ذُعرت وشعرت أني سأموت من الخوف لكنه سرعان التفت فجأة وخبأني خلفه ، لست واضحة أبداً بالطبع بسبب جسده الكبير والعريض نسبةً لجسدي الضئيل الصغير ، تمسكت بظهره وعيناي متسعتان من الخوف.
ولم أسمع سوى صوت زوجته بيول تدخل وتبتسم له وتركض إليه لتعانقه بقوه ، ابتعدت عنه قليلاً لأن يديها كادت تلمسني.
"حبيبي ، اشتقت لك وبصراحة لا أريد إكمال مبيتي عند أبي لأني أريد قضاء الليلة معك."
نظر إليها جونغكوك وتحولت ملامحه للبرود والجمود وهو منزعج من وجودها...
"هيا إلى السرير عزيزي ، أريد قضاء ليلة لطيفة معك!"
ابتسمت بيول بتصنع وكانت ستمشي للسرير لكنه أوقفها عن طريق مسك كتفيها وهي نظرت إليه بتفاجئ.
"ماذا يا حبي؟"
نبست بيول بنبرتها المعتاده.
"بيول... أحتاج للخروج قليلاً وسأعود ، لكن عديني أنكِ لن تخرجين خلفي."
نبس جونغكوك كلماته ببرود ولمحة من الانزعاج والغضب.
عبست بيول بحزن متصنع ثم عانقت خصره وسندت جانب رأسها على صدره.
"حسناً حبي لا تتأخر."
مشى جونغكوك بظهره وهو يضمني خلفه ، يمشي وهو يواجهها ليخبئني ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب ورفعت بيول حاجبها باستغراب.
وصلنا خارج الغرفة أخذ بيدي ومشى لخارج المنزل بكل برود وكأنها لن ترانا مثلاً ، لا أدري ممن ورث هذا البرود صراحةً.
وصلنا خارج المنزل ووقفنا أمامه ، حدق إلي لأسفل ثم عانق خدي بيده ، يمسح الدموع التي تلطخ وجنتي.
"تِـلكَ الـدُّمـوع من اللؤلؤ الثمين الّـتي انْهَـمَـرَت قَـهـراً مِـنَ الـحَـيَـاة وَالحَقِـيقَة الجَـارِحَـة ، قَـريبًـا سَـتُصٰبِـح دُمُـوعَ سَـعَـادَةٍ تَـنْهَمِـر مِـن عُيُـونٍ ألمَـاسِيَّـةٍ لَـا يَـسْتَـحِـقّ أَحَـدٌ النَّـظَـرَ إلَيْـهَا مِـن ثـَراء قـِيمَتِـهَـا."
ارتعش جسدي من جمال كلماته التي تجعل قلبي ينبض أسرع وتنطرب أذني من صوته العذب الخالي من الجحود أو المخادعه... إنه حقاً غريب... لا أدري.. خائفة أن أقع بحبه..
الأمر معقد.. حتى الآن فهو لايزال غامض وغير معروف على حقيقته.. لكني سأكتشفها عاجلاً او آجلاً.
ابتسم في وجهي بخفة ثم طبع قبلة رقيقة على شعري وأخذ يدي يوصلني لسيارته ، وضعني في المقعد بهدوء وأغلق الباب ثم ذهب لمقعده وبدأ يقود.
