الفصل الخامس عشر : بين حلم مرعب وحقيقة مشوشة

42 2 0
                                    

استيقظ أمجد في منتصف الليل حيث شعر جسده بالثقل والثبات وكان مستلقيًا على سريره، ولكنه لم يستطع رؤية أي شيء على الأطلاق.. أحاط به الظلام، ولم يكسر الصمت إلا بصوت أنفاسه... وفجأة، مُلأت الغرفة بضوضاء عالية.. تسارع قلب أمجد حينها وهو يحاول فهم ما كان يحدث، هل كان أحد في الغرفة معه؟ أم كان مُجرّد هذيان من عقله، حاول الجلوس، لكن جسده لم يستجيب.. فشعر وكأنه محاصر وغير قادر على الحركة أو حتى طلب المساعدة.

 ثم سمع صوت هامس في أذنيه.. كان قادم من كلا الجانبين لكنه لم يستطع رؤية أي شخص من حوله.. كان يقول الصوت: 

"لعنة الحب مش هتنكسر"

.. حيث تكررت الكلمات مرارًا وتكرارًا دون توقف.خفق قلب أمجد في صدره وهو يكافح لفهم ما كان يحدث.. هل كان لا يزال يحلم؟! أم كان هذا نوعًا من الأحداث الخارقة للطبيعة؟ حاول الكلام لكن صوته لم يخرج.. لم يكن قادرًا علي الحركة او التفكير.ومع استمرار الهمس، نما خوف أمجد وشعر وكأنه يختنق، كان مُحاصرًا في كابوس لا يستطيع الهروب منه... تمنى لو يستطيع الاستيقاظ والهروب مما يواجهه، لكنه لم يعرف كيف. الشيء الوحيد الذي يمكنه فعله هو الاستلقاء والاستماع إلى الصوت، على أمل أن يتوقف قريبًا.. 

 وبعد بضع دقائق تلاشى صوت الهمس أخيرًا؛ تاركًا وراءه صمتًا يصم الآذان، كان جسم أمجد لا يزال ثقيلاً لكنه تمكن من تحريك رأسه قليلاً.. ونظر حول الغرفة محاولًا العثور على أي مصدر للضوء فسقطت عيناه على المرآة على .لقد حاول كثيرًا أن يجلس، وتمكن أخيرًا من دعم نفسه، حتي يستقيم على مُرفقيه.. فانحنى بالقرب من المرآة، على أمل رؤية شيء من شأنه أن يفهم ما حدث للتو.عندما نظر إلى المرآة رأى امرأة غريبة تظهر، لكنه لم يستطع تمييز أي من ملامحها، فقد كانت ضبابية وغير واضحة مثل شخصية تُرى من خلال الضباب.. حاول أمجد تركيز عينيه عليها ولكن المرأة ظلت بعيدة المنال، بعيدًا عن متناوله.

 شعر بقشعريرة تسيل في عموده الفقري لأنه أدرك أنه لم ير هذه المرأة من قبل. من كانت وماذا تريد منه؟ شعر بإحساس بعدم الارتياح يتسلل فوقه، مثل الظل الذي كان يتربص به في زوايا عقله.اخذ يفرك عينيه وينظر مرة أخرى على أمل أن تختفي المرأة ولكنها بقيت هناك، لقد مثّلت وجود شبح في المرآة.. فتساءل أمجد عما إذا كان يفقد عقله، أو ما إذا كان قد عثر بطريقة ما على عالم لا يفهمه.فقام لا إراديا بالغرق مرةً أخرى على وسادته، وعقله يتسابق مع الأسئلة والشكوك.. كان يعلم حينها أنه لن يتمكن أبدًا من نسيان ما حدث بتلك الليله، أو المرأة الغريبة التي رآها في المرآة.. لقد شعر كما لو كانت هي أسمهان أو ربما لم تكن هي... ثم ساد الصمت بعد ذلك في ارجاء المكان.

 استيقظ أمجد مذعورًا، خفق قلبه مما كان يحدث أمام عينيه.. الصوت الذي همس بالكلمات المشؤومة في أذنه لم يستطع إبعاده من رأسه؛ حاول التخلص من الخوف الذي كان يسيطر عليه وهو يتفحص محيطه، محاولًا العثور على بعض مظاهر الواقع.. كان يأمل أن يكون ما حدث مُجرّد حلم ليس اكثر.. ومع مرور بضع لحظات، شعر بإحساس متزايد بالراحة يغمره لأنه أدرك أن كل ما حدث.. كان مُجرّد حلم.عندما قام من سريره، شعرت ساقيه بالارتعاش والضعف، فحاول تهدئة نفسه بأخذ أنفاس عميقة لكن الخوف بقي في ذهنه.. فمشى إلى المرآة على أمل العثور على بعض الإجابات، على أمل رؤية المرأة التي رآها في حلمه وهل كانت موجودة أم ذهبت.لكن عندما نظر في المرآة، لم ير المرأة التي كانت في حلمه..

يونيا : شظايا القدرWhere stories live. Discover now