبة للجامعة توقفت عن الذهاب لأنني لم أكن املك المال الكافي لدفع رسوم الدراسة خصوصا انني كنت في طريق للتقديم على الدكتوراة في الكيمياء.....نعم انه مجال صعب لكنني كنت ذكية وكان لدي تحصيل جيد حتى أنه قبل ملفي من قبل الجامعة الكبرى بالمكسيك لكن للأسف هذا ماحصل !!
مع ان بلدي يتميز بانخفاض اسعار المعيشة و الدراسة إلا انني انا كنت مفلسة تماما !! لذلك ليس لدي خيار آخر لقد كان ذلك مؤلم اظنه سيبقى حلما سأكرس حياتي لأجله وسأحققه يوما ما !

بِيلاَ Where stories live. Discover now