من هذا الذي واقف امامي يا تُرى؟

104 2 1
                                    

من هذا يا تُرى؟
حقيقةٌ أو خيال؟
حلمٌ أو وهم؟
حقيقتي أم ظنونهم؟
ضعفي أو سطوتهم؟
أنا أم مجرد سراب؟
مجموعة افكار تدور في عقلي بعد النظر المطول إلى المرآة التي لا يظهر منها سوى جسدي المتعب وعيوني الغائرة وذبولي..
كل هذا الحديث يحدث بداخلي الآن وأنا واقف أمام مرأتي..
لطالما سمعت عن حب الذات ولكنه ما هو؟ وهل يا تُرى أنا أحب نفسي حقاً كما أخبر الجميع أم مجرد قناع؟....
الجميع يتكلم عن حب الذات وأنهُ يحب نفسه كما هي ويتقبل نفسه بجميع عيوبه وعندما تواجهه بعيبٍ واحد فقط يبدأ بالحزن والغضب والصراخ ، والسؤال هنا إذا كنت تحب نفسك وتتقبل ذاتك مثلما أنت حقاً لما غضبت؟؟..
أرى معظم الأشخاص لم يفهموا الموضوع كما هو لذا اليوم سوف اشرحه لكم حسب فهمي له وبطريقتي...
حب الذات هو أن تتقبل نفسك مثل ما أنت، شكلك، هيئتك، ملابسك، جسمك، بشرتك وكل شيء يخصك...
عندما تخطأ بدل إن تجلد ذاتك وتتحطم اشرح الموضوع لنفسك من منظور آخر، فهم نفسك ما هو الخطأ الذي اقترفته وكيف ازعجك وأنك لن تكرره مرة أخرى... اقسم بـ الله عندما تبدأ بفعل هذه الطريقة سيفرق لديك الكثير وسترى الحياة من منظور آخر ولن تكرر نفس الأخطاء مرةً أخرى...
حب الذات هو أن تتقبل شكلك بشرتك، جسمك وكل شيء يخصك مثل ما هو وتسعى إن تحسنه وليس إن تخبر الجميع أنك متقبل نفسك مثل ما أنت وتحبها وعندما تصبح وحدك يبدأ التذمر والبكاء، لما أنا هكذا؟ لما هذا هكذا؟ لما... والكثير من الأسئلة التي لا تنتهي... أنا شخصياً كنت أكره الحبوب التي تظهر في بشرتي وكل مرة ابدأ بالبكاء ولا اخرج من المنزل وتبدأ دوامة غير متناهية من الحزن إلى أن جاءتني لحظة إدراك وإذا ظهرت هذه الحبوب أو البثور بماذا ستفرق معي. وإذا كانت بشرتي تحتوي على مسام ما الذي سيختلف في النهاية أنا هي أنا... بدأت بتقبل نفسي بجميع حالاتي وتغيّر الأشياء التي أريد تغيّرها ولكن بحب وتقبل والآن أصبح لا يهمني هذا، هذه بشرتي وهذا شكلي وأنا احبه جدًا..
حب الذات ليس أنانية ولكن افضل نفسي عن الأشياء التي لا تفيدني ولا تخدمني الأشخاص الذين لا يستحقون مساعدتي..
حب الذات لا افضل أحد على نفسي، أنا والطوفان من بعدي.. أعرف تماماً متى أرفض الأشياء ومتى اقبلها... سؤال اطرحه عليك عزيزي القارئ... لو كان لديك شيء مهم جداً جداً وجاءك أحدهم يخبرك بأن تنجز له امراً وهذا الأمر ليس بأهمية الأمر الذي لديك من ستنجز في بادئ الأمر؟ البعض يستحي من الرفض ويرى إن هذا الشيء غير لائق وأن هذا الشخص سينزعج... ولكن حقاً أليس من المفترض أن تنجز الشيء الأهم وأن الطرف الآخر ينتظرك، اخبره بكل لطف وأدب أن عندك عمل مهم ويجب أن تنجزه وإذا سنحت لك الفرصة ستنجز عمله، فالذي يحبك سيتقبل الموضوع ويفمهك... صدقني عزيزي القارئ أنت أهم من كل شيء... أنا لا أخبرك إن لا تساعد أي شخص لا هذا خطأ ولكن انظر أي الموضوعين ذو أهمية أكثر...
