شُعّور

2.2K 47 32
                                    

شُعّور

تلك المشَاعر التي تحاولُ كتمانها هي نفسها التي ستظهر ذات يوم رغمًا عنك
ذاك الشّعور الذي تحاول إخفاءه و تحاول أن تُنكره سَيأتِي وقت لن تستطيع فيه مُقاومته و حينهَا فَحسب فَلتستعد لِـ الحرب التي سََتقَام و السبب فيها مشَاعرك!

*****

زادت توسعت إبتسامته الجانبية و هو يشوف لِـ تعابير وجهها قبل ما يرخى ظهره بِكل إريحيه على الكنبة وراءه و قال

" إحنا لو بنحكو بِالحق الزواج هذا من أساسه مش مبني علىٰ حُب! هاذي أول معلومة لازم تفهميها و تخلي عقلك يستوعبها مافيش شيء بينا إسمه نحبك و تحبيني أو راغبك و نبيك كل هالزواج هذا صار لِـ سبب و بس غير هكي لعبة العواطف هاذي ماليهاش مكان بينا او فِي علاقتنا فاهمة عليا و لا مش فاهمة؟ "

رفعت هي حاجبها بِعدم تصديق ليه و إستنكر لِـ كلامه اللي نطق بيه و اللي خلاها تضحك بدون مرح و هي تقول

" أوو حلو حلو، و شن ثاني كمل نسمع فيك اني و كُلِ أذان صاغية! "

رمقها بِبرود شديد مِن فوق لِـ تحت و هو فاهم عليها كويس و فاهم إسلوبها فِي إستفزازه إلاّ إنه تجاهلها و هو يرد عليها و قال

" عارفك تسمعي و شبه عارف اللي فِي قلبك توا شن فَـ خففي علىٰ روحك التوتر و الأعصاب لان مش باهي ليك "

ضحكت بِسخرية و هي إطقطق بِأصابعها علىٰ رجلها قبل ما تهز رأسها ليه فِي إستهزاء تام و هي تقول

" مش كنت تقول خلينا نحكو بِصراحة؟ خلاص خلينا نكملو فِي الصراحة و فوت جو إنك خايف عليا و ابصر شن ماهو هي زي ما قلت الزواج هذا مش زواج حب و مافيشي عواطف صح و لا خلاص بطل مثاليات و أوهام تافهه تمام؟ "

رفع أكتافه بِبرود و لامُبالاة تامة و هو يشوف لِـ إنفعالها المُبالغ فيه و قال

" تصرفاتك كُلها فاضحتك و هي السبب وراء كل هذا هو فِي رأيك اني ليش إتزوجتك همم؟ كله بسبب اللي اديري فيه هذا على قد ما تحاولي تخفى غيرتك و رعشتك إلا ان عيونك و الطريقة اللي تتنفسي بيها لما تشوفيني تفضح فيك مشكلتك إنك مفضوحه و ياريت ليا اني بس لِـ الكل لِلأسف لِـ الكل! "

تنرفزت هي بِشدة مِن بروده و ردت فعله إتجاهها و هو يحكي الشيء اللي خلاها تشوفله بِغضب شديد و هي تنوض توقف و قالت

" انت شن قصدك؟ نبي نفهم شن معناه كلامك هذا و ليش قاعد تتكلم معاي هكي كما لو ان اني اللي فرضت نفسي عليك و جيت قتلك تعالي تزوجني! يكون فِي علمك راك أنت اللي جيت خطبتني ره أنت مش اني باش قاعد إدل فيا هكي و تتكلم معاي كما لو اني خشيت عليك دار نومك و عرضت روحي عليك! "

ضحك بِإستمتاع شديد مِن التشبيه اللي نطقت بيه قبل ما يحرك رأسه لِـ الجهتين و هو يشوفلها و قال

" هو أنتِ عندك علم لو إنك عرضتي روحك بجد كنت إحتقرتك؟ أنتِ فكرتي صح و احسنتي التفكير لما قعدتي تحاولي إدسي حبك ليا و ما توضحيشي لِـ حد و هذا اللي و لِلأسف غيرك ما عرفتش إديره بِعكسك أنتِ علىٰ قد ما تحبيني علىٰ قد ما حاولتي تخليك فِي السر بدون ما حد يشك فيك بس مع هذا كُنت واضحه ليا كلك أنتِ و تصرفاتك اللي تنقلب مئة و ثمانين درجه لما تشوفيني و هذا اللي خلاني نخطبك ليك أنتِ بدل ما نخطبها هي "

رمشت بِعدم تصديق و هي تشوفله بِنظرات مش مصدقه لِـ الكلام اللي نطق بيه قبل ما ضيق عيونها عليه و هي تقول

" يعني خُلاصة الكلام أنت لو مسرة ما عرضتش روحها عليك بِالحرام كُنت حتتزوجها يعني؟ "

همهم و هو يرد عليها قبل ما يثنى وحده مِن رجليه فوق الثاني و قال

" بِضبط لو إنها ما غلطتش هالغلطه هاذي اكيد ما كُانتش حنرفض نتزوجها فِي النهاية بنت عمتي و عادي بس حركتها اللي دارتها خلتني نعرف ان لو تزوجتها مستحيل حنقدر نستمر معاها مافيش راجل حيقدر يوثق فِي مرأة تجي تسلم نفسها ليه بدون اي شيء رسمي بينهم إلا لو ما كانش راجل بس! "

ضحكت بإستمتاع و هي للان مش قادرة تستوعب و لا حرف من اللي سماعته منه قبل ما تمسح على وجهها و هي تقيم فِي شعرها فوق و قالت

" و المطلوب مني توا شن بعد الكلام اللي سمعته شن المفروض نديره يعني نصفقلك على الحكاية القنينه اللي سماعتها منك و لا شنو بضبط؟ "

زفر أنفاسه بِهدوء شديد و هو يشوفلها بِنظراته القاتمة قبل ما يرجع يرد عليها و هو يقول

" الموضوع بسيط تقبلي ان زواجنا تقليدي مافيشي لا مشاعر و لا شيء اني بني آدم ما يؤمنش بِالعواطف لانها مجرد كذبه صنعها البشر باش يحسسو نفوسهم بِالقيمة اللي مش عارفين يديروها لِـ نفوسهم و اني الحق مش مستعد نكذب فِي شيء زي هذا هاذي الحقيقة و اني مش مستعد نغير فيها حاجه! "

سلامًا علىٰ مَن أحب بِصّدق و خَانهُ الحُب!

*****
شُعّور
رواية مِن داخل المجتمع الليبي.
كِتابة: وصَال سَالم.
جميع الحقوق محفوظة ©.

شّعُورOù les histoires vivent. Découvrez maintenant