الفقد...
كلمة تتكون من أحرف قليلة ولكن لها معنى كبير جداً..
آلم...
أنكسار...
صدمة...
خذلان...
ضعف...
تشتت...
ضياع...
والكثير من الكلام الذي لا يمكن وصفه.. ولكن السؤال الأهم أي نوع من الفقد يؤلم اكثر؟؟ البعض يسأل الآن وهل للفقد انواع؟
جوابي نعم وأصعبه فقدان الأحبة تحت التراب.. الأرواح التي شاركتنا حياتنا وكانت الأمان لنا..
نحنا لا نبكي ولا حزن على الأموات بقدر ما نبكي على أنفسنا وخساراتنا العظيمة.. خسرنا أرواح كانت بالنسبة لنا أمان، حب، احتواء، سند، ثقة، ضحكة صادقة من القلب، فرح، بهجة، سند، قلب صادق مليء بالحب.. كانوا هم المصدر لكل هذا من بعد الله سبحانه وتعالى..
وفي لحظة واحدة انقلب كل شيء وخسرنا كل هذا، يا تُرى من يعيد لنا الأحبة؟ من يعيد لنا بهجتنا؟ من يعيد لنا كل هذا؟
في بادئ الأمر الموضوع صعب جداً، صدمة، عدم الاستيعاب، عدم التصديق.. لا تعرف أين أنت ومن أنت؟ ماذا فقدت؟ هل فقدت شخص أو نفسك؟ من مات يا تُرى؟ هل حقاً الشخص الذي انتقلت روحه إلى رحمة الله أم روحك؟
أعلم يا عزيزي القارئ إن الأمر صعب جداً والخسارة كبيرة ولا تعوض وربما أنت الآن تعيش حالة لا يمكن وصفها بأي شكل، ربما أنت في هذه اللحظة تتسائل لما ما زلت على قيد الحياة؟ لما روحك لم ترحل معهم؟ هل حقاً ستعيش بعدهم؟ هل ستتقبل هذا الواقع؟ والكثير من الأسئلة التي ليس لها أي أجوبة.. ولكن تذكر إنك ما زلت على قيد الحياة لأن لك رسالة ما زلت تؤديها وأنت فقط من يعلم ما هذه الرسالة..
لا أعلم لما نبكي الآن؟ يا تُرى على أرواحنا أو من؟...
في بادئ الأمر لن تصدق الذي حدث وستنكر الموضوع وستعيش شعور التيه اي إنك ضائع، تائه في هذا العالم، ربما الأمر سيستغرق منك وقت طويل وربما مدة أقل.. ولكن بعدَ فترة من الزمن ستتقبل الأمر وتبدأ تتعايش معه..
أنت الآن في هذه اللحظة تتذكر الأحبه، أصواتهم، ضحكاتهم، كلامهم وكل شيء يخصهم وتشعر بالآلم الذي لا يزول وتسئل نفسك هل حقاً لن أراهم مجدداً؟ هل حقاً لم يعودوا موجودين في عالمنا؟ ستعود لك كل ذكرياتك معهم وستحزن أعلم كم الأمر صعب لا بل صعب جداً والتقبل أصعب بكثير..
بعدَ مرور الوقت ستبدأ بالتقبل وأنهم رحلوا عن عالمنا سيبقى ذلك الشعور المزعج معك وتلك نغزة القلب ولكن اخف بكثير، ستتذكرهم ويبتسم ثغرك وتنزل دمعتك ولكن تدعي لهم وتقول الله يرحمهم وبعد هذه الجملة تبدأ بالاستغراب هل حقاً تقبلت الأمر؟؟!
نعم يا عزيزي في هذه المرحلة بدأت تتقبل انهم رحلوا ولا عودة لهم... أعلم أن الأمر صعب عليك جداً وليس بالسهل ولكن في كل مرة تذكرهم وتحزن وتبدأ عيناك بالبكاء تذكر أنهم بجانب رب رحيم، اقرأ لهم القرآن أهدي لهم بعض الأعمال التي تشفع لهم في الآخرة، تذكر كيف هم لا يحبون إن يروك حزين وكيف كانوا يحزنوا عند حزنك، هل تريد حقاً إن يحزنوا؟
اذكرهم بالطيب دائماً، اذكرهم في صلاتك، عند قراءة القرآن الكريم، عند استغفارك وجميع أعمالك وادعي لهم بالرحمة فرحمة الله وسعت كل شيء..
في نهاية الأمر اقول لك ليكن الله في عونك لا أقول لك ستنسى وتتخطى ولكن سوف تتعايش مع الموضوع عندما تذكر أين هم الآن وأنهم في مكان أجمل من مكاننا وعالم أجمل بكثير من عالمنا...
وتذكر ربما رحلوا عن عالمنا ولكنهم ما زالوا يعيشون بداخل أرواحنا وقلوبنا...دمتم في رعاية الله وحفظه.
#بقلمي_الخاتونة
YOU ARE READING
ما لا نبوح به
Randomمقالات متنوعة، مختلف مواضيع الحياة.. ما رأيكم بمشاركتي لمقال الاسبوع أن تختاروا موضوع المقال انتم؟ 🕊️🦋 369❤️🌏