حب الذات إن تضع حدود بينك وبين الآخرين، مثلاً عندما يتجاوز شخص عليك بالكلام اخبره بكل هدوء أن هذا غير مسموح عندك وأنك لا تقبل بهذا ابداً، أو عندما شخص يستهزئ بشيء يخصك اخيره إن لا علاقة له بالأمر وأنت مقتنع وتحب هذا الشيء ولا اقول لك اصرخ عليه وتجاوز بالكلام لكي يفهم حدوده لا هذا شيء خاطأ وسيسبب مشاكل أنت لا تريدها وفي غنى عنها، وفي النهاية أنه ليس شيء جميل وستخسر حقك عكس الهدوء والرزانة التي ستفهم الاخر بشكل أجمل وعدم التسبب بالمشاكل والخلافات... عندما تضع الحدود وتعرف أنت حدودك صدقني ستصبح الحياة أمتع.. فأنت تعرف ماذا لك وماذا عليك..
اعطيك طريقتين ستحبها وتستفاد منهن..
الطريقة الأولى: احضر ورقة وقلم والحقيقة لا يهم نوع الورقة والقلم ولو أنني أفضل ورقة غير مخططة وقلم رصاص، بعد ذلك أكتب كل شيء، أي شيء تكره أو تريد التخلص منه أو يزعجك، كل ما تريده أكتبه على هذه الورقة حتى الكلام الذي شعرت بأنه جرحك أكتبه، بعد الإنتهاء من الكتابة قم بتمزيق هذه الورقة أو أحرقها وانظر لها كأنك تخلصت من كل شيء معها، لم يعد بداخلك أي غضب أو كتم أو حزن فـ الآن أنت تحررت من كل هذا.. بعد ذلك استغفر الله حتى لو عشر مرات فقط بنية التحرر...
الطريقة الثانية: طريقة الهوبونوبونو
١- تستحضر الموقف أو الشخص، عادة موقف يسبب الم نفسي أو شخص يزعجك أو أنت على خلاف معه.
٢- تردد الكلمات التالية: أنا آسف، أرجوك سامحني، شكراً، أنا أحبك.
٣- تقولها نحو الشخص أو الموقف بينك وبين نفسك إلى أن تشعر بالطمئنينة والراحة.
٤- كلما ثارت مشاعرك تجاه الموقف أو الشخص تكرر العملية إلى أن تهدأ وتطمئن.
لا تحاول الدخول مع أحد أنت على خلاف معه في نقاش أو تفاهم قبل أن تجري هذا التمرين، لأنه سيساعد على تهدئة الموقف وإيجاد حل (مقتبسة)
اعلمك هذه الطريق ولكن استخدمها لنفسك، قم وقف أمام المرآة الآن، انظر لنفسك جيداً وقل لها:
أنا آسف (من ماذا تريد أن تتأسف لها؟ أنت حر)
أرجوكِ سامحيني ( بماذا أخطأت بحق نفسك وتريد إن تعتذر لها؟)
شكراً ( على ماذا تريد أن تشكر نفسك حقاً؟)
أنا أحبك ( أخبرها لماذا تحبها حتى لو تذكر صفة واحد فقط)
استخدم هذه الطريقة لمدة ثلاث أيام فقط وانظر للنتيجة بعينيك الجميلتان... ثم بعد ذلك أخبرني بماذا شعرت وهل اختلف شيء معك تجاه نفسك والحياة.
كلما تقبلت نفسك أكثر وأحببتها كلما أصبحت حياتك أجمل وأفضل وأسعد، كلما تقبلت نفسك ونظرت للحياة من منظور مختلف ستختلف معها حياتك...  ولكن أتعلم عزيزتي القارئ متى يبدأ حب الذات الحقيقي؟؟
حسناً سأجيبك يبدأ عندما تقترب من الله وتحب الله حب حقيقي خالص، وليس أن تحبه من أجل أمورك الدنيوية..
تخيل عزيزي القارئ مجرد تخيل إن الله بعظمته يحبك وأنه نفخ فيك من روحه، يا الله ما عظمتك وما أجملك وأجمل عطاياك.. إذا كيف لا تحب ذاتك والله بعظمته يحبك! والذين سيقولون إن الله لا يحبهم حاشاه أن لا يحب مخلوقاته وسنتطرق لهذا الموضوع في مقال آخر... والآن لنعود لخيالنا بل الحقيقة أن الله يحبنا ونفخ فينا من روحه إذاً كيف سنكون غير جملين؟ كيف نكره ذاتنا والله بعظمته يحبنا..
والآن عزيزي القارئ انظر للمرأة جيداً واخبرني ماذا ترى يا تُرى؟ أنت حقيقتك أم ظنونهم وأفكارهم؟
تذكر كل شيء يمكن إصلاحه في القرب الحقيقي من الله، فقط اطلب من الله وسيدلك على ما تحتاج.

#بقلمي_الخاتونة

دمتم في رعاية الله وحفظه.

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 28 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ما لا نبوح به Where stories live. Discover